مفهوم – البرمجة هي عملية كتابة تعليمات وأوامر لجهاز الحاسوب أو أي جهاز آخر، لتوجيهه وإعلامه بكيفية التعامل مع البيانات، وتعتبر هذه المهمة التي تقوم بها البرمجة من أهم الأمور في عصرنا الحالي.
حيث لا يختلف إثنان على أهمية البرمجة في الوقت الحاضر حيث أصبحنا نعتمد عليها في كل شئ تقريباً فالأنشطة اليومية للإنسان أصبحت تعتمد على تطبيقات وبرمجيات لا يمكن الإستغناء عنها، فالبرمجة ماهي إلا أكواد وخوارزميات تترجم لغة البشر للغة الآلة وأفكار الإنسان لتطبيقات ومهام تنفذ ما يدور في عقله ويسهل مهمات حياته اليومية.
خلال العقود الماضية طرأ تطور هائل في برمجيات و لغات البرمجة، ونتج عن ذلك تطور في واجهة تصميم البرمجيات و اللغات المكتوبة بها، إذ أصبحت أكثر سهولة وتفاعلاً من ذي قبل، وأكثر متعة للتعلم والبرمجة.
ورغم أنه يوجد حالياً أكثر 665 لغة برمجة تختلف في أهدافها ووظيفتها إلا أن معظم هذه اللغات مرت بمراحل تطور هائلة أستمرت على مدار قرنين من الزمان وتناوب عليها الكثير من العلماء ومهندسي الحاسوب بالتطوير والإضافة والحذف والتبديل حتى وصلت إلينا بشكلها الحالي أكثر سهولة وبساطة وأقرب للغة البشر وأكثر قابلية للتعلم.
الفضل الأكبر في تطور لغات البرمجة يعود لآلة الحياكة أو النول الميكانيكي الذي اخترعه جوزيف ميري جاكارد عام 1801 وكان يتم التحكم به عن طريق بطاقات مثقبة Punch Cards كانت وظيفتها إمداد الآلة بالبيانات لتحريكها، وقد إستفاد تشارلز بابيج من هذه البطاقات في صناعة الآلة التحليلية Analytical Engine التي كانت تدار بالبخار ويعدها جاء أول حاسوب في التاريخ ونستعرض فيما يلي مراحل تطور لغات البرمجة حسبما ورد في موقع تك أراجيك،.
مراحل تطور لغات البرمجة
في بدايات القرن العشرين أستخدم العالم الأمريكي هيرمان هولليريث البطاقات المثقبة في إختراع آلة لإجراء التعداد السكاني تعمل بواسطة بطاقة مثقبة ذات حجم صغير نسبياً وقد أحتوت البطاقة عدداً من الثقوب يمثل فيها كل ثقب معلومة محددة عن الشخص كالجنس أو مكان الولادة، ولفترة طويلة من القرن العشرين أستخدمت البطاقات المثقبة كأساس لتغذية الحواسيب بالبيانات وأستمر إستخدامها حتى بداية سبعينيات القرن الماضي.
تطور البطاقات المثقبة كان أساساً لتطور لغة الآلة machine language والتي تعتمد على نظام العد الثنائي (1,0) لتنفيذ الأوامر والعمليات الحسابية في الحواسيب الحديثة، وكان البرنامج يكتب بالكامل بواسطة لغة الآلة بالرغم من كونها عملية صعبة ومرهقة وتحتوي على العديد من الأخطاء.
في عام 1940 قام الألماني كونراد زوس بتطوير أول لغة برمجة حديثة حيث نجح في تطوير نموذج لحاسب قابلة للبرمجة حيث يساعد المهندسين في العمليات الحسابية المعقدة، وقد صمم الحاسب من الصفيح وكان حجمه كبيراً جداً حيث بلغ حجم قاعة كبيرة وقد تم توصيلها بالكهرباء، ورغم النجاح الذي حققه الحاسب في البداية إلا أنه كان يعاني من عدم دقة الأداء مما دفع زوس لمحاولة التغلب على الثغرات الوظيفية بتوظيف عمل حسابي إلكتروني.
ورغم فشل المشروع إلا أن زوس أستمر في عمله حتى نجح عام 1941 في تطوير حاسب قابل للبرمجة أطلق عليه إسم Z3 وكان ثورة علمية في ذلك الوقت حيث نجح في إجراء عمليات حسابية ناجحة وتخزين النتائج وكان ما يعيبه فقط كبر حجمه وإستهلاكه الرهيب للطاقة.
في عام 1946 نجح الأمريكي جون ماكلي في تطوير حاسب أطلق عليه إسم ENIAC وكان قابل للبرمجة وقد إستطاع إنجاز عمليات حسابية في 30 ثانية فقط وغالباً ما كانت تستغرق أربعون ساعة، وقد تم التخلص من الجهاز بعد الحرب نظراً لضخامته وإرتفاع درجة الحرارة بعد التشغيل وعدم القدرة على حفظ البرامج.
ورغم ذلك فإن الكود الذي صممه جون ماكلي كان مهماً جداً في تاريخ تطور البرمجة حيث أستطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً و أنتشر بسرعة كبيرة، وأصبح واحداً من أهم لغات البرمجة حول العالم، وقد مرت تلك اللغة بالعديد من التطورات عبر السنوات لتتحول إلى ما يعرف في وقتنا الحالي بأسم Mark 1 Autocode.
مرت لغات البرمجة بعد عصر جون ماكلي بتطورات كبيرة وقد أستطاعت الأمريكية جريس هوبر في تصميم عدة أكواد ولغات برمجية ونجحت في تطوير لغة FLOW-MATIC التي مرت بعدة مراحل من التطوير والتجديد حيث نجحت جريس في إستبدال الرموز الرياضية ووضع كلمات من اللغة الانجليزية بدلاً منها.
نجحت جريس هوبر في تطوير أول مترجم للغات البرمجة حيث كانت مهمته تحويل الملفات المصدرية إلى أوامر مباشرة يفهمها الحاسوب، كانت جريس هوبر أيضاً من ضمن عدد من علماء الحاسوب الذين دعموا فكرة إستقلال لغات البرمجة عن الآلة وقد قادها ذلك لتطوير لغة كوبول في نهاية خمسينيات القرن العشرين.
لغة Basic
في بداية ستينيات القرن العشرين ظهرت لغة Basic وكان أكثر ما يميزها هو سهولتها ويدين معظم المبرمجين ببداياتهم إلى لغة بيسيك، وقد أشتهرت بأنها لغة مفسرة رغم أنها بدأت كلغة مترجمة وقد أنتشرت إنتشاراً واسعاً في المدارس والمعامل و المنازل و العديد من المجالات بسبب بساطتها الشديدة و سهولة تعلمها.
و قد تطورت لغة Basic كثيراً فيما بعد وبعد أن كانت لغة يعتمد عليها المبتدئين في كتابة البرامج الصغيرة أصبحت بفضل التطوير المستمر لها لغة إحترافية يمكن الإعتماد عليها في كتابة البرامج المعقدة وعالية المستوى.
التطور الهائل للغات البرمجة في ستينيات القرن الماضي قادنا لظهور لغات مثل C و C++ في سبعينيات القرن الماضي والتي أدى ظهورها لتطور لغات البرمجة بشكل كبير فكما يعرف معظمكم فإن معظم لغات البرمجة الحديثة أقتبست معظم قواعدها من هاتين اللغتين.
أما في فترة الثمانينيات فقد ظهرت لغات البرمجة الكائنية التوجه و اللغات الكتلية التي عكست مفاهيم هندسة البرمجيات Software Engineering، أما حقبة التسعينيات فقد شهدت ظهور الوسائط المتعددة والفائقة وظهور شبكة الإنترنت العالمية وقد انعكس ذلك على تطور لغات البرمجة فظهرت لغات البرمجة المرئية والتي كانت موجودة مسبقاً ولكنها زودت بمزايا التعامل مع الواجهات الرسومية و الإستجابة إلى ما يقوم به المستخدم مثل لغة DELPHI وغيرها.
لم يتوقف التطور في عالم لغات البرمجة بل ما يزال التطوير مستمراً وكلما زاد التطور كلما زادت سهولة البرمجة وأقتربت أكثر من لغة البشر فشتان الفرق بين البدايات عندما كانت اللغات البرمجية لا يمكن التعامل معها سوى من قبل علماء الحاسوب وبين الوقت الحاضر حيث يستطيع أي مستخدم أن يتقن لغة ما ويطور بها برمجيات كبرى في وقت قليل.
سي بلس بلس https://drive.google.com/drive/mobile/folders/1EkIQlELgqfd7EUzws-9uoQD0NpISsRWE?usp=drive_open
معلومات تاريخية سيشهد بها التاريخ دالك