مفهوم – كل ما تحتاج معرفته عن براءة الاختراع، وتختلف قوانين البراءات من بلد إلى آخر، وتتبع أغلب قوانين البراءات مبدأ أن البراءة مزايدة بين المخترع والمجتمع؛ فالمخترعون يقدمون أسرار اختراعاتهم مقابل احتكار حقها لفترة من الزمن، ويستفيد المجتمع من مشاركتهم في أسرار اختراعاتهم.
براءة الاختراع وثيقة تصدرها حكومة وطنية تمنح مخترعًا الحقوق المطلقة في اختراع لفترة محددة. تسمح براءة الاختراع للمخترع بأن يمنع الآخرين من تصنيع الاختراع أو بيعه أو استخدامه في ذلك البلد الذي منحه البراءة.
للحصول على براءة الاختراع لابد من أن يكون الشيء الذي تم اختراعه جديدًا، ومفيدًا، وأصيلاً، بمعنى أنه لم يُسبق إليه من قبل. وتشمل المخترعات الآلات، والوسائل الجديدة، والمنتجات المصنعة، والتكوينات، والاستخدامات الجديدة لكل مجموعة من هذه المجموعات. ويمكن أن تمنح براءات الاختراع على التحسينات التي تُجرَى على المخترعات.
هناك بعض الشروط الواجب توافرها لحصول الاختراع على البراءة:
أولا، يجب أن يكون للاختراع استخداما عمليا.
ثانيا، يجب أن يستوفي عنصر “الجدة/الأصالة”، فيجب أن يضيف شيئا لم يكن موجودا من قبل.
ثالثا، يجب أن يكون استخدامه عمليا، أو بمعنى آخر “مفيدا”، ويظهر خطوة “مبتكرة”، والتي لا يمكن الوصول إليها من قبل الناس العاديين ذوي المعرفة المتوسطة في المجال (أو غير واضحة).
وأخيرا، لا بد من قبول الاختراع “كقابل للتسجيل كبراءة اختراع” من قبل القانون. على سبيل المثال، في العديد من البلدان، لا يمكن حصول بعض الاختراعات على البراءة، بما في ذلك أساليب العلاج الطبي والنظريات العلمية، وما إلى ذلك…
وهنا يأتي السؤال: هل تتقدم للحصول على براءة اختراع أم لا؟
إنه من الضروري تقييم اختراعك قبل الشروع في التقديم على طلب الحصول على البراءة، وذلك للتحقق من إذا كان يستوفي هذه الشروط. ولهذا، ينصح بما يلي، وفقا “لدليل الملكية الفكرية” التي نشرته مركز جامعة نورث كارولينا للأعمال الصغيرة وتنمية التكنولوجيا:
١- إجراء بحث عن براءات الاختراع
الخطوة الأولى هي إجراء بحث عن براءات الاختراع، وتسمى أيضا “بحث أدبي مسبق”، للبحث عن الاختراعات الحاصلة على البراءة من قبل. والغرض من هذه الخطوة، هو التأكد من إنه لم يتم تسجيل براءات اختراع مماثلة لفكرة اختراعك، لأنه حتى لو انتهت مدة هذه البراءة الأخرى، يمكنك تسجيل البراءة لنفس الاختراع مرة واحدة فقط.
أما في حالة إذا لم يتم تسجيل فكرة اختراع مماثلة من قبل، فسيساعدك هذا البحث لفحص السوق والمجال الخاص بك ليتوفر لديك لمحة عامة عن احتياجات السوق/ والاتجاهات الحديثة.
هذه الخطوة قد توفر لك المال والوقت الذي ستقضيه في إجراءات طلب الحصول على براءة لاختراع قد يكون مسجلا بالفعل أو لديه بدائل موجودة في السوق.
هناك العديد من المكتبات على الإنترنت للمساعدة في هذا البحث بما في ذلك على سبيل المثال وليس الحصر:
مكتب الولايات المتحدة الأمريكية لبراءات الاختراع والعلامات التجارية (USPTO)
إي يسبيس نت (Espacenet)
براءات اختراع جوحل (Google)
يمكنك الاطلاع على دليل إي سبيس نت المجاني المرفق، للبدء في البحث عن براءات الاختراع.
يمكنك أيضا الذهاب لشركة متخصصة أو محام متخصص في البحث عن براءات الاختراع لضمان تميز اختراعك أو يمكنك أيضا استشارة مكتب نقل التقنية في جامعتك.
٢- ما هي البلدان التي يجب عليك التقدم فيها للحصول على براءة اختراع ؟
يعتبر التقديم للحصول على براءة اختراع مكلفا. ولذلك فإنه من المهم أن تختار البلدان التي تريد أن تتقدم فيها للحصول على براءة اختراع. يمكنك أن تفكر في البلدان التي توفر لك السوق الأكبر، أو تلك التي تقدم لك أرخص تكلفة للإنتاج، وما إلى ذلك.
٣- هل سيحقق اختراعك مبيعات؟
حتى لو كان اختراعك يتسم بالإبداع، فمن المهم أيضا تقييم مدى فائدته لمعرفة ما إذا كان من المجدي التقديم للحصول على براءة اختراع أم لا. يمكنك أن تسأل نفسك أسئلة مثل: هل يحل أو يعالج اختراعك مشكلة ملحة (وليس أي مشكلة، فيمكنك ابتكار حلا لمشكلة لا يهتم أحدا بها)؟ وهل سيتسبب في تغييرات ثورية في هذا المجال؟ هل يثبت خطأ إحدى أو بعض من المفاهيم/النظريات المفروغ منها؟ ماذا يضيف اختراعك إلى المجتمع؟
فمن الممكن أن يكون اختراعك جديد تماما، ولكن في نفس الوقت، لا قيمة له. ولهذا توضح أبحاث السوق أين يقف اختراعك في هذه المرحلة ليس فقط من وجهة نظرك ولكن أيضا من وجهة نظر الجمهور.
٤- تقييم قابلية التسويق
بعد تحديد أنه لديك بالفعل اختراعا مفيدا ومبدعا، يجب عليك الآن أن تتحقق من ربحيته. فعلى الرغم من أن المنتج الخاص بك قد يكون فريدا من نوعه، فهناك احتمالية كبيرة أن يكون هناك بالفعل العديد من المنتجات الأخرى التي تحل نفس المشكلة التي تطرحها.
ولضمان الأرباح المحتملة من اختراعك، قد تحتاج إلى تحديد ودراسة المنافسين. وربما سيمكنك هذا من تطوير اختراعك أكثر، أو أن تتفادى المشكلات التي تسببها بالفعل هذه المنتجات، أو أن يصبح لديك ميزة تنافسية عليها، أو على الأقل معرفة ما تحتاجه لتحقيق النجاح في هذا السوق. وفيما يلي بعض العناصر المجدية التي من الممكن أخذها في الاعتبار حتى تضمن الربحية في هذه المرحلة:
ماذا يريد المستهلكون من هذا المجال؟
هل يفي هذا المنتج حاجتهم؟
هل يعتبر الطلب على هذا المنتج موسمي أم لا؟
وما هو حجم السوق للمنتج ومجال صناعته؟ هل هو كبير بما فيه الكفاية ولا يحتاج إلى المزيد من المساهمات؟