مفهوم – تزداد المخاوف حول الشعور بالانطوائية بين الشباب في المجتمعات الحديثة، في ظل الانشغال بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية، إلا أن بعض الخبراء وجدوا أن العزلة التقنية، لا تزيد من شعور الشباب الأمريكي بالوحدة، مقارنة بآبائهم في سن المراهقة.
وكشفت الدراسة التي نشرت، في نشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي انخفاضاً بسيطاً في الشعور بالوحدة بين طلاب المدارس الثانوية والجامعات الأمريكية بين العامين 1978 و2009.
وتوصل الباحثون إلى تلك النتيجة من خلال النظر إلى بيانات دراسات عديدة سابقة حول طلاب المدارس الثانوية وطلاب الجامعة، لاختبار سلوكيات ومواقف وأنشطة الفئة العمرية خلال فترة المراهقة.
ووجدت الدراسة أنّ المراهقين في يومنا الحالي لديهم ميل عاطفي أقل، وحماسة منخفضة للمشاركة في الأنشطة والأندية، فضلاً عن تكوين صداقات أقل مقارنة بالأجيال السابقة.
وفي المقابل، أفادت الدراسة أن الشباب في يومنا الحالي، لديهم ثقة بالنفس واستقلالية أكبر، وليس لديهم حاجة كبيرة للانخراط في علاقات اجتماعية، والارتباط بالأصدقاء.
واقترح باحثون في جامعتي كوينزلاند وغريفيث أنّ الشعور باحترام الذات والانفتاح يزيد مع مرور الوقت، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الشعور بالوحدة.
وقال الباحث الرئيسي ديفيد كلارك أن «الناس على مر التاريخ أصبحوا أقل اعتماداً على الأسرة، إذ تكمن حاجاتهم في بناء المهارات المتخصصة التي تؤدي إلى عدم الاعتماد على الدعم الاجتماعي، وقدرتهم على الاكتفاء الذاتي»، مضيفاً أن «الأشخاص يصبحون أكثر فردية وانفتاحاً على العالم الخارجي، ويتمتعون بشعور تقدير الذات».
وأظهرت البيانات مستويات أقل بالشعور بالوحدة بين طالبات الجامعات أمام نظرائهن من الذكور، فيما أوضحت النتائج أنّ طلاب المدارس الثانوية من ذوي البشرة البيضاء لديهم شعور أقل بالوحدة مقارنة بالطلاب الأمريكيين الأفارقة وذوي الأصول الاسبانية، فضلاً عن غيرهم من أصول أخرى.
ويذكر أن التكنولوجيا أصبحت تأخذ مكان التواصل الإنساني والتفاعل البشري، بسبب سهولة التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الأجهزة الإلكترونية.