مفهوم – مشاكل عديدة ومتنوعة يواجهها من يعتمد على العمل الحر كمصدر دخل أساسي له، فبالرغم من المزايا التي يوفرها العمل الحر لصاحب العمل ولكن بالتأكيد هناك العديد من الجوانب السلبية في الأمر.
ولكن في حقيقة الأمر أصبح العمل الحر في وقتنا الحالي هو من أفضل الوسائل التي يمكن أن يعتمد عليه الشخص للعمل، لأن بطبيعة الحال أي عمل له إيجابياته وسلبياته.
سنتعرف خلال هذه المقالة على عدد من المشاكل التي يواجهها كل من يعمل حرًا وأهم النصائح لكل مشكلة للتغلب عليها.
نصائح لحل أهم مشاكل العمل الحر:
صعوبة العثور على فرص عمل في البداية
بالنسبة للغالبية العظمى ممن يبدؤون مشوار العمل الحر عادة ما يكون العثور على زبائن وفرص عمل في البداية هو الأمر الأصعب في الواقع، وباستثناء كونك قد بدأت في المجال بمساعدة من أصدقاء يعملون به أصلاً ستكون مهمتك الأصعب في الشطر الأول من مسيرتك هي العثور على عملاء جدد والاهم ربما: الحصول على فرص عمل من النوع طويل الأمد أو المتكرر.
في الحالة العادية يكون الاعتماد على العمل الحر بشكل كامل أمراً صعباً للغاية في الفترة الأولى، حيث أن العمل عادة ما يكون متقطعاً مما يصعب الاعتماد عليه كمصدر أساسي للدخل، لذا دائماً ما تكون الفكرة الأفضل هي الانطلاق في العمل الحر إلى جانب عمل تقليدي ولو ثانوي خلال السنة الأولى مثلاً بحيث يكون العمل التقليدي أشبه بصمام أمان فعلياً.
نصائح لتجنب المشكلة:
في حال كنت تمتلك عملاً ثابتاً لا تتخلى عنه بشكل كامل قبل الانطلاق في مجال العمل الحر، بل حاول الحفاظ عليه في البداية على الأقل.
ابحث عن مجموعات العمل والمجموعات الخاصة بمن يعملون ضمن نفس مجالك على منصات التواصل الاجتماعي فهي مكان جيد للعثور على فرص والتعلم كذلك.
استخدم واحدة من منصات العمل الحر الكبرى مثل مستقل أو خمسات أو Upwork فهي تجعل العثور على عملاء أسهل (في البداية على الأقل).
الاستغلال من قبل الأصدقاء والمعارف للحصول على مهام مجانية أو بأسعار غير مرضية
عادة ما يختلف مجال العمل الحر عن التقليدي بكون معظم من يقومون بالعمل الحر يهوون عملهم حقاً ويحبون القيام به كهواية ولو لم يكن كعمل. بالنتيجة من الشائع أن يتعرض من يقومون بالعمل الحر للاستغلال من قبل الأصدقاء والأقارب في مجال العمل، حيث عادة ما يتم النظر إلى العمل الحر بشكل غير جدي حقاً، وبالتالي يظن البعض أن أموراً مثل ترجمة عدة صفحات أو تصميم شعار أو مونتاج فيديو أمور بسيطة لا تستحق الدفع لوجود معرفة مسبقة.
بالطبع فمن المنطقي عرض نوع من الخصومات الطفيفة للأصدقاء والعائلة في حال طلبوا مهمة ما منك، لكن يجب أن تحذر جيداً هنا، حيث أن الاستغلال شائع للغاية في الواقع، ومن المعتاد أن يقوم البعض بطلب خدمات مجانية أو بسعر أرخص بكثير مما هو منطقي من الأقارب والمعارف، وبينما خصم صغير لا يضر، فتقديم الخدمات المجانية وبالأخص في البداية قد يكون ذا تأثير سلبي إلا في حال أنه كان يمتلك فائدة مخفية مثل الإشهار والسمعة (ولو أن أموراً كهذه قلما تكون ذات تأثير واضح وحقيقي).
نصائح لتجنب المشكلة:
حاول فصل عملك عن حياتك الشخصية قدر الإمكان ووضح لأصدقائك وعائلتك كونك تتخذ الأمر كمهنة لك وليس مجرد هواية.
في حال قام أحدهم بطلب مهمة ما منك، كن واضحاً جيداً ومنذ البداية بشأن كونها مهمة عمل وليست خدمة غير مدفوعة وذلك لتجنب الخلافات لاحقاً.
من حقك أن تقول لا للمهام التي تراها غير مناسبة لك، ومع أن الأمر ربما يمتلك تأثيراً سلبياً من حيث الإحراج أحياناً، فبعض التضحيات ضرورية لتتمكن من المضي قدماً.
عدم القدرة على تلبية الطلبات المتشعبة أو غير المخصصة لمجالك تماماً
عندما تعمل في أي مجال كان، من الأفضل دائماً أن تمتلك بعض المعرفة بالمجالات القريبة منه والتي عادة ما تكون مرتبطة به، فالغالبية من الزبائن لا يدركون طريقة تقسيم مشاريعهم حقاً، وكثيراً ما يقومون بطلب مهام تتضمن عدة مجالات معاً بدلاً من مجال واحد. ومع أنك تستطيع رفض العمل على مشاريع متشعبة بطبيعة الحال، فالأمر قد يكون مزعجاً للغاية بالأخص مع كون معظم الزبائن يطلبون طلبات عامة وغير مخصصة تماماً.
بالنسبة لبعض المخضرمين في مجال العمل الحر قد يكون من السهل التخلي عن المهام المبهمة، وبالأخص لمن يمتلكون عدداً كبيراً من الزبائن أصلاً بحيث يستطيعون اختيار المشاريع التي سيعملون عليها كما يحبون، لكن بالنسبة للمبتدئين فمن الصعب تجنب الأمر وعادة ما يكون الأفضل هو البحث عن طريقة للتعايش معه.
نصائح لتجنب المشكلة:
في حال كنت تعمل عبر وسيط أو على موقع عمل حر، فالأفضل أن تكون واضحاً في المهام التي تستطيع فعلها لتقليل احتمال الخطأ.
التركيز على مجال واحد بمفرده جيد من حيث لتعمق به، لكن الأفضل هو محاولة الاطلاع على المجالات القريبة واكتساب بعض الخبرة فيها تحسباً لحاجتها لاحقاً.
من المفيد دوماً أن تمتلك شبكة من المعارف والصداقات مع أشخاص يعملون في مجالك ومجالات قريبة منه، حيث أنهم قد يكونون سنداً لك لتتمكن من تنفيذ مشروع أكبر بقليل من خبراتك أو يتشعب تجاه مجال آخر قريب لكنك لا تمتلك الخبرة فيه.
غياب تنظيم الوقت وجدولة العمل وعدم الالتزام بخطوط النهاية
في الغالبية العظمى من الأعمال التقليدية يكون تنظيم الوقت أمراً سهلاً إلى حد بعيد في الواقع، حيث أن التوقيتات الثابتة للعمل تفرض أوقات نوم ثابتة، وبالنتيجة يكون من السهل معرفة متى تعمل ومتى ترتاح ومتى تقوم بنشاطات أخرى للتسلية. لكن عندما ينتقل الأمر إلى العمل الحر يصبح تنظيم الوقت كابوساً حقيقياً للكثيرين كما أن عادة ترك العمل حتى آخر وقت ممكن قبل ضغط كل شيء بالسرعة وبالكاد هي المسيطرة للعاملين الأحرار.
عادة ما يعاني من يقومون بالعمل الحر من واحدة من مشكلتين أساسيتين:
الكسل وسهولة التشتت مما يقود إلى تضييع الوقت وعدم العمل أي تجاوز خطوط النهاية أو على الأقل الحاجة لتنفيذ العمل بسرعة مع نهاية المهلة فقط.
الإسراف في العمل بحيث يصبح النشاط الوحيد والمسيطر على حياتك إلى أن تصل إلى إجهاد كامل يقلل من إنتاجيتك إلى الحد الأدنى ويجعلك بحاجة ماسة لفترة من التوقف لتتمكن من العمل بشكل صحيح بعدها.
مع أن حالتي الكسل والإسراف في العمل متعاكستان تماماً من حيث كم العمل المنجز، فهما متشابهتان كونهما يمتلكان سبباً واحداً هو سوء تنظيم الوقت وعدم القدرة على ضبط النفس. للأسف لا يوجد حل سحري للأمر، لكن بعض النشاطات المحددة من الممكن أن تساعد في حال كنت ممن يعانون من عدم القدرة على تنظيم وقتهم.
نصائح لتجنب المشكلة:
قم بتخصيص مكان للعمل أو ابحث عن مساحة للعمل المشترك وابتعد قدر الإمكان عن العمل في نفس مكان نومك أو تناولك الطعام.
لفترة مؤقتة على الأقل قم بتحديد أوقات صارمة للعمل وأخرى للتسلية أو التنزه أو النشاطات الأخرى.
استخدم تطبيقات إدارة المهام وتعقبها، وقم بالاستفادة من تطبيقات التقويم لتوزيع مهامك على الأيام بشكل متوازن يسمح لك بحصة منطقية من العمل دون تراخي أو إجهاد زائد.
الوحدة الناتجة عن العمل وحيداً خارج مجال عمل تشاركي
على عكس العمل التقليدي الذي يتضمن الكثير من التواصل مع الأشخاص الآخرين سواء بشكل مباشر أو حتى بالوجود ضمن نفس المساحة ببساطة، فالعمل الحر كثيراً ما يكون وحيداً للغاية حيث لا زملاء عمل حولك وحتى العملاء غالباً ما يكونون عبر الإنترنت. ومع كون النسبة الأكبر ممن يبدئون العمل الحر يقومون بذلك من منازلهم، فالمعاناة من الوحدة هي عرض منتشر للغاية ومشكلة يعاني منها الكثيرون طوال الوقت.
بطبيعة الحال لا يوجد حل للتخلص من الشعور بالوحدة ببساطة، لكن هناك بعض الأساليب الوقائية على الأقل والتي من الممكن أن تخفف من وحدتك وتقلل من أضرار الابتعاد عن التواصل البشري لفترات طويلة من الزمن.
نصائح لتجنب المشكلة:
ابحث عن فرص دورية للقاء الأصدقاء والأقارب، وحاول جعل هذه اللقاءات خارج المنزل قدر الإمكان.
ابحث عن أماكن مخصصة للعمل مناسبة للعمل الحر بحيث تكون ضمن مجموعة وتتعرف على أشخاص جدد قدر الإمكان.
ابحث عن فرص للتعارف عبر الأنشطة الاجتماعية مثل النوادي الرياضية أو الثقافية أو اشترك في نشاطات تطوعية تساعد الآخرين وتسمح لك بالتواصل اجتماعياً.
الحاجة لتعلم التعامل مع الزبائن بشكل صحيح ووضع حدود واضحة للعمل
في حال كنت تنوي البدء بالعمل الحر، هناك في الواقع عقبة كبرى أهم من الخبرة في المجال الذي تريده أحياناً، وهي بالمجمل العلاقة مع الزبائن والتواصل معهم. فعلى الرغم من أنك قد تمتلك خبرة ممتازة وأسعاراً منافسة وتنفذ المهام أفضل من أي شخص آخر، فأنت لن تتمكن من التقدم حقاً دون أن تعرف كيف تتعامل مع زبائنك وتميز بين أنواعهم وطباعهم المختلفة ومن منهم يجب أن تتجنبه وأي منهم من الأفضل أن تجذبه ليزودك بمشاريع عمل مستقبلية.
في مجالات العمل التقليدي عادة ما يكون التعامل مع الزبائن يتم بشكل مستقل تماماً عن العمل نفسه، حيث عادة ما يكون هناك أقسام خاصة لخدمة الزبائن تقوم بتوزيع المهام على العاملين الآخرين. لكن في العمل الحر يجب أن تكون أنت كل شيء، فأنت المدير والعامل ومسؤول المبيعات وكل شيء آخر معاً، وفي الكثير من الحالات يكون هذا الأمر أصعب مما تعتقد.
نصائح لتجنب المشكلة:
أبقِ علاقتك بالزبائن احترافية إلى أبعد حد ممكن، وضع حدوداً واضحة بينك وبينهم في مجال العمل بحيث لا يكون هناك علاقات شخصية تخرب علاقة العمل.
قم بالرد على الاستفسارات والطلبات بشكل واضح وصريح، وعندما تحتاج للمزيد من المعلومات قم بطلبها وتأكد جيداً من أنك تقوم بالتنفيذ كما هو مطلوب لتجنب الخلافات مستقبلاً.
حدد أوقات معينة تجيب فيها على الزبائن وتتيح لك تحديد وقت ردك عليهم لتجنب تلقي اتصالات أو رسائل في أوقات غير مناسبة. كن واضحاً بأنك لا ترد على التواصل إلا ضمن أوقات تحددها مسبقاً حسب ما يناسبك.
الطريقة الأفضل لتمييز الزبون الجيد عن السيء هي التفاصيل، فكلما كان الزبون يعرف ما يريده تماماً كلما كان الأمر أفضل لك وأسهل للعمل، لكن بنفس الوقت تجنب الزبائن الذين يريدون مراقبة كل حركة لك ويتعلقون بتفاصيل غير مهمة أكثر من اللازم.
صعوبة الحصول على التقييمات الجيدة في البداية
في حال كنت كما الغالبية العظمى من المستقلين، ستحتاج لاستخدام إحدى منصات العمل الحر في البداية، ومع أن هذه المنصات عادة ما تكون مفيدة للغاية لإيجاد المشاريع الجديدة والحصول على فرص عمل أكثر وحتى ضمان الحصول على المستحقات، فهي تعاني بشدة من تراتبية طبقية حيث الأقدم والأكثر خبرة على الموقع يمتلك الأفضلية، والأحدث عهداً سيعاني أكثر للحصول على عمل ولو كان يمتلك خبرة كبرى لكن على منصة أخرى.
على الرغم من مواقع العمل الحر تمتلك نظاماً جيداً نسبياً لتصنيف المستقلين فيها، فكون الأمر يعتمد تماماً على عدد مشاريعك السابقة على المنصة ومتوسط تقييمك من قبل الزبائن يعني أن الخطوة الأولى في العمل هي الأصعب دائماً. بالنسبة لك كمستقل جديد على أحد المواقع فالشطر الأول من مسيرتك سيكون الأصعب كونك تحتاج لبناء ملف مشاريع منجزة (على المنصة) يقنع الزبائن بالإضافة للحصول على تقييمات عالية، وكون الزبائن يبحثون عن هذه الأمور عادة فالحصول على المشاريع الأولى عادة ما يتضمن بعض لخسارة المادية.
نصائح لتجنب المشكلة:
احرص على كون معلوماتك كاملة وواضحة على حساباتك في منصات العمل الحر، وأضف كل ما تستطيع من مؤهلات وخبرات سابقة لتشجيع الزبائن على استخدامك.
التضحية بتخفيض سعر الخدمات التي تقدمها ربما يكون ضرورياً في البداية لتتمكن من جمع تقييمات جيدة ومشاريع منفذة على المنصة بعدد كبير وكافٍ.
في حال وجدت نفسك ضمن مشروع لا يمكنك إتمامه أو أنك أدركت متأخراً كونه أكبر من قدرتك قم بالتواصل مع الزبون واعتذر على عدم قدرتك على الاستمرار به. تذكر جيداً أن تقييماً سيئاً يضرك أكثر بكثير من عدم وجود تقييم أصلاً.
صعوبة الحصول على الأجور بشكل مستقر ودون تعقيدات وصعوبات
في مجال العمل المستقل أنت لا تمتلك رب عمل يدفع لك مرتبك أو مستحقاتك بشكل مباشر وسلس، بل عادة ما يكون لديك عدد من الزبائن المحليين والعالميين وعدة منصات عمل حر مختلفة مع خيارات وتوقيتات دفع مختلفة لكل منها، وفي حال لم تكن منظماً جيداً وتعرف متى تطلب مستحقاتك وكيف يمكن إرسالها إليك فالأمور قد تتعقد بسرعة وتؤدي إلى فقدان بعض الدفعات المالية أو تأخيرها لوقت طويل.
هذه المشكلة تواجه المستقلين في أي مكان في العالم، لكنها تظهر بشكل أوضح في العالم العربي حيث معظم البلدان تفتقد خدمات الدفع الإلكتروني، أو أنها تقيد وصول الحوالات الخارجية بشكل سلس. بالنتيجة هناك الكثير من المستقلين الذين يعتمدون وسطاء للتحويلات، لكن هؤلاء الوسطاء عادة ما يكونون شرهين زيادة ومن الممكن أن يستولوا على شطر كبير من مستحقاتك كعمولة لهم.
نصائح لتجنب المشكلة:
قبل الانطلاق في أي مشروع تأكد جيداً من طريقة الدفع التي سيتم اتباعها، وتأكد من كونك تستطيع استقبال الدفعات بهذه الطريقة.
اسأل أصدقائك أو اعتمد على مجموعات العمل المستقل المحلية في بلدك لتعرف الطرق الأفضل لاستقبال المال من الخارج، حيث هناك دائماً طرق تسمح بشكل أو بآخر بالحصول على المستحقات ولو لم تكن متاحة بشكل افتراضي.
نظم المستحقات المتوقعة لك ضمن جدول وقم بتحديثه دائماً، حيث أن الكثير من المستقلين من الممكن أن ينسوا تنظيم فواتيرهم وبالتالي يضيعون مستحقات عملوا بجد للحصول عليها.