مفهوم – من المقرر أن تطرح شركتا إل جي وسامسونج قريبا أجهزة تلفزيون وهواتف ذكية قابلة للطي، في حين تمتلك كل من آبل وشياومي براءة اختراع تكنولوجيا مماثلة، وتعمل على تطوير النماذج الأولية منها.
وأشارت الكاتبة كي.جي أورفانيدز -في تقريرها الذي نشره موقع “وايرد” الأميركي في نسخته البريطانية- إلى أهم ما يجب معرفته عن هذه الأجهزة التي ستصبح صفقة كبيرة جدا في قطاع التكنولوجيا، ومتداولة ضمن مصطلحات التسويق والبحوث.
وتعتبر سامسونغ شركة رائدة في مجال الشاشات، بيد أن شركة تصنيع الشاشات المرنة “رويول” كانت أول شركة تقدم هاتفا قابلا للطي للصحافة. واستعرضت شياومي مؤخرا نموذجها الجديد، في حين كشفت إل جي عن تلفزيون عالي الدقة ينثني داخل صندوق مدمج أسفل قاعدته التي تعمل بديلا لتقنية الصوت المحيطي “دولبي أتومس”.
هل هناك من يرغب حقا في اقتنائها؟
أوضحت الكاتبة أن المصنعين يعتقدون أن التركيز على المرونة هو فكرة رائعة، لكن السؤال المُلح: هو مدى جاذبية هذه الأجهزة في الواقع؟
صرح المدير الإبداعي ورئيس أستوديو لندن في “سويفت كريايتفز” ماثيو كوكريل بأنه بالإضافة إلى الفائدة الواضحة من امتلاك هواتف ذكية أكبر حجما، فإن هذه التكنولوجيا ستحفز العلامات التجارية والمصممين على الابتكار.
وأضاف أن التحدي الحقيقي يتمثل في جعل التكنولوجيا القابلة للطي قيد التطبيق بمجرد أن تصبح معروفة، “وفي ظل ركود سوق الهواتف الذكية، فإن هذه التكنولوجيا توفر بالتأكيد فرصة لتنشيط هذه الفئة”.
وأورد رون ميرتينز من موقع “أوليد أنفو” أن السؤال الأهم يتمحور حول الطلب العام، فضلا عن أن جاذبية المنتج ستعتمد بشكل كبير على السعر والجهاز الفعلي، “فالجميع يرغبون في امتلاك هاتف يتحول بسهولة إلى جهاز لوحي، مع الحفاظ على شكله والسعر والأداء ذاته، لكن تحقيق هذا سيستغرق عدة سنوات”.
استخدامات أخرى
ورغم تصدر أجهزة التلفاز والهواتف العناوين في مجال الشاشات المرنة، فإن هناك الكثير من المجالات الأخرى التي تطبّق فيها هذه التكنولوجيا.
وقال لوك مايلز إن الشاشات القابلة للطي تعني أننا قادرون على صنع المزيد من الأجهزة المريحة والمتجاوبة التي يمكنها أن تكون سطحا مرنا يتقلص ويتوسع مع حركات جسمك مما يسمح لك بالتحرك بحرية أكبر.
عرض من الشاشات المنحنية التي استخدمتها إل جي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية بلوس أنجلوس (رويترز)
وأضافت الكاتبة أن تقنية الشاشات المرنة تمتاز بإمكانات هائلة في قطاع السيارات، من قبيل “الشاشات والمعلومات التي تستطيع الانتقال بسلاسة من أمام السائق أو الراكب إلى جانبه.
وقالت إن هذا سيكون مفيدا بشكل خاص عندما تبدأ المركبات ذاتية القيادة في لعب دور مهم في المجتمع. وبما أن الركاب سيقضون وقتهم بشكل مختلف أثناء السفر، فإن تقديم أنواع جديدة من التفاعل والمعلومات سيصبح ضروريا.
هل ستتعرض هذه الأجهزة للتلف؟
يتمثل السؤال الرئيسي في درجة تحمل الأجهزة القابلة للطي للاستخدام المتكرر قبل أن تتوقف مفاصلها أو تتعطل شاشاتها. وكانت هذه المسألة محور تركيز الأبحاث، حيث أشارت “رويول” إلى أن جهاز “فلاكسباي” الخاص بها قابل للطي لما يقارب مئتي ألف مرة.
وأورد رون ميرتينز أن “العديد من الشركات ذكرت أن شاشاتها قابلة للطي لأكثر من مئة ألف مرة، مما يبين مدى قوتها. ولكن المشكلة الرئيسية تتمثل في تكاليف الإنتاج المرتفعة مقابل قلة العائدات، نظرا لكثرة حالات الفشل بما أنها تكنولوجيا جديدة وشاشاتها أكبر بكثير من شاشات الهواتف الذكية المعتادة”.
من سيصنع الأجهزة المرنة؟ وما الهدف منها؟
سامسونج: أطلقت الشركة شاشات “إنفينيتي فليكس” التي تعتمد على تقنية أموليد المرنة التي ظهرت للمرة الأولى سنة 2011. وستكون هذه الشاشة بقياس 7.3 بوصات، وبدقة 1532×2125 بكسلا، وهو ما سيشكل ملامح مستقبل الشاشات الذكية. ويمكن القول إن سامسونغ هي المنافس الأكثر جدية عندما يتعلق الأمر بتصنيع شاشات قابلة للطي في الوقت الحالي.
رويول: أطلقت الشركة الناشئة المتخصصة في صنع الشاشات القابلة للطي شاشة أموليد بقياس 7.8 بوصات، وبدقة 1920×1440 بكسلا. وتمكنت من عرض تقنية الشاشات القابلة للطي بشكل فعال، كما أنها تحرص على تضمين تقنية فليكسيبل+ في أجهزتها القابلة للارتداء.
إل جي: تفيد العديد من التقارير بأن شركة إل جي تعمل بالتعاون مع آبل ومايكروسوفت وغوغل على تطوير شاشة هاتف ذكي قابلة للطي بحلول عام 2020، وذلك حسب الصحفي رون ميرتينز من موقع “أوليد أنفو” الإلكتروني.
بي أو إي: تعمل شركة بي أو إي الصينية على صنع شاشات قابلة للطي ذات دقة عالية، وذكرت التقارير أن لائحة شركاء الشركة تشمل كلا من هواوي وشركتين غير معروفتين.
فيجيونوكس: تعتبر شركة فيجيونوكس لاعبا رئيسيا في مجال صنع الشاشات القابلة للطي، حيث سبق لها التعاون مع شركة نوبيا لإنتاج هاتف ألفا الذكي الذي يتحول من كونه هاتفا قابلا للطي إلى ساعة ذكية قابلة للارتداء.
وعلى الرغم من تجاوز الهاتف موعد عرضه المحدد، فإن ميرتينز يرى أنه من المرجح أن تقوم الشركة بعرضه في مؤتمر الجوال العالمي أواخر فبراير 2019.
شياومي: ستتجه الشركة الصينية نحو إنتاج هاتف قابل للطي بكميات كبيرة في حال لاقى إقبالا إيجابيا. وحتى الآن، لا يزال مصدر شاشات هواتف شياومي مجهولا نسبيا.
لينوفو: تنوي شركة موتورولا التابعة لشركة لينوفو إعادة إنتاج هاتف رايزر، وإدراجه ضمن فئة هواتف أندرويد المتطورة. ولطالما عرضت لينوفو مجموعة من الأجهزة القابلة للطي على مر السنوات، لكن شريكها الذي يوفر لها الشاشات المرنة لا يزال مجهول الهوية إلى الآن.
هل ستنضم آبل إلى الركب؟
تمتلك آبل -وهي أبرز شركة منافسة لسامسونغ- براءات الاختراع الخاصة بها في تقنية الهاتف الذكي المرن، التي تكفي لإثارة عدة إشاعات حول إطلاق شاشات قابلة للطي، بالإضافة إلى تعاونها في مجال البحث مع شركة إل جي.
ومع ذلك، فإن القدرة الإنتاجية المحدودة للشاشات المرنة، بالإضافة إلى الأداء المخيّب للآمال نسبياً لأجهزتها المتطورة، قد يعني أننا لن نشهد هاتفا قابلا للطي من آبل في المستقبل القريب.