مفهوم – مرض الخرف أو العته هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تحدث بسبب إصابه في مخ الإنسان، وهو ليس مرض محدد ولكن مجموعة من الأعراض عندما تظهر مجتمعة يقال أن هذا الشخص مصاب بمرض الخرف أو العته.
تكمن الصعوبة في تمييز الخرف في أن جزءًا من الأعراض التي تظهر عند الخرف، تظهر أيضًا مع بدء مرحلة الشيخوخة. ففي أحيانٍ كثيرة، عندما يمر شخص بأعراض طبية تتعلق بالخرف، فإنه يميل لربط هذه الأعراض بالشيخوخة. الشيخوخة ليست مرضًا (تمامًا كما أن الحمل والولادة ليسا أمراضا)، وإنما هي حالة فسيولوجية طبيعية.
مع ذلك، من الضروري معرفة العلامات المنبهة التي تشير إلى بدء الإصابة بمرض الخرف، من أجل انتهاز الفرصة والتوجه لتلقي العلاج المتاح منذ المراحل المبكرة من المرض.
أسباب مرض الخرف أو العته
مرض ألزهايمر، يعتبر مرض ألزهايمر من أكثر الأمراض سببا لمرض الخرف أو العته، كما أنه تبدأ أعراضه غالبا في سن 65 سنة وقد يبدأ قبل ذلك في عمر 30 سنة وهذا غالبا ما يكون بسبب جين معين من الجينات المسببة لمرض ألزهايمر. الخرف الناتج عن الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية كالجلطات. بعض الأمراض الجينية و الوارثية. مرض الخرف المرتبط بالإصابة بمرض الإيدز. الخرف الناتج عن الإصابات في الرأس.
عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة الإصابة
التقدم في العمر، يزداد نسبة الإصابة بمرض الخرف ومرض ألزهايمر مع تقدم السن.
العوامل الوراثية، قد وجد العلماء مجموعة من الجينات التي قد تسبب مرض الخرف ولذلك قد يكون المرض له علاقة بالوراثة.
تناول الكحوليات والتدخين، قد وجد العلماء أن المدخنين قد يصابون بمرض الخرف أكثر من غيرهم كما أن تناول كميات كبيرة من الكحوليات لمدة طويلة تؤدي إلى الإصابة بمرض الخرف على المدى الطويل.
مرض تصلب الشرايين، يعتبر مرض تصلب الشرايين من الأمراض التي تؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية المغذية للمخ كما أنه يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالجلطات وبالتالي يؤدي إلى موت الخلايا العصبية والإصابة بمرض الخرف.
ارتفاع نسبة الكوليسترول، تؤدي أيضا إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض الخرف.
ارتفاع نسبة الحمض الأميني هموستيتن، وهو حمض أميني موجود في البلازما ووجد أن ارتفاع نسبته تؤدي إلى الإصابة بمرض ألزهايمر وأيضا الإصابة بمرض العته.
مرض السكر، وجد أن مرض السكر يعتبر من أحد عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض ألزهايمر وأيضا بمرض الخرف. متلازمة داون، وجد أن الأطفال التي تصل إلى منتصف العمر يبدأ عندها ظهور أعراض كثيرة من مرض العته.
كيف يتم تشخيص مرض الخرف؟
يقوم الأطباء بتشخيص مرض الخرف عندما يكون اختلال في وظفيتين أو أكثر من وظائف العليا للمخ بدون فقدان الوعي للمريض ومن أمثلة تلك الوظائف:
اللغة.
الذاكرة.
القدرة على حل المشاكل.
الحكم على الأشياء.
هل يوجد علاج لمرض الخرف ؟
لايوجد علاج لمرض الخرف يستطيع أن يقوم بارستجعاع ما فقد من خلايا عصبية ولكن عندما يقوم المريض بتناول العلاج في وقت مبكر من المرض فأنه يقوم بتأخير تقدم المرض كما أنه قد يحسن مؤقتا بعض الذاكرة والوظائف العليا للمخ.
كما أن معظم الأدوية المتوفرة في الأسواق تسمى مثبطتات كولين استيرز كما يوجد بعض التدربيات التي قد تساعد المريض على تذكر الأشياء وتحسين من الوظائف الإدراكية للمخ.
إشارات تحذيرية تشير لبدء الإصابة
قامت الجمعية الدولية لمرض الألتزهايمر بتحديد عشر إشارات تحذيرية تشير لبدء الإصابة بالخرف:
تردي أداء وقدرات الذاكرة الانية (Immediate Memory): والذي يضر بأداء المهام اليومية.
تعتبر هذه العلامة إشارة بارزة للإصابة بالزهايمر. المقصود هنا هي الذاكرة قصيرة الأمد، حيث لا يكون بمقدور الشخص تذكر الأشخاص الذين قابلهم في الأمس، ولماذا دخل غرفة ما في البيت مثلاً.
صعوبة تخطيط النشاطات وتردي القدرة على حل المشاكل: فمرضى الزهايمر يجابهون صعوبات جمة في التعامل مع الأرقام أو البرامج. وخاصةً تتبع حساب البنك، تسديد الدفعات المستحقة، وحتى صعوبات في التخطيط لعمليات أو وظائف متعددة المراحل، كإعداد الطعام وفق وصفة معينة.
مجابهة صعوبات في إتمام المهام والأعمال المنزلية العمل أو وقت الفراغ: يجابه هؤلاء المرضى صعوبات في أداء المهام التي كانوا معتادين على أدائها في السابق، مثل قيادة السيارة نحو مكان معروف، قواعد اللعبة في لعبة معروفة لهم، العلاقات الاجتماعية والعائلية أو الهوايات التي طالما أحبوا القيام بها.
ارتباك بكل ما يتعلق بالوقت، الحالة، أو المكان: يميل معظم مرضى الزهايمر لفقدان الإحساس بالوقت، الصلة بالتاريخ، الفصل من السنة، وكم من الوقت مضى. كما يعانون من صعوبة في فهم الأمور التي تحصل في وقت مختلف عن الوقت الحاضر، المكان الذي يتواجدون به أو كيف وصلوا إلى هذا المكان.
صعوبة في تحليل المعلومات البصرية والتواجد في مكان ما: تعتبر مشاكل النظر، إحدى علامات الإصابة بالمرض لدى بعض من يعانون من الزهايمر. يجابهون صعوبات في القراءة، تقييم الأبعاد أو تحديد الألوان. بالمقابل يواجهون أيضًا صعوبات في الإدراك. مثلاً قد يمرون من جانب مراة ولا يفهمون أن الشخصية التي تظهر في المراة هي انعكاس لهم.
صعوبات في النطق أو الكتابة: يجابه المصابون بالزهايمر أو الخرف صعوبة في تنظيم محادثة. فقد يتوقفون في منتصف الجملة دون أن يعلموا كيف عليهم أن يتابعوها. أو أن يجدوا صعوبة في إعادة نطق بعض المصطلحات أو الجمل (تدعى هذه الظاهرة “تكرارية ومحافظة على الإجابة” – Perseveration) قد يستصعبون إيجاد الكلمات المطلوبة واختيار الاسم المناسب للشيء أو الشخص.
وضع الأغراض في مكان غير معتاد، ثم فقدان المقدرة على إيجاده: يميل مرضى الزهايمر إلى إخفاء الأغراض، خاصةً الثمينة منها كالمجوهرات أو المال. وعندما يجابهون صعوبة في إيجادها قد يميلون إلى اتهام المحيطين بهم بالسرقة (أفراد العائلة أو الجليس)، والتي يظنها المحيطون أفكارًا عبثية من هؤلاء المرضى. تنتشر أيضًا الأفكار العبثية بشأن خيانة الزوج. ومع الوقت تكثر هذه الاتهامات وتتواتر بشكل أكبر.
تردي القدرة على الحكم على الأمور (القدرة في التقييم والتقدير) وعلى الأداء: يتميز مرض الزهايمر بتردي قدرة المريض على الأداء، خصوصا في ما يتعلق بإدارة الأمور المالية. كما تتردى قدراتهم على أداء المهام الأخرى كاختيار الملابس الملائمة، كيفية لبس الملابس وكيفية الاستحمام.
ترك العمل، هجر الأصدقاء والهوايات: يؤثر هبوط أداء الدماغ على المهام اليومية، ويمر المريض بتغييرات عقلية وجسدية، وهي التغييرات التي يعاني منها أيضًا مرضى الخرف وقد تؤدي إلى الانطوائية (Internalization) والانزواء. يبتعد المريض عن أبناء عائلته، ويقلل من علاقاته الاجتماعية إلى حد القطيعة الكاملة ويتوقف نهائيا عن ممارسة هواياته والانشغال بها.
تغييرات مزاجية وتغييرات في الشخصية: قد يتبدل ويتغير مزاج المصاب بالخرف أو الزهايمر وتتبدل سماته الشخصية، قد يصبح أكثر ارتباكًا وتشككًا في من حوله. كذلك، فإنه من الممكن أن يعاني من الاكتئاب أو الخوف أو القلق. قد يقل تعاطفه واهتمامه بالاخرين، وقد يصبح من السهل إثارة عصبيته في البيت، في العمل أو بالعكس. كذلك، من الممكن أن تظهر هذه التغيرات بعيدًا عن الأماكن التي يشعر المريض فيها بالراحة.
علامات فسيولوجية لدى مرضى الخرف
بالإضافةً إلى هذه الإشارات التحذيرات الذهنية والنفسية، من الضروري الانتباه أيضا إلى العلامات الفسيولوجية التي تظهر لدى بعض مرضى الخرف / الألزهايمر:
من الناحية الحركية: يميل مرضى الزهايمر إلى المشي بشكل أبطأ وبمشية مختلفة عن المعهود، كما يتسمون بالبطء في الانتقال من حالة الجلوس إلى الوقوف.
السقوط: يميل مرضى الزهايمر الذين يعانون من تردي القدرة التفكيرية إلى السقوط أكثر من غيرهم من المسنين. بالإضافة لكونه علامة من علامات الإصابة بالخرف، يتوجب الانتباه لسقوط المسنين لأنه يعرضهم أيضا لمخاطر النزف داخل الدماغ، النزف في تجويف الدماغ، الإصابات في الأطراف وحدوث الكسور، التي قد تسبب الألم وتحد من القدرة على الحركة.
فقدان الوزن: بعد التقصي واستبعاد احتمال فقدان الوزن لأسباب أخرى، يجدر التفكير بأن نقصان الوزن قد يكون علامةً من العلامات التي تشير إلى بدء الإصابة بالخرف أو الألتزهايمر. يحدث فقدان الوزن نتيجة لعدم تذكر الشخص المصاب إن كان قد أكل أم لا، وماذا أكل، أو حتى نتيجة لنسيانه شراء الطعام.
السيطرة على الإفرازات: قد تحصل اضطرابات في إفراز البول، تبدأ بالحاجة المتواترة والمتزايدة للتبول، وتنتهي بسلس البول. قد تحصل أيضاً حالات من إفراز البراز بشكل لا إرادي ودون تنبيه سابق (سلس مستقيمي). تتعلق هذه الظواهر بانعدام الرقابة والتحكم المركزي بالأداء المستقل للأعضاء المسؤولة عن الإمساك عن إفراز البول أو البراز.
نوبات الصرع: كجزء من عمليات ضمور قشرة الدماغ، قد تحصل نوبات ذات طابع صرعي، قد تحدث اختلاجات، نوبات جزئية (Partial seizures)، أو نوبات انفصال عن المحيط.
إذا كنتم أنتم، أو أيا من مقربيكم، تعانون من إحدى العلامات التي ذكرناها في ما تقدم، من الضروري التوجه لعيادة مختصة بالطب النفسي الشيخوخي من أجل تلقي تقييم لوضعكم الصحي. من الضروري التذكر بأن التشخيص المبكر للخرف/الألتزهايمر هو أمر هامٌ جدًا وحاسم في عملية الحصول على علاج يبطئ تقدم المرض وتفاقمه.
هل نستطيع منع مرض الخرف من الحدوث ؟
يمكن منع حدوث مرض الخرف عن طريق:
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
التنظيم الجيد لمستوى السكر في الدم لمريض السكر.
تخفيض الضغط لمريض الضغط العالي.
تقليل مستوى الكوليسترول العالي في الجسم وأيضا تقليل مستوى الحمض الأميني هموستيتن.
ممارسة الأنشطة المختلفة كالقراءة ولعب الشطرنج والأنشطة الإجتماعية المختلفة