مفهوم – الربح من الانترنت له أوجه وطرق متعددة وأحد أبرزها الآن هو منصات التواصل الإجتماعي، فقد ساعد التطور التكنولوجي السريع في استحواذ منصات التواصل الاجتماعي على جزء كبير من حياتنا، وهو ما أدى بدوره إلى إزدهار (التسويق عبر المؤثرين) Influencer marketing.
ليصبح أحد أهم توجهات التسويق خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تخطط 67% من العلامات التجارية لزيادة ميزانيات الإنفاق على هذا التوجه خلال العام القادم، وخاصة للترويج عبر إنستجرام.
أعطت منصات التواصل الاجتماعي للناس العاديين فرصة لبناء علامتهم التجارية من خلال نشر المحتوى ومشاركته بسهولة، مما ساهم في ظهور فئة من الأشخاص المؤثرين الذين يثق بهم ملايين المستهلكين، كما أصبحوا أكثر ارتباطًا بهم من المشاهير التقليديين.
كيف يصنع المؤثرون المال؟
المؤثر هو شخص منتِج للمحتوى يستخدم قنواته للتأثير في تصرفات وسلوك المتابعين له سواء على الإنترنت أو خارجه، وبالنسبة للكثيرين يعتبر (التأثير) influencing؛ وظيفة بدوام كامل وغالبًا ما تتكون من عدة أدوار بما في ذلك: إنشاء المحتوى، والمشاركة المجتمعية، والتصوير الفوتوغرافي، والتصميم، والخطابة العامة، وأكثر من ذلك.
يقول (Joe Gagliese) المؤسس المشارك لشركة Viral Nation: “يوتيوب ما زال مسيطرًا لأنه يدفع أعلى إيرادات لصناع المحتوى، بينما يقترب منه إنستاجرام من حيث الأهمية للمؤثرين”.
وأضاف: “إن منصة إنستاجرام التي تملكها شركة فيسبوك لا تدفع للمبدعين مقابل نشر أعمالهم، وبدلاً من ذلك يذهبون إلى وكالات مثل: Viral Nation؛ التي تبيع منشوراتها للعلامات التجارية”.
الفرق بين متطلبات فيسبوك ويوتيوب لتصبح مؤثرًا:
تحدثت شركة فيسبوك لسنوات حول مشاركة إيرادات الإعلانات مع صناع المحتوى في قسم الفيديو الخاص بها Watch، ولكن برنامج فيسبوك لعرض الإعلانات مقابل إيرادات يستخدمه عشرات الآلاف من الأشخاص فقط، في حين يستخدم برنامج إيرادات يوتيوب الملايين حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن قواعد فيسبوك حول مشاركة إيرادات الإعلانات مع صناع المحتوى أكثر صرامة من يوتيوب، حيث يتطلب فيسبوك وجود 10 آلاف متابع، و30 ألف مشاهدة لمدة دقيقة من الفيديوهات التي تصل مدتها إلى 3 دقائق، بينما يتطلب يوتيوب وجود 1000 متابع فقط، و4000 دقيقة من وقت المشاهدة.
هل فات الأوان لتصبح مؤثرًا؟
يقول (Joe Gagliese): “لم يفت الأوان بعد، حيث تجاوز عدد مشاهدي يوتيوب هذا العام عدد المشاهدين في العام الماضي، كما يظهر مؤثرون جدد من جميع أنحاء العالم باستمرار”.
كم من المال يمكن كسبه من التسويق كمؤثر؟
يعتمد ذلك على عدد الأشخاص الذين يشاهدون مقاطع الفيديو الخاصة بك على قناة يوتيوب، أو عدد المتابعين لك على حساب إنستاجرام، وبالطبع كلما زاد العدد زادت الأرباح.
يوتيوب:
تتراوح أرباح المشاهدة الواحدة على يويتوب بين 6 إلى 12 سنتًا، وقد حقق مقطع فيديو شهر يوليو / تموز لليوتيوبر Safiya Nygaard أكثر من 6.8 مليون مشاهدة، وهو ما يعني أن أرباحها قد تصل إلى 408 ألف دولار.
إنستجرام:
هنا الأمر يعتمد على المؤثر ومستوى مشاركته، لكن (المؤثر الصغير)، الذي لديه ما بين 10 آلاف إلى 50 ألف من المتابعين النشطين كانت أرباحه تصل إلى بضع مئات من الدولارات فقط، ولكن الآن قد تصل أرباحه إلى بضعة آلاف لكل مشاركة.
أما المؤثرون الذين يصل عدد متابعيهم إلى مليون متابع فقد تصل أرباحهم إلى 10 آلاف دولار لكل مشاركة، في حين إذا زاد عدد المتابعين عن مليوني متابع من الممكن أن يجمع المؤثر 100 ألف دولار أو أكثر.
ويضيف (Joe Gagliese): “إن أكثر المؤثرين شعبية يحققون ما يتراوح بين 250 ألف إلى 500 ألف دولار لكل منشور، نظرًا لتعاملهم مع كبرى العلامات التجارية واستخدام قصص إنستاجرام الخاصة بهم في الترويج، والتي تتيح وضع روابط مباشرة للعلامة التجارية”.
يقول (Joe): “يستخف الناس بمدى صعوبة الأمر، ولكن الحقيقة إن الأمر يعتبر وظيفة بدوام كامل، تتضمن القيام بالعديد من المهام في الوقت نفسه، ابتداءً من إنشاء المحتوى، والتصوير، ثم تحرير مقاطع الفيديو وتحميلها، وإضافة جميع العلامات والأوصاف الصحيحة، كل هذا مجرد عمل اليوم. وفي اليوم التالي؛ يتعين عليهم المتابعة والقيام بذلك عدة مرات أخرى من أجل بناء جمهور أكبر”.