مفهوم – تمكنت ديبي وليامسون، وزميلها براين هاريسون من تأسيس شركة “سوون” للأثاث في بريطانيا وتحقيق نجاح غير مسبوق في مجال بيع الأثاث عبر الإنترنت.
بينما كانت ديبي وليامسون تستقل الطائرة متوجهة إلى الهند عام 2012، عرفت أنها لن تتمكن من العودة إلى الوطن قبل أن تجد شركة توريد تمد شركتها الناشئة للأثاث بما تحتاجه من منتجات ذات سعر معقول تباع عبر شبكة الإنترنت.
تقول وليامسون: “جلست في كل مقهى، وتحدثت إلى أصحاب أعمال محليين، أردت أن أعرف أي شركة توريد صنعت ذلك الكرسي فرنسي التصميم الذي تعلقت به عيناي في البيت فور رؤيته. كان سعره حوالي 1300 جنيه استرليني، وعرفت أنه لا بد أن تكون هناك تكاليف ضخمة لصناعته”.
وتضيف: “رغبت في لقاء شركة التوريد ورؤية ما إن كان هناك مجال لإزالة التكاليف الإضافية المتعلقة بالعرض في المتاجر، و المستودعات، والوسطاء، من المعادلة، وما إن كنا نستطيع أن نجعل منتجات كهذه أقل تكلفة لزبائننا المحتملين”.
وانتهى بها الأمر خلال رحلتها للهند إلى أن تقابل 20 شركة في مقاطعة رجاستان قبل أن تعثر على شركة التوريد الأنسب لصناعة الكرسي المنشود، وهكذا ولدت شركة “سوون”.
وقد استوحت وليامسون الفكرة من حبها للأثاث الذي ترى صوره وتصاميمه في مجلات التصميم الداخلي التي تعشق قراءتها، بيد أنه لم تعجبها الأسعار التي تعرض بها هذه المنتجات.
تبيع شركة “سوون” هذه الأيام حوالي 1,200 منتج
وقررت وليامسون التي شغلت في السابق منصب رئيس قسم المنتجات الرقمية في مجموعة “تليغراف ميديا” ضم جهودها إلى جهود زميلها براين هاريسون الذي كان مديراً بأحد أقسام الشركة الناشرة لصحيفة التليغراف.
كان كلاهما حريص على الشروع في مغامرة شخصية، ولأن وليامسون مغرمة بالتصميم الداخلي، أدرك الاثنان وجود فجوة في السوق تتمثل في وجود متجر إلكتروني يبيع الأثاث عبر الإنترنت بأسعار مناسبة.
وبعد أن استثمر كل منهما مبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني، أحضرا حاوية شحن تحمل مجموعة من الكراسي رمادية اللون أطلقا عليها اسم “ليل”. تقول وليامسون: “نشرنا إعلاناً في جريدة التليغراف، آملين في أن نتلقى بعض الطلبات، لكن الطلبات كانت كثيفة وسريعة حتى أننا تمكنا بحلول اليوم التالي من بيع الحاوية بالكامل. في تلك اللحظة أدركنا أننا في طريقنا إلى تحقيق النجاح”.
وتبيع شركة “سوون” الآن ما مجموعه 1200 نوع من الأثاث، تتراوح بين الآرائك وكراسي البار المرتفعة، وذلك من خلال 20 شركة. وعلى الرغم من وجود 100 موظف للشركة في مكاتب لندن والهند وفيتنام، وعائد سنوي يبلغ 20 مليون جنيه، يؤكد مالكا الشركة أن طريقهما للنجاح لم يكن مفروشاً بالورود.
ويقول هاريسون: “لقد اتخذنا كثيراً من القرارات الخاطئة، وواجهنا كثيراً من المشاكل على الطريق، حتى في الأمور الأساسية مثل فتح حساب بنكي تجاري، والعثور على أشخاص ينجزون معاملاتنا على الإنترنت، وهو ما كان بوضوح جزءاً كبيراً من عمل الشركة. فمن الصعب جداً أن ينظر إليك الناس بجدية ويتعاملون معك باهتمام إذا كان اسم شركتك جديداً ولا يعرف بها أحد. لكن ينبغي عليك أن تتحلى بقدرة حقيقية على الإقناع”.
كان عرض منتجات بأسعار معقولة يعني من البداية أن تكون الشركة متاحة بسهولة على الإنترنت، كما أصبح من الضروري أن يكون للمنتجات التي تبيعها الشركة مسحة تصميم خاصة، وكما تشرح وليامسون قائلة” :أردنا التركيز على القطع التي تغير شكل الغرفة، وترفع من مستواها الجمالي… كما أردنا أن نكون جريئين في اختيار الأقمشة والتصميمات”.
كان براين هاريسون مدير القسم الرقمي في مجموعة “تليغراف ميديا” قبل أن يؤسس شركة “سوون” مع السيدة وليامسون
وفي أعقاب صفقات البيع الأولى، بدأت شركة “سوون” في إضافة المزيد من شركات التوريد من حول العالم، بزيادة شركتين أو ثلاث في الشهور الـ 18 الأولى من عمر الشركة. ثم إضافة أربع أو خمس شركات أخرى بعد ذلك بعام.
تقول وليامسون: “كان مهماً أن نحسن التصرف في ذلك الجانب، لذلك احتجت أن أقابل أصحاب شركات التوريد وأن أبني تلك العلاقة معهم. وقد التقينا في السنوات الماضية بنحو 500 شركة توريد، ولكننا نتعامل مع 20 منها فقط”.
في بداية الأمر، اتفق الشريكان على اقتراح وليامسون الخاص بتحديد أنواع المنتجات التي تبيعها الشركة. تقول وليامسون: “كنت مغرمة للغاية بالأثاث الداخلي، لذلك كانت لدي معرفة عميقة بميول المشترين. ومن ثم عملنا على أساس هذه الميول، وأضفنا إليها لمستنا الخاصة، وتصورنا النهائي، وأضفنا إليها بعض التفاصيل لجعلها تبدو مميزة”.
أما الآن، فقد أصبحت تصميمات المنتجات مبنية أكثر على أساس المعلومات. ويتضمن نموذج “سوون” للأعمال إطلاق تصميم جديد كل يوم تقريبا، لتقييم السوق المتنامي في هذا المجال.
ويقول هاريسون: “لا جدوى من ملء مستودعنا الإلكتروني بمنتجات لا يرغب الناس فيها. لذلك، فنحن ننتج كميات محدودة من منتجات جديدة لاختبار مدى الطلب عليها. لقد تعلمنا بسرعة وبثمن باهظ، أن شراء حاوية شحن مملوءة بمنتجات لا يرغب فيها أحد هي فكرة سيئة. بهذه الطريقة تمكنا من اكتشاف تصاميم مختلفة بسرعة ومن التكيف مع مزاج المستهلكين المتغير”.
ويعتبر شغف واهتمام شركة سوون بما يريده الزبائن عاملاً أساسياً في نجاحها، بحسب إيفان مازور، المدير التنفيذي لمنصة “أوميتريا” للتسويق، والذي يقول: “هذه الشركة تستخدم المعلومات وملاحظات الزبائن بشكل جيد لترسم معالم خط إنتاجها المتطور على الدوام – وهو نموذج اتبعته شركة
وتمكنت شركة “سوون” بفضل تمويل قدره 20 مليون جنيه من شركة “أوكتوباس فينشرز” للإستثمار، من النمو وتوظيف أعداد أكبر من العاملين، وتوسيع خطوط إنتاجها. وتملك الأخيرة نصيباً في شركة “سوون”، لكن الشريكين وليامسون وهاريسون يحتفظان بنصيب أكبر.
ولم يهتم الشريكان بوجود خلفية في بيع الأثاث لدى المتقدمين للعمل في شركتهما، وتقول وليامسون: “بالنسبة لنا، يتعلق الأمر أكثر بتجربة تعلم نضم بموجبها الموظفين الذين ليس لديهم بالضرورة خبرة في بيع الأثاث بالقطعة، لكن لديهم طرقا مختلفة في التفكير”.
وتضيف: “بعض أفراد فريق التصميم عملوا في السابق في مجالات تصميم المطاعم والفنادق، وهو ما يعطينا منظوراً مختلفا عن من يعملون معنا، وعن الميول المتوقعة في أذواق المشترين”.
ورغم أن “سوون” هي شركة بيع عبر الإنترنت، فإنها تشاركت مع متجر “ديبنهامز” في مراكز تسوق ويستفيلد بلندن لعرض بعض تشكيلات منتجاتها من الأثاث.
وتخطط الشركة أيضاً لافتتاح بعض متاجرها المستقلة في عدة مدن بريطانية في محاولة لاجتذاب زبائن جدد، في الوقت الذي يضع فيه أصحاب الشركة مسألة التوسع عالمياً في حساباتهم أيضاً.