مفهوم – فيما يُعتبر أول تحديث لـ بروتوكول HTTP منذ أن أنشئ عام 1999، وبعد انتظار طويل جاء تحديث بروتوكول HTTP المسؤول الرئيسي عن تناقل البيانات بين المستخدم والشبكة العنكبوتية كأولى خطواته الحقيقة لإصدار نسخته المطوّرة رسمياً حتى يبدأ العمل بها في الأسابيع القليلة القادمة.
وفقاً لأحد التصريحات التي خرجت من قبل السيد مارك نوتينجهام المدير العام لمجموعة عمل IETF HTTP الراعية للبروتوكول فقد يمر التحديث الآن بمراحل تعديله الأخيرة قبل أن يتم إصداره كبروتوكول بديل ليحل مركز صديقه العجوز.
يعد HTTP/2 من أضخم التحديثات على الساحة الرقمية ليشكل تغييرات جذرية لم تتحرك منذ عام 1999 حين تم الإعلان عن HTTP 1.1 لأول مرة، وقد كوّنت تلك التسميه اختصاراً لبروتوكول تناقل النصوص التشعبية “HyperText Transfer Protocol” كأحد العناصر الرئيسية في تناقل البيانات الرقمية التي نستخدمها بصورتها الأساسية حتى الآن.
وهذا ما يجعل الانتظار إلى الآن للخروج بأول التحديثات من أغرب الأحداث على الساحة التقنية بغض النظر عن الجهد الكبير جداً الذي احتاجه المطورون لإصدار بديل قوي وفعال يستحق الاستيلاء على هكذا منصب هام في عالم الرقميات على شبكة الانترنت.
يجلب التحديث الجديد العديد من الفوائد الحقيقية إلى أرض الواقع ضمن تقانة الانترنت، فمع السرعة الأكبر في تحميل الصفحات و الفترات الأطول من عدم النقطاع الشبكي يتميز العنصر الجديد بملائمته مع معظم التطبيقات العملية السابقة على البروتوكول الأصلي.
مما يساعد المطورين في إتمام مشاريعهم البرمجية بكل بساطة مع نقلة مميزة في سرعة الأداء، ويعود السبب إلى استخدام HTTP/2 ذات الواجهات البرمجية للتطبيقات “API : APPLICATION Programming Interface” التي استخدمها البروتوكول السابق في بيئته ولكن بأخذ التطورات البرمجية الحالية بعين الاعتبار.
تعد تقنيه تعددية التراسل Multiplexing من أبرز مزايا البروتوكول الجديد والتي ستحل الكثير من عثرات التصادم والرد البطيء من قبل المخدم عند استقباله لعدة طلبات في الآن ذاته.
وتعتمد الآلية الجديدة في عملها على تأمين حزم برمجية تعمل كشيفرات لربط الطلبات ببعضها والتخفيف من عددها الذي يثقل أداء المخدم المضيف، فسوف تتيح التقنيه أيضاً العديد من ردود الطلبات لتصل في آن واحد دون الحاجة للانتظار فترات طويلة أو المفاجئة بتعطيل تحميل الصفحة المطلوبة.
يستند HTTP/2 في تطويره على بروتوكول تجهيزي SPYD تحت رعاية غوغل، والذي استخدم حتى الآن في العديد من تقنيات إدارة الحزم الرقمية لما يؤمنه من مستويات حماية كبيرة للبيانات المنقولة، والقيام بالتقليل من زمن الانتظار لتحميل عناصر الصفحة.
لقد أعلنت غوغل رسمياً منذ أيام قليلة عن خطط لاستثمار HTTP/2 كلياً في النسخ القادمة من متصفح CHROME ليحل مكان HTTP بشكل كامل، وقت تبع تلك التصريحات العديد من الأخبار المماثلة لمجموعة من المتصفحات الأخرى على رأسها FireFox.
والجدير بالذكر أن الشركة قد أصدرت أيضاً نسخاً تجريبية للعديد من المطورين حيث يتمكنون من اختبار الجيل الجديد وتفحص مزاياه بشكل عملي.
تبعاً للتنبؤات التقنية فإن حضور البروتوكول الجديد إلى الساحة العملية قد أصبح وشيكاً خصوصاً أن العديد من مطوريه قد أعلنوا وصوله إلى مراحل الاختبار النهائي ليصدر بنسخته النهائية في الأيام القريبة القادمة.
وأرجو أن تستحق هذه النقلة كل الانتظار السابق لأننا لن نتحمل انتظار عقود أخرى من الزمن لتصحيح ما قد ينتج عن هذا الجيل الجديد وإن كان ذلك التخيُّل بعيد في نظري حتى عن الحلم.