قصة حياة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي

مفهوم – توفي أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي عن عمر يناهز 74 عاما.

ونُقل علي الخميس إلى مستشفى في فينيكس بولاية أريزونا بسبب ضيق في التنفس، وهو مصاب بداء الرعاش.

وقالت عائلته إن تشييع الجنازة سيكون في مسقط رأسه لويس فيل كنتاكي.

وكان يطلق على محمد علي لقب «أعظم ملاكم في التاريخ»، وقد هزم سوني ليستون عام 1964 ليفوز بأول لقب عالمي له،
ثم أصبح أول ملاكم يحتفظ بلقب الوزن الثقيل ثلاث مرات.

وحصل محمد علي على لقب «رياضي القرن»، الذي تمنحه مجلة سبورتس الأمركية، وعلى لقب «شخصية القرن الرياضية» من بي بي سي.

وفضلا عن مهاراته الفنية وبطولاته على حلبة الملاكمة، تميز، محمد علي، بوصفه شخصية عالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان.

وعرف بشغفه بالأدب وكتابة الشعر، وبلطافته وبردوده الطريفة.

وعندما سئل عن الخصال التي يتمنى أن يتذكره الناس بها، قال أتمنى يتذكرني الناس بأنني «الرجل الذي لم يبع شعبه أبدا، وإذا كان ذلك كثيرا علي، فاذكرو أنني كنت ملاكما متميزا، ولن أغضب إذا نسيتم كم كنت وسيما».

قصة حياة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي:

محمد علي ملاكم أمريكي ولد باسم (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) (بالإنجليزية: Cassius Marcellus Clay Jr) في 17 يناير 1942 في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي وتوفي يوم 4 يونيو 2016 عن عمر ناهز 74 عاماً بعد صراع طويل مع شلل الرعاش، ولد لعائلة أميركية سوداء من الطبقة المتوسطة وكان والده ميثوديا، لكن أمه ربته وأخاه على المذهب المعمداني،قبل أن يعتنق الإسلام ويُغيّر اسمه إلى محمد علي دون اسمه الاخير -كلاي- ، فاز كلاي ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً في 1964 و1974 و1978.

بداياته في عالم الملاكمة:

بداية محمد علي في عالم الملاكمة جاءت بمحض الصدفة حين كان في الـ12 من العمر، وحقق عدة ألقاب على المستويين المحلي والوطني وهو دون الـ18،ونال الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية عام 1960 عن فئة وزن الخفيف الثقيل، وفي أكتوبر عام 1960 اتجه اللاعب إلى عالم الاحتراف، حيث خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالا فاز فيها جميعا، من بينها 15 بالضربة القاضية، كما حقق المفاجئة في فبراير عام 1964 بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة -آنذاك- سوني ليستون، وفاز بلقب ببطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلا حينها رقما قياسيا كأصغر ملاكم ‏(22 عاما‏) يحقق لقب البطولة في هذا المضمار.

اعتناقه الإسلام:

وفي عام 1964 استطاع محمد علي إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز 22 عاماً آنذاك، وبعد انتصاره أعلن اعتناق الإسلام عام 1965 وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي فقط دون اسمه الأخير “كلاي” لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه ويعني الطين باللغة الإنجليزية، وكان وراء تلك الحركة المفكر الإمريكي مالكوم إكس وهو كان صديق مقرب وحميم لمحمد علي. لقد اعتنق الإسلام ولم يضع اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته، ولكن شعبيته وحب الناس له زادت واكتسحت الآفاق.

ويذهب سبب اختيار كاسيوس كلاي (محمد على) الانتماء إلى جماعة أمة الإسلام إلى إليجاه محمد. فإليجاه محمد ولد في جورجيا في عام 1898، وكان والده قد سماه إلياجا بول. ولكن في عام 1923 اتجه إلى ديترويت واستقر فيها، وبعد ثماني سنوات من استقراره في ديترويت زاره تاجر من الشرق اسمه دبليو دي فراد (W.D.Frad)، وهو نصف أمريكي ذو أصل أفريقي ونصفه أبيض، واستطاع ارن يكون مقبولًا لدى الأمريكيين ذو الأصل الأفريقي في الولايات المتحدة ويصبح قائدًا لهم. وعلَّم فراد إلياجا محمد مبادئ الدين الإسلامي. وهناك قصص وأساطير تروى عن أصل فراد وعن إسلامه، وأنه تلقى إسلامه من رجل أسود في مكة المكرمة اسمه يعقوب. ونخلص إلى أن محمد علي بدأ يتردد سرًا على الياجا محمد، ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات.

ومع كون بداية محمد علي كانت مع جماعة أمّة الإسلام إلا أنها لم تستمر طويلًا؛ حيث كان يختلف مع الكثير من أفكارهم، ولكنه – رغم انفصاله عن جماعة أمَّة الإسلام – استمرَّ في أعماله الخيرية والدعوية محاولًا تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين.

موقفه من حرب فيتنام:

في عام 1964 م رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بجيش الولايات المتحدة لأن مهاراته الكتابية واللغوية كانت دون المستوى. على أية حال, في بدايات عام 1966 م تمت مراجعة الاختبارات وصنف محمد علي على أنه ينتمى للمستوى 1أ. مما كان يعنى أنه مؤهل للالتحاق بالقوات المسلحة.

كان هذا في غاية الخطورة: لأن الولايات المتحدة كانت في حالة حرب مع فيتنام. عندما تم إخباره بنجاحه في الاختبارات, أعلن أنه يرفض أن يخدم في جيش الولايات المتحدة واعتبر نفسه معارضا للحرب.

قال محمد علي : “هذه الحرب ضد تعاليم القرآن, وإننا – كمسلمين – ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله”. كما أعلن في عام 1966: “لن أحاربهم – قاصداً فيت كونج الجيش الشيوعى في فيتنام – فهم لم يلقبونن بالزنجي”.

حياته الشخصية:

محمد علي قد تزوج أربع مرات ولديه سبع بنات وولدين ، محمد علي التقى زوجته الأولى نادلة الكوكتيل صونجي روى وتزوجا في 14 أغسطس 1964. وكانت إعتراضات روى على أداب الإسلام في ملابس المرأة ساهمت في إنهيار هذا الزواج, وقد تم الطلاق في 10 يناير 1966. و هو في الخامسة والعشرين تزوج محمد على من بيلندا بويد – 17 عاما ً – وذلك في يوم 17 أغسطس 1967. أسلمت بيلندا بعد الزواج, وأصبح اسمها خليلة على, مع أن عائلتها وأصدقائها القدامى ظلوا ينادونها باسم بيلندا. أنجبوا 5 أبناء: مريم (م. 1968), جميلة وليبان (م. 1970), ومحمد على الصغير (م. 1972).

بدأ محمد على علاقة مع أمرأة تدعى فيرونيكا بورش في عام 1975. وفي صيف عام 1977, انتهى الزواج الثاني لمحمد على وتزوج من فيرونيكا. خلال فترة الزواج, أنجبوا طفلة اسمها هناء, كما أنجبوا طفلة أخرى اسمها ليلى في ديسمبر 1977, لكن تم الطلاق بينهما في عام 1986. في 19 نوفمبر 1986, تزوج محمد على يولندا علي بعد صداقة بدأت منذ 1964 في لوزيفل. والدتهما كانتا صديقتان مقربتان. كما أنها أنكرت ما أذيع أنه كان جليسها عندما كانت طفلة, وتبنوا طفلا ً واحدا ً اسمه أسعد.محمد علي له بنتان أخرتان هما مايا وخليلة من علاقات أخرى.

حياته المهنية:

في عام 1974، هزم علي الملاكم القوي جورج فورمان ليتربع على عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره
واقتحم محمد علي الملاكمة المحترفة مباشرة بعد الألعاب الأولمبية في روما، وارتقى إلى الوزن الثقيل، ليمتع الجمهور بفنياته وخفته على الحلبة، ولكماته الخاطفة.

وكاد البطل البريطاني، هنري كوبر، أن يوقف مسيرة محمد علي، وهو في أوج عطائه، عندما واجهه في منازلة غير رسمية، في لندن عام 1963.

فقد أسقط كوبر الملاكم الأمريكي أرضا بلكمة باليسرى، ولكن محمد علي قام وفاز بالمنازلة في الجولة الثانية، بعدما أحدث نزيفا في عين كوبر اليسرى، جعلته يترك الملاكمة نهائيا.

وأبهر محمد علي العالم في العام التالي عندما فاز باللقب العالمي للوزن الثقيل وعمره 22 عاما.

فقد تعهد بالفوز على ليستون، الذي لم يسبق له حينها أن خسر أي منازلة، ولكن القليلين صدقوا ما كان يقوله.

انتصر محمد علي كلاي في المباراة التاريخية التي جمعته ببطل العالم سوني ليستون في “ميامي بيتش”، في 25 فبراير 1964، وانتهت بتدشين مسيرة أسطورة القرن العشرين في الملاكمة، كلاي، حيث أنهى المباراة في الجولة السادسة بالضربة القاضية.. شاهد المباراة:

فقد خرج ليستون من الحلبة، بعد 6 جولات، خائر القوى، لأنه لم يحتمل ضربات منافسه الشاب الموجعة.

وكان محمد علي، عندما نازل ليستون، ينتمي إلى حركة “أمة الإسلام” التي وضعت أهدافا لها منها تحسين ظروف الأمريكيين من أصول أفريقية في جوانبها الروحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وعكس النهج الاندماجي الذي اتخذه، مارتن لوثر كينغ، في الدفاع عن حقوق الإنسان، دعت “أمة الإسلام” إلى تطوير خاص بالسود، وهو ما جعل الجمهور الأمريكي ينظر إليها بنوع من الريبة.

وبعدها أعلن محمد علي اعتناقه الإسلام، وتخلى عن اسمه الأصلي، “خيسوس كلاي”، باعتباره “اسما للعبيد.

قالوا بعد وفاة محمد علي:

توج محمد علي رياضي القرن في عام 1999

دون كينغ، نظم العديد من منازلات محمد علي، من بينها منازلة جورج فوريمن
إنه يوم حزين إلى الأبد. أحببت محمد علي، كان صديقا لي، محمد علي لن يموت أبدا، روحه ستبقى بيننا، مثل مارتن لوثر كينغ، لقد وقف في وجه العالم كله.

جورج فورمان، صديق محمد علي وأحد منافسيه على الحلبة:
محمد علي واحد من أعظم الشخصيات التي قابلتها في حياتي. ولا شك أنه واحد من أفضل من عاشوا إلى وقتنا هذا.
فلويد ميويذر، بطل العالم في الملاكمة

لن يعرف العالم مثيلا لمحمد علي. كان السود في كل العالم بحاجة إليه. كان هو صوتنا. كان الصوت الذي وضعني في المكان الذي أنا فيه اليوم.
وفي عام 1967، اتخذ محمد علي قرارا تاريخيا بالاعتراض على حرب الولايات المتحدة على فيتنام، وتسبب له ذلك في انتقادات واسعة في بلاده.

فقد رفض الالتحاق بالجيش الأمريكي، وسحب منه بسبب ذلك لقبه العالمي، ورخصة الملاكمة، وتم إيقافه عن المنازلات أربعة أعوام.

وعاد محمد علي إلى الملاكمة عام 1971، بعد نقض إدانته برفض الالتحاق بالجيش، واستعاد مكانته العالمية وبطولاته في منازلات هي الأعظم في تاريخ الملاكمة.

وخسر أول منازلة احترافية له على يد جو فريزير في “منازلة القرن” في نيويورك يوم 8 مارس 1971، ولكنه استعاد لقبه العالمي بعد فوزه على جورج فوريمن بالضربة القاضية في كينشاسا (الكونغو الديمقراطية) يوم 30 أكتوبر 1974.

ونازل محمد علي منافسه فريزير للمرة الثالثة والأخيرة بالفلبين يوم أول أكتوبر 1975، وفاز عليه بعد انسحاب فريزير في الجولة 15.

واحتفظ البطل العالمي بلقبه 6 مرات، قبل أن ينهزم بالنقاط، أمام ليون سبينكس في فبراير/ شباط 1978، ولكنه استعاد لقبه في نهاية العام، وثأر لنفسه عندما فاز بذهبية الألعاب الأولمبية عام 1976، في الوزن الخفيف الثقيل.

وأنهى محمد علي مسيرته بهزيمتين أمام لاري هولمز عام 1980، وتريفور بيربيك عام 1981، وهو ما جعل الكثيرين يقولون كان عليه أن يتقاعد قبل ذلك بوقت طويل.

مرضه

على مدى عشرين عاماً فاز علي بستة وخمسين مباراة، من بينها سبعة وثلاثون بالضربة القاضية.

انهى محمد علي كلاي حياته المهنية بهزيمة بالنقاط امام تريفور بيربيك في 11 ديسمبر 1981 في مركز الملكة اليزابيث الرياضي في ناساو.

ومباشرة بعد تقاعده، انتشرت أخبار عن صحته، فقد أصبح يجد صعوبة في الكلام، وفي الحركة.

وتبين بعدها أنه مصاب بداء الرعاش، ولكنه واصل السفر، وكان يستقبل استقبال العظماء حيثما حل.

وفي 2005، منح وسام الحرية الرئاسي وهو ارفع وسام مدني في الولايات المتحدة.

واصبح ظهوره علنا نادرا تدريجيا. وكان آخر تجمع عام شارك فيه في فينيكس عشاء لجمع تبرعات للابحاث لمكافحة داء باركنسون.
وقد أوقد شعلة ألعاب أطلنطا الأولمبية عام 1966، وحملها في افتتاح ألعاب لندن الأولمبية عام 2012.

شاركها

اترك تعليقاً