عادات يومية بسيطة تغير حياتك تماما

 

مفهوم – قطرة قطرة تفتت الصخر، هكذا ايضًا يأتي التغيير الذي يبحث عنه الكثيرين، فهناك بعض العادات اليومية البسيطة التي يمكن أن تغير حياتك تماما.

نستعرض خلال هذه المقالة أكثر من عادة أو فعل يمكن من خلال تطبيقهم تغيير مسار حياتنا إلى الأفضل إن شاء الله ، وفي كل الأحوال التنفيذ يبقى هو النقطة الفاصلة وكذلك الإستمرار، فهناك عادات بالرغم من بساطتها وسماعها كثيرًا إلا أننا نتغافل عنها ربما بسبب عدم تقديرنا لأهميتها أو إعتقادنا أنها أمور مفروغ منها ولا جدوى من الإنتباه إليها، لذا إليكم عادات يومية بسيطة تغير حياتك تماما:

اهتم بنظافتك الشخصيّة ومظهرك

ربما لا يحتاج البعض تطبيق هذه العادة لكن هناك من يحتاجون حقّاً لتطبيقها، لا أحد سيعترض طريقك قائلاً: أنت مقرف –إلا والدتك بالطبع- ولن ينبهك أحد لكونك غير مَهندَم ولو أن ذلك لكان أكرم من أن يحمل من حولك عنك هذه الفِكرة المزرية، فقط ابدأ بتنظيف أظافرك وتقليمها، استحم بشكل يومي وفرّش أسنانك، اعتن بملابسك وتناسق ألوانها، ولا أقصد أن تشتري ملابس باهظة الثمن وتُهلك ميزانيتك بل استغل ما تملك، إنك في تعاملاتك اليومية يُكّوِّن الآخرون عنك فكرة في أذهانِهم، ومن مصلحتك بالطبع أن تحتوي هذه الفكرة حقيقة أنك نظيفٌ مُهندَم. التفاصيل مهمة، كل من نجحوا في هذه الحياة اهتموا بالتفاصيل.

اقرأ، بالمعدَّل المُناسِب لك

كعادة يومية، القراءة عظيمة؛ فهي تُفتِّح الأبواب المقفولة وتوسع الأفق، القُرّاء دائماً بخير، أما غير القراء فعليهم التسلُّح بهذه العادة، لكن القراءة عادة تحتاج لأن تُؤسَّس بالتدريج، فمن يبدأ مسيرته في القراءة برواية في الأدب الروسي تربو صفحاتها عن الألف صفحة سيصاب بالرهبة والملل لا محالة، وبدوره سيثبط هذا من عزيمتك وإصرارك وتجد نفسك تتخلى عن الفكرة برمتها، عليك البدء بصغار الكتب، مقالات التنمية الذاتية، روايات خفيفة وحتى أخبار، مع الوقت ستغدو إنساناً مثقفاً يصدّر المعلومات لمن حوله مما سيُشَجِعَك على الإكثار من القراءة، القراءة أيضاً ستجعلك أفضل في الكتابة وذلك لأن عقلك مع كثرة القراءة يجمع المفردات و التعبيرات وحتى القواعد النحويّة مما ينعكس بالإيجاب على طريقتك في الكتابة.

بشكلٍ عام، العادات لا تُكوَّن فقط بالنيّة، وإنما بالممارسة والإرادة، ولكن عادة مثل القراءة مثلاً كلما يمُر الوقت كلما تعلقت بها، لأنك ترى نتائِجها مباشرة في شخصيتك والتغيُّرات التي تطرأ عليها. العادات والطِباع تُكوَّن بالتدريج.. فلا تيئس أبداً.

التفكير النقدي والتحليل

نحن في عصر السرعة كما يقول البعض، كل شيء يحدث سريعاً سواء في حياتنا البسيطة أو على مستوى العالم أجمع، فنحن نخلد للنوم ونستيقظ على خبر تفجير الدولة الفلانية، هجمة إرهابية في الدولة العِلّانية ومن هنا تكتسب مهارة التحليل والنقد أهميتها، يجب عليك أن تفكر في كل ما يحدث حولك وأن تتدبَّر جيداً وتفكر بأكثر من طريقة ومن أكثر من منظور ومكان وفِكر. مثلاً: عندما أشاهد إعلاناً تِجاريّاً أصل ببساطة للغاية منه، فهناك من ينتج إعلاناً تافهاً فقط ليكون محور حديث ومناقشة على مواقع التواصل الاجتماعي، أي هناك غاية قريبة وغاية بعيدة لأغلب الأشياء. التدقيق في مثل هذه الأمور يزيد من ذكائك دون أن تشعر.

حذف المسافات بين النيّة والفِعل

صديقي، يمكنني أن أرى روابط دورات الفوتوشوب ودورات البرمجة التي تحفظها في مفكرتك الإلكترونية أو مفضلة مُتصفحك، أعلم أنك أضفتها البارحة، من أسبوع، من عشرين يوماً أو نصف سنة، ولكنك لم تجرب قط أن تفتحها، أنت فقط تحفظها حتى تشعر بالرضا عن نفسك، أنا أعلم. مثل هذا الفِعل ومثل هذه العادة يمكن أن تقتلك حقاً! وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي. عندما تقابلك دورة إلكترونية شاهد أول درس في الحال، فإما تعجبك وتكملها أو لا تعجبك وتغلقها وتزيل الحمل من على كتفيك، إن نويت خسارة الوزن والعمل على نظام غذائي ابدأ في الحال ولا تؤجلها لما بعد الامتحانات! عادة مثل هذه حقاً ستريحك في حياتك. خطرت لي فكرة كتابة هذا المقال منذ أكثر من أسبوع ونصف من هذه اللحظة، لكني سرعان ما بدأت في كتابة أول مسودة، ومنذ ذلك الحين يراودني هذا المقال كالكابوس، يجب أن أنهيه حتى أرتاح.. وها أنا أفعل.

اهتم بصحتك وراقب أفعالك

كلنا سنموت في النهاية! إنه حقاً لدافع قوي يجعلك تهمل واجباتك وصحتك، كنت أتبعه، لكن هناك فترة غير معلومة تفصلك من الآن وحتى ساعة موتك، لماذا تعيشها وأنت سمين أو نحيل أو تشعر بنقص يُقيِّدك؟ قبل قيامك بأي فعل حلله في رأسك، هل سيفيدني على المدى القريب أو حتى البعيد؟ هل سيُحَسِّن منّي ومن حياتي؟ سيكون تنفيذ هذا الأمر في غاية الصعوبة في البداية ولكن مع انقضاء أول شهر سيصبح الأمر أسهل وأجود.

لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. أرجوك

حينما تؤجل المقرر عليك مذاكرته أسبوعاً أو اثنين فإنه ينمو وينقسم ويتضاعف مثل وحوش الزومبي! فتجد نفسك أمام جبل من الواجبات والأعمال وحينها ستبدأ بالهروب بالطبع، وكلما تهرُب أسبوعا إضافيّاً كلما يزيد الحمل عليك، وفي النهاية تكتئب لأن درجاتك سيئة! عجيب كون الإنسان يحب أفعاله ويكره نتائجها! لا تُكَوِّم شيئاً على كتفك لأنك ستربح بعض الأعداء: مهام لا تنتهي، ثقة قليلة في النفس وإحباط عام.

وهذا ينقلنا للعادة الأهم:

تنظيم الوقت

من أصعب العادات تأسيساً إن لم يكُن أصعبها على الإطلاق، لكنها تحولك من شخص مستهلك كسول إلى شخصٍ مُنتج… نظم وقت يومك وانجز مهامِك كلها حتى تهرب من تكوُّم المهام الذي تحدثنا عنه سابقاً، حدد ما عليك إتمامه كل يوم في الصباح ولا تنَم حتى تُنهيه، مثل هذه عادة توصلك للراحة النفسية والثقة في نفسك.

طوِّر مهارة

اهتم بنظافتك ودراستك وثقافتك لكن هذه عوامل غالباً ما تجعلك شخصاً جيداً لكن فقيراً وغير معروف! ما سينقذك حقاً هو أن تنمي مهارة يمكن أن تعمل بها إذا أوصدت الدنيا أبوابها في وجهَك. مهارة مثل الكتابة، الرسم، التصوير أو حتى التدريس تستحق أن تتمرن عليها وتكون هي ورقتَك الرابحة ومنجاتك من الهلاك، خصص ساعة في جدولك اليومي للتدريب وتطوير نفسك.

حسناً، يمكنني أن أكتب ضعف هذا العدد ولكن الموضوع لا يبدأ وينتهي بجوار قلمي، يجب أن يبدأ من عندك، يجب أن تسعى بنفسك لتطوير نفسك وتحقق حياة أفضل، سجي أن تتحرك وتدفع نفسك لأن في هذه الحياة لا أحد يساعد أحد ولا أحد يقدم أحداً على نفسه.

شاركها

اترك تعليقاً