مفهوم – كاميرات التصوير الفوتوغرافى لها أهمية كبيرة لدورها الكبير فى التوثيق والتأريخ سواًء على المستوى الشخصي أو العام، ولكنها ظلت لسنوات طويلة حكرًا على المقتدرين ماليًّا، أو على الاستوديوهات والأماكن المتخصصة فى التصوير، ولكن مع الثورة الكبيرة التى أحدثتها التكنولوجيا جلال السنوات الماضية، أصبحت الكاميرات منتجًا متوفّرًا ومتاحًا للجميع، بأشكال وصفات وماركات ومستويات سعر متنوّعة، تمكّن كل إنسان أيًّا كان اهتمامه أو درجة قدرته الشرائية من امتلاكها، ويتوقف الأمر فى اختياره لكاميرا دون أخرى على حاجته منها، ولكن تظل المشكلة الكبيرة فى الأمر فى عدم تخصص المستهلك أو معرفته بالعناصر المهمة والضرورية التى تميز كاميرا عن أخرى، وهو ما يدفع كثيرين منهم إلى اللجوء للماركات المعروفة والأسماء الشهيرة فى هذا المجال.
إذا كنت واحدًا ممن مُقبل يحبون فن التصوير الفوتوغرافى ويسعون إلى ممارسته باستمرار وبدرجة احترافية، وتسعى إلى امتلاك كاميرا خاصة من نوع DSLR، ولكنك تواجه حيرة كبيرة فى اختيار الأفضل من الكاميرات المتاحة أمامك، وتلجأ إلى التجربة والتقاط الصور بها والتوقف أمام حدسك وتخمينك وتقييم عينيك لجودة الصورة، فأنت فى حلّ من كل هذه التفاصيل وخيوط الحيرة المعقودة حول رغبتك وتطلعاتك، إذ يمكنك اختيار كاميرا جيدة ومناسبة لكل ما تحتاجه فى دقيقة واحدة فقط، بعيدًا عن الأسماء والماركات والأنواع العديدة، الشهير منها والعادى، وذلك من خلال التدقيق فى بعض الأرقام والإشارات الخاصة بمواصفات الكاميرا ومكوناتها ومستوى أدائها، والتى نستعرضها معك فى هذه السطور الموجزة.
ما هى المقاييس التى يجب أن تختار على أساسها؟
أولا.. حجم الحساس Sensor size
حجم الحساس Sensor من الأمور المهمة التى يجب أن يهتم بها المصور عند شراء كاميرا جديدة، إذ إنه يصنع فارقًا كبيرًا، وخاصة ما بين الحساس صغير الحجم والحساس الأكبر، أو Cropped sensor و Full Frame sensor، إذ إن الحساس باستطاعته التأثير على «عمق الميدان وزاوية التصوير وجودة ودرجة نقاء الصور وكذلك النطاق الديناميكى»، ورغم أن بعض الناس قد لا يلحظون هذا الفارق، إلا أنه يظل مؤثّرًا بدرجة كبيرة على شكل الصور النهائى.
ثانيًا.. العدسات Lenses
تأتى العدسة فى درجة تالية من الأهمية والتأثير بعد الحساس، إذ إنها هى التى تؤثر على البُعد البؤرى Focal length والغالق aperture ومعالجة الألوان color rendition، وهى العناصر والمؤثرات التقنية التى تجتمع وتتضافر فى النهاية لتخرج صورة جيدة.
ثالثا.. عين المصوّر
عليك فى النهاية، تذكر أن الكاميرا مجرد أداة فى حقيبة المصوّر، وعين المصوّر هى كل شىء وأهم شىء تعتمد عليه فى إنتاج صورة مميزة، وهى الفارق الأبرز بين صورة جيدة وأخرى سيئة، وأن عين المصور الجيد، المدرّبة والقادرة على التقاط الكادر المميز من زاوية مختلفة ومدهشة، لا تأتى إلا بالتدريب والصبر والرؤية الثاقبة للأشياء، وهى بداية الإبداع والتخطيط، وصولاً إلى مرحلة التعديل فيما بعد التصوير.
متى يكون القرار مهمًّا وحاسمًا فى اختيار نوع الكاميرا؟
إذا كنت من هواة فن التصوير الفوتوغرافى والمبتدئين فى تتبعه والاطلاع على تفاصيله وتلمس الخطوات فى طريقه، فإن نوع الكاميرا التى تختارها ليس مهمًّا بدرجة كبيرة فى هذه المرحلة، أما إذا كنت من هواة التصوير ومحبّيه، ولديك موهبة متوسطة، فإن نوع الكاميرا التى تستخدمها أمر مهم، أما إذا كان التصوير هو مهنتك التى تحترفها وتتربح من ورائها، فحينها يكون اختيار نوع الكاميرا فى غاية الأهمية.
الكاميرا.. مجرد أداة والعبرة بالمصوّر
تُرى إذا أعطيت شخصًا لا يعرف الرسم أدوات جيدة جدًا وحديثة، هل يستطيع رسم لوحات خلابة؟ ما رأيك فى شخص ماهر فى الرسم ومعه أدوات رسم عادية أو أقل فى العادية، هل يخرج لوحات جميلة؟ الإجابة هى أن الأداة لا تعيق الموهبة ولا تنمّيها، والأمر ذاته بالنسبة للكاميرات، فأحدث الكاميرات قد لا تفعل شيئًا فى يد غير مدرّبة على استخدامها والاستفادة من إمكاناتها وما توفره من خيارات، وكذلك الإمكانيات الضئيلة للكاميرا فى يد شخص محترف للتصوير لن تعيقه عن إخراج صور غاية فى الجمال، ولكن رغم هذا لا يمكن إنكار أن الأدوات الجيدة تساعد فى إخراج الأفضل من الشخص الأفضل.