سور الصين العظيم
يجذب سور الصين العظيم شريحة كبيرة من السياح، خصوصاً هواة التاريخ والطبيعة، نظراً لتاريخه العريق مع الممالك الصينيّة القديمة التي كان لها دور رئيسي في تشييده، وموقعه المتميّز في وسط الطبيعة الخلابة بين الجبال والوديان، الأمران اللذان ساعدا في ضمّ سور الصين العظيم ضمن عجائب الدنيا السبع والمواقع التراثية على مستوى العالم.
أسباب بناء سور الصين العظيم
يعود الهدف الرئيسي من بناء سور الصين العظيم إلى حماية حدود الصين من المعتدين أو الهجمات المباغتة، كما استخدم للهجرة، ويعد ممراً رئيسياً للنقل، وقد لاقى الملايين من العمال حتفهم أثناء بناء هذا السور، وتم دفنهم بالقرب منه، لذلك عرف بأنّه أطول مقبرة على الأرض، كما شنت العديد من الهجمات العسكرية على أجزاء من السور لمرات متعددة، مما تسبب بهدمها، وأعيد ترميمها من جديد، وما بقي من السور هو الناحية الشرقية منه والتي تمتد على مسافة كيلومترات، بالإضافة إلى بعض الآثار في مواقع مختلفة، كما اخترع الصينيون البارود واستخدموه للدفاع عن السور العظيم، بالإضافة إلى اختراعهم العربة اليدوية التي ساهمت في بناء الجدار بصورة كبيرة.
الموقع الجغرافي
يعبر سور الصين العظيم جمهورية الصين على طول مناطق الشمال والشمال الغربي فيها، حيث يبدأ من تشنهوانغداو في خليج البحر الأصفر شرقاً إلى غاوتاي في غانسو غرباً، كما يعبر بكين متجهاً إلى هاندن. تاريخ البناء يعود تاريخ بناء سور الصين العظيم إلى حوالي 2000 عام خلت، حيث تمّ العمل على بنائه في عصر الربيع والخريف وعصر الممالك المتقاتلة في تلك الفترة، وشيّد السور لهدف دفاعي شامل عن المماليك التي كانت مقامة في تلك المنطقة، وقسم سور الصين في تلك الفترة إلى تسعة أسوار عسكرية، يرأس كلّ منها قائد عسكري وعدد كبير من الجنود، حيث تراوح عدد الجنود الممتدين على طوله حوالي مليون جندي، بالإضافة إلى عمال ترميم متخصّصين في كلّ منطقة من مناطق السور.
مواصفات بناء السور
بدأت عملية البناء لسور الصين العظيم في 221 قبل الميلاد، حيث بنى الإمبراطور تشين شي هوانغ الجزء الأول من سور الصين العظيم ، ولكن تم تدمير معظمها مع مرور الوقت . وفي 1449، قامت اسرة مينغ ببناء ما نعرفه اليوم باسم سور الصين العظيم للدفاع عن حدود الصين خاصة ضد القبائل المنغولية .
يقطع سور الصين العظيم مساحة شاسعة تبلغ 2400 كم2، ويتشكل السور بصورة أساسية من مجموعة كبيرة من الحجر الصلب والطين، على عرض بمعدل 6م في معظم مناطقه، أمّا مناطقه العلوية فتكون أقلّ عرضاً بمعدل 3.7م، أمّا علوه فيختلف من منطقة إلى أخرى بحيث لا يقل عن 3م في أدنى علو له ولا يزيد عن 8م في أقصى ارتفاع له. يحتوي السور على عدد كبير من أبراج الحراسة، حيث يتواجد واحد منها في كل 200 م من طوله، وساعد الطوب المغلف للسور في المناطق الشرقية من البلاد في المحافظة على السور ومنع انهياره، في حين اختفت الكثير من آثاره في المناطق الجنوبيّة، ويتميّز بنيان السور في المناطق الصحراوية بتكوّنه من الأحجار والصفصاف، أمّا الجزء الواقع في المناطق الشمالية الغربية فيتكوّن من الطوب والتراب المضغوط. معالم السور يحتوي سور الصين العظيم على عدد من الثكنات العسكرية وأبراج المراقبة وأخرى للتنبيه بهجوم الأعداء وممرّات سرية بالإضافة إلى عدد من المنشآت الهجومية في حال التعرّض لخطر خارجي، كما يحتوي على غرف لحفظ الطعام والمؤن الخاصّة بالجنود، وممر مائي لجمع مياه الأمطار خلاله وإخراجها تلقائياً خارج السور، منعاً لإحداث أي ضرر في بنيانه بسبب غمره بمياه الأمطار.
إ