الإنترنتمفهوم – أصبحت مواقع جوجل ويوتيوب وفيسبوك أكثر المواقع زيارة على مستوى العالم، وإذا إستعرضنا عدد من المواقع التي كانت ذات شعبية كبيرة منذ سنوات سنجدها أصبحت بلا زوار أمام جوجل ويوتيوب.
يعتبر موقعا أميركا أون لاين (AOL) وياهو حاليا قسمين لا قيمة لهما تقريبا لشركةٍ للهواتف، حيث تلملم شركة الاتصالات الأمريكية فيرايزون عظامهما الرقمية لاستيعاب ما تبقى أو بيعه أو إغلاقه.
لكن منذ عقدين من الزمن كان موقعي أمريكا أون لاين وياهو يمثلان الإنترنت فعليا، إلى جانب موقع شبكة مايكروسوفت (MSN).
ويُظهر مقطع فيديو جديد كيف حدث هذا الزوال وكيف سيطرت جوجل ويوتيوب على الإنترنت من خلال شريط رسومات بيانية مدته ثماني دقائق يصور أكثر مواقع الويب زيارة على مدار 24 عاما تقريبا، استنادا إلى حركة المرور الشهرية لتلك المواقع بدءا من يناير 1996.
ومقطع الفيديو، المنشور على قناة يوتيوب تحمل اسم Data is Beautiful، عبارة عن مجموعة من مقاطع الفيديو الإحصائية ذات الفاصل الزمني التي تكلف عبء جمعها «طالب دكتوراه مهووس بالبيانات المصورة»، كما يصف هو نفسه على قناته.
وكما يُظهر الفيديو فإن «أميركا أون لاين» ظل القوة العظمى بلا منازع حتى أوائل عام 2001 بحركة مرور تبلغ تقريبا ضعفي أقرب المنافسين إليها، وهما ياهو و”أم أس أن”، وتحتها توجد مواقع باتت أثرية بحق مثل جيو سيتيز وإكسايت ولايكوس.
ومع دخول عام 2001 كانت ياهو قد بدأت بالتفوق على أميركا أون لاين بالزيارات الشهرية، لتبدأ الأخيرة بالتراجع الحاد، ثم أصبحت ياهو وكأنها الإمبراطورية الرومانية للإنترنت، حيث سيطرت ببوابة الويب الخاصة بها وبريدها الإلكتروني ومجموعات المستخدمين لمدة نصف العقد، إلى أن اقتحمت جوجل البوابات وأصبحت أكثر المواقع زيارة منذ منتصف عام 2006.
ومع ذلك لم تكن هيمنة جوجل حتمية، حيث كانت هي وياهو تتناوبان باستمرار على من يحمل لقب أعلى حركة مرور حتى يوليو 2010 لتبدأ بعد ذلك حقبة الهيمنة الفعلية لجوجل.
العصر الحديث للإنترنت
وبدأ العصر الحديث للإنترنت في الظهور عام 2007 عندما بدا أن يوتيوب وفيسبوك ظهرا من العدم. وكان يوتيوب قد تأسس قبل ذلك بثلاث سنوات فقط، لكنه حصل على دفعة كبيرة عام 2006 عندما اشترته جوجل مقابل ما بدا أنه مبلغ ضخم بلغ 1.65 مليار دولار.
في حين بدأ موقع فيسبوك في 2004 كشبكة محدودة تقتصر على الجامعات، وعندما فتح أبوابه للجمهور العام في 2006 سرعان ما انطلق ليهيمن على الإنترنت، في حين غرق موقع مثل “ماي سبيس” في غياهب النسيان.
وبدأت سيطرة الثلاثي جوجل-يوتيوب-فيسبوك منذ عام 2012، ورغم أن هذه المواقع ظلت في المقدمة في 2019 فإن قوتها النسبية تغيرت. فقد بدأت حصة فيسبوك على الإنترنت تنخفض منذ منتصف عام 2014 مع تقدم غوغل إلى الأمام.
وانخفضت أعدادها المطلقة من حوالي 28 مليار زيارة شهرية في أواخر 2017 إلى ما يزيد عن 23 مليارا في أكتوبر الجاري. أما عدد زيارات جوجل فإنه يزيد بثلاثة أضعاف عن فيسبوك، وحوالي 4.5 أضعاف إذا أخذنا بالاعتبار موقع يوتيوب التابع لها.
ولكن كما يُظهر عرض البيانات المصور في الفيديو فإنه لم يحصل أن هيمنت أي منصة تقنية على تاريخ الإنترنت بأكمله، ولهذا فإنه ليس هناك ما يضمن أن تظل هذه المواقع المهيمنة في المقدمة.