مفهوم – أعلنت شركة جوجل عن مجموعة جديدة من أدوات الخصوصية لبعض من خدماتها الأكثر استخدمًا؛ وهي: (خرائط جوجل) Google Maps، ويوتيوب، والمساعد الصوتي Google Assistant.
ربما يعتبر ذلك إشارة إلى المخاوف المتزايدة بشأن تتبع السلوك الرقمي؛ لا سيما تتبع الموقع الجغرافي، حيث قدمت جوجل مجموعة من تحسينات خصوصية من بينها: وضع التصفح الخفي Incognito Mode للخرائط، والذي يمنع جوجل من حفظ أنواع معينة من البيانات، ويزيل ميزات التخصيص من التطبيق.
أعلنت جوجل أن ميزة وضع التصفح الخفي للخرائط ستصل لمستخدمي نظام التشغيل أندرويد خلال شهر أكتوبر من العام الجاري، بينما ستصل لمستخدمي نظام (آي أو إس) في وقت لاحق من هذا العام.
سيعمل الوضع الخفي في خرائط جوجل بطريقة مماثلة للوضع الخفي الموجود في متصفح كروم – الذي أُطلق لأول مرة في عام 2008 -، وكذلك الوضع الخفي في يوتيوب – الذي ظهر في وقت سابق من هذا العام – ولكن كما هو الحال في هذه الخدمات؛ من المهم أن نعرف ما هي حدود التخفي التي سيوفرها لك هذا الوضع الجديد في خدمة خرائط جوجل.
أولًا؛ إليك كيفية تفعيل الوضع الخفي في خرائط جوجل:
إذا لم تصل إليك هذه الميزة بعد، يمكنك التحقق من إعدادات تطبيق الخرائط؛ لمعرفة وجود تحديث متاح ثم قم بتثبيته، وبعد ذلك اتبع الخطوات التالية لاستخدام الوضع الخفي الجديد:
أثناء استخدام تطبيق خرائط جوجل للتنقل أو مشاركة موقعك الحالي؛ اضغط على صورة ملفك الشخصي الموجود في أعلى يمين الشاشة (بجانب شريط البحث).
ستظهر لك عدة خيارات من بينها خيار (تشغيل الوضع الخفي) Turn on Incognito Mode؛ اضغط عليه.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكنك أيضًا تسجيل الخروج من خرائط جوجل، ولا تقلق سيظل بإمكانك القيام بالكثير من الأشياء نفسها التي يمكن إجراؤها أثناء تسجيل الدخول من حسابك في جوجل سواء على نظام التشغيل أندرويد أو آي أو إس، ولكن عند القيام بذلك، سيظل التطبيق يسجل ويعرض أشياء مثل: عمليات البحث الأخيرة – وهو ما لن يحدث عندما يكون الوضع الخفي قيد التشغيل – كما لن تستطيع القيام بأشياء مثل: مشاركة موقعك مع مستخدمين آخرين، لذلك إذا كنت تريد هذه الأنواع من الميزات، فإن وضع التصفح الخفي يوفر طريقة لاستخدامها مع إيقاف تسجيلها.
ثانيًا؛ هل الوضع الخفي الجديد يحمي خصوصيتك في خرائط جوجل فعلًا؟
يؤدي تفعيل ميزة الوضع الخفي أثناء استخدام خرائط جوجل إلى إيقاف البيانات التي جُمعت بواسطة هذا الجهاز من الظهور في سجل المواقع من جوجل. لذلك إذا كنت تشارك موقعك مع شخص ما من خلال خرائط جوجل، فستتوقف التحديثات مؤقتًا حول موقع هذا الجهاز عندما يكون نشطًا، وستتوقف أيضًا الإشعارات المتعلقة بالتطبيق، وتخصيص التطبيق، ولكن ذلك لن يوفر غطاء حماية على جميع أجهزتك.
عند تشغيل الوضع الخفي في خرائط جوجل، ستظهر لك رسالة تحذيرية من أن «تشغيل الوضع في الخرائط لن يؤثر على كيفية استخدام نشاطك، أو حفظه بواسطة مزودي الإنترنت، والتطبيقات الأخرى والبحث الصوتي، وخدمات جوجل الأخرى».
وهذه الرسالة تعني أن هذا الوضع لا يقوم بأي شيء لإخفاء تصفحك للويب، أو إخفاء هويتك للعالم الخارجي، ولكنه ببساطة يقلل من سجل تصفح الخرائط في حساب جوجل الخاص بك.
وبالمثل؛ لا يعمل وضع التصفح الخفي في كروم على أي شيء لمنع مواقع الويب، أو مزودي خدمة الإنترنت من رؤية حركة التصفح الخاصة بك.
تنص سياسة خصوصية جوجل على أنه عندما لا تقوم بتسجيل الدخول إلى حساب جوجل، فإن الشركة لا تزال تجمع وتخزين المعلومات حول التصفح والسلوك في خدماتها، ولكنها تربط تلك البيانات (بمعرّف فريد) Unique Identifier بدلًا من حساب كامل. وتقول جوجل: «إن بيانات المستخدم أثناء استخدام الوضع الخفي في الخرائط تُخزن بمعرف فريد عُين لجلسة التصفح الخفي، وهذا المعرف غير مرتبط بحساب المستخدم، ويتم إعادة تعيينه مع كل جلسة جديدة».
قال (مارلو مكجريف) Marlo McGriff – مدير المنتج لخرائط جوجل – لموقع Wired: “صُمم الوضع الخفي في الخرائط ليُستخدم حسب الحاجة بدلًا من كونه إعدادًا دائمًا، وبينما لا يزال بإمكانك التنقل والحصول على الاتجاهات والبحث عن الأماكن أثناء تخفيك، فإنك تفقد كل ميزات الخرائط المخصصة، مثل: القدرة على الاطلاع على توصيات المطاعم أو المعلومات المصممة لتناسب تنقلاتك”.
وبناءً على ذلك؛ فإن التفكير في استخدام أوضاع التصفح الخفي من جوجل كأداة خصوصية لن يمنحك النتيجة التي تبحث عنها، وإذا كنت تريد إخفاء هويتك عند التصفح أو تعطيل رؤية مزود خدمة الإنترنت لك، ففكر في استخدام متصفح Tor، أو خدمات VPN بدلاً من ذلك.