علاج العصبية و الغضب الشديد في 5 خطوات

مفهوم – علاج العصبية و الغضب الشديد في 5 خطوات

كثيرا من الناس اليوم يتسمون بالعصبية الشديدة والغضب السريع في اي موقف خلال اليوم ، سواء في الشارع او في المواصلات او في العمل او في البيت ايضا ، وهناك طرق سهلة يمكن اتباعها لعلاج هذه الصفة الغير محمودة .

لو تصفَّحت كتاب الله – تعالى – ستجد أن الله – تعالى – امتدح عباده المؤمنين الذين يَملكون أنفسهم عند الغضب، ويغفرون، ويصفحون، ويَحْلُمون، ويعفون – بقوله – تعالى -: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى : 37]، وقال – تعالى -: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].

وقال – صلى الله عليه وسلم – مُبينًا أنَّ الرجل الشديد، والفارس الشجاع ليس هو الذي يَصْرَعُ الرجالَ ولا يَصْرَعونه، ولكنَّ الشديدَ هو الذي يَملك نفسه عند الغضب، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ)) . متفق عليه.

نماذج رائعة في علاج الغضب وسرعة الانفعال :

في ذات يوم، وبينما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوزِّع الغنائم على المسلمين، يأتيه أعرابيٌّ فيخترق المجلس، ويقول للنبي – صلى الله عليه وسلم -: “زِدْني يا محمد، فليس المال مالك، ولا مالك أبيك”، فتبسَّم النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: ((صدقتَ؛ إنه مال الله)).

وتأمَّل معي، أعرابي يقف أمام النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول له: “أعطني المال، فالمال ليس مالك، وليس مال أبيك”، والنبي صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، الذي أكرمه الله بالرسالة، وعصمه من الزَّلل، ماذا تظنون أنه يفعل به؟ والله، لو يعلم هذا الأعرابي وغيره أنَّ عاقبة الاعتداء على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هي الإعدام أو السجن أو العذاب الأليم، لَمَا تجرَّأ على فِعْل ذلك، ولكنهم عرفوه صاحب القلب الرحيم، صاحب القلب المملوء بالرحمة والشفقة على المسلمين.

فالنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يَحْقِد على هذا الأعرابي الفظِّ، الذي كان جافيًا في عباراته، بل قال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((صدقتَ يا أخا العرب؛ إنه مال الله))، وزاده عطاءً ، سيدنا عمر كان واقفًا، فقال: يا رسول الله، دَعْنِي أضرب عنق هذا الأعرابي، فهذا الإنسان تجاوز حدَّه، فقال – صلى الله عليه وسلم -: ((يا عمر، دعه؛ فإن لصاحبِ الحقِّ مقالاً)).

تقول أم سَلَمَة – رضي الله عنها -: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيتي، وكان بيده سواك، فدعا وَصِيفَة؛ أي: خادمة، فلم ترد، حتى استبان الغضبُ في وجهه، وخرجت أم سَلَمَة إلى الجمرات، فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهيمة، فقالت: أراكِ تلعبين بهذه البهيمة ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعوكِ؟ فقالت: لا والذي بعثكَ بالحقِّ ما سمعتك، فماذا فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – هل سبَّها أو شتمها؟ هل تطاولَ عليها بالكلام السيِّئ؟ هل ضربها؟ لا، بل قال لها – صلى الله عليه وسلم -: ((لولا خشية القَوَد (القصاص)، لأوجعتك بهذا السواك)) . رواه أبو يعلى بأسانيدَ أحدها جيِّد.

كانت جاريةٌ تصبُّ الماء على يدي جعفر الصادق – رحمه الله – فوقع الإبريقُ من يدها، فانتثر الماء عليه، فاشتد غضبُه، فقالت له: يا مولاي: والكاظمين الغيظ، قال: كظمتُ غيظي، قالت: والعافين عن الناس، قال: عفوتُ عنك، قالت: والله يُحب المحسنين، قال: أنتِ حرَّة، أين هذه الأخلاق في دُنيا اليوم؟!

طرق علاج الغضب :

العلاج الأولى: الاستعاذة بالله من الشيطان:

واسمع إلى سيدنا سليمان بن صُرَدٍ – رضي الله عنه – قال: كنتُ جالسًا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – ورجلان يَسْتَبَّانِ، وأحدهما قدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ: (هي ما أحاط بالعُنق من العروق التي يقطعها الذابح)، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأَعْلَمُ كلمةً لو قالها، لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعُوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهبَ عَنه ما يَجِدُ))، فقالوا له: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((تَعَوَّذْ بالله من الشيطان الرجيم)) . متفق عليه.

العلاج الثاني: السكوت:

فعن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا، ولا تُعَسِّرُوا، وإذا غَضِبَ أحدُكم، فَلْيَسْكُتْ)) . رواه أحمد.

لأن الإنسان إذا تكلم وهو غضبان، فإنه سوف يسب ويشتم، وربَّما يكفر بالله – تعالى – لذلك أمرنا رسولنا – صلى الله عليه وسلم – بالسكوت.

العلاج الثالث: تغيير الهيئة:

فعن أبى ذر – رضي الله عنه – قال: إنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال لنا: ((إذا غَضِبَ أحدُكم وهو قائمٌ، فليجْلِسْ، فإنْ ذَهَبَ عنه الغضبُ، وإلاَّ فَلْيضطجِعْ)).

العلاج الرابع: الوضوء:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الغضبَ من الشيطان، وإنَّ الشيطان خُلِقَ من النارِ، وإنما تُطْفَأُ النارُ بالماء، فإذا غَضِبَ أحدُكم، فَلْيَتَوَضأْ)) . رواه أبو داود.

العلاج الخامس: التذكُّر بأن كظمَ الغيظ مَهرُ الحور العين:

فعن معاذ بن أنس – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من كَظَمَ غَيظًا وهو قادرٌ على أنْ يُنْفِذَه، دَعَاهُ اللهُ – سبحانه وتعالى – على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخَيِّرَه من الحُور العين ما شاءَ)) . رواه أَبو داود، والترمذي، وقال: “حديث حسن”.

فيا مَن تبحث عن حياةٍ بعيدة عن المشكلات، يا مَن تبحث عن الحياة السعيدة في الدنيا، يا مَن تبحث عن طريق الجنة، لا تَغْضَبْ، وَلَكَ الْجَنَّةُ، هذه وصية نبيِّنا – صلى الله عليه وسلم – فأين السائرون على منهج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليكونوا من الفائزين؟

شاركها

اترك تعليقاً