مفهوم. صيام رمضان مع مرضى القلب والضغط والسكري والكبد والحامل
يتسائل العديد من الناس حول امكانية الصيام طوال الشهر، مع وجود بعض الامراض مثل الاصابة بامراض القلب والسكر والكبد والكلى وغيرها، وفي هذا المقال الشامل، قمنا بمحاولة تلخيص اهم الحالات المرضية التي يمكنها الصوم بدون مشاكل، بالاضافة الى بعض الحالات الاخرى التي قد يصعب عليها الصيام.
نصيحة عامة لكل المرضى
يجب مراجعة الطبيب قبل البدء بالصيام فالقول الفصل في صيام المريض أو عدمه هو للطبيب المسلم المعالج فهو أدرى بحالة المريض وعلاجه فإذا سمح لمريضه بالصيام حدد خطة العلاج وقد يضطر لتعديل نوع الدواء أو عدد جرعات الدواء.
افطار المريض في رمضان
الحالة الأولى: أن يكون مرضه مزمنا لا يرجى شفاؤه فهذا يتعين عليه الإطعام ولا قضاء عليه وتلزمه كفارة او فدية عن كل يوم وهي مد من غالب طعام أهل البلد وقدره 750 جراما تقريبا تصرف للفقراء.
الحالة الثانية: أن يكون مرضا غير مزمن يرجى شفاؤه وزواله فهذا يؤخر القضاء حتى يشفى ويقضي ماعليه من ايام بدون كفارة.
صيام مرضى السكر
في اغلب حالات مرضى السكر من النوع الثاني الغير معتمد على الانسولين يمكن الصيام حيث يمكن تناول جرعة الدواء بعد الافطار او قبل الفجر.
اما في حالة مرضى السكر من النوع الاول الذي يعتمد على حقن الانسولين فيمكنه اكمال الصوم ان لم يكن يشعر بمشقة اما ان كان يشعر بمتاعب فعليه الافطار علما ان حقن الانسولين لاتفطر ان اخذها خلال نهار رمضان.
وعلى مرضى السكري بمختلف أنواعه الانتباه لأعراض إنخفاض السكر التي تتضمن الصداع واضطراب الرؤية والوعي وحدوث رعشة بالأطراف وزيادة ضربات القلب وفي الحالات الشديدة التشنجات.
ويفضل تناول الطعام خلال ثلاثة فترات بحيث يتناول الأولى عند الإفطار والثانية بعد صلاة التراويح والثالثة عند السحور كما يجب الإكثار من تناول الماء والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب.
صيام مرضى القلب والضغط المرتفع
يستطيع اغلب مرضى القلب الصيام فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر فإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم.
أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام.
وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة والمصابين بهبوط او فشل القلب الحاد والمصابين بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم.
والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون ايضا الصيام بشرط تناول الادوية بانتظام وينبغي تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام.
صيام مرضى الكبد
كل مرض من امراض الكبد يعتبر حالة خاصة وبحاجة الى عناية مختلفة، ومن اشهر الامراض التي تصيب الكبد:
التهابات الكبد الفيروسية: وهي ثلاثة انواع: A، B، C.
تليف الكبد (المرحلة المتاخرة من امراض الكبد): هو احد المراحل المتقدمة من خلل خلايا الكبد وتشوهها. وهنا من الضروري الانتباه الى كميات البروتين المتناولة والصوديوم.
فشل الكبد الحاد: في هذه الحالة عادة ما يكون العلاج الوحيد هو زراعة الكبد.
الاستسقاء: اي تضخم الكبد نتيجة لانحباس السوائل فيه.
الكبد الدهني: سببه قد يكون الادمان على الكحول او السمنة.
هل يجوز صيام رمضان لمرضى الكبد؟
في اغلب حالات امراض الكبد الغير متقدمة والغير مزمنة والغير مصحوبة بامراض اخرى، مثل السكري، او الضغط، لن يشكل صيام المريض حرجا عليه، بل بالعكس فقد يساعد في تعزيز الصحة وخاصة في حالة مرضى الكبد الدهني، اذ انه قد يكون صيام متبوع بنظام غذائي سليم ويساعد على نزول الوزن وخسارته، والتقليل من مستويات الدهون في الجسم. كما ويسمح بصيام المرضى الذين قاموا بعمل عملية زراعة للكبد ناجحة، طالما ان وضعهم الصحي مستقر.
وعلى العكس في حالات امراض الكبد المزمنة مثل تليف الكبد او فشل الكبد الحاد، او من هم بحاجة الى تناول عدة ادوية خلال اوقات متقاربة، او مرضى الاستسقاء الذين يتناولون ادوية مدرة للبول، او من يصاحب مرض الكبد لديهم امراض اخرى كالسكري والضغط او الاعراض المتكررة كالغيبوبة الكبدية، فهؤلاء قد يشكل الصيام خطرا على صحتهم، وينصح بعدمه.
مريض الكبد بالفيروسات المزمنة مثل فيروس سى وبى يمكنه الصيام ولايوجد أى مضاعفات لصيامه وكذلك المريض بدهون الكبد يفضل له الصيام لانه راحة للكبد أما المرضى الذين لايمكنهم الصيام فهم مرضى التليف حيث ان المريض يحتاج إلى سكريات دائمة وعلاج مستمر فيمنع من الصيام وخاصة فى حالة وجود استسقاء وأيضا يمنع من الصيام المرضى بالصفراء في سن الطفولة لإصابتهم بقئ وهبوط عام وضعف ويحتاجون إلى تغذية مستمرة.
ما هي التغذية الامثل لمرضى الكبد والتي يستوجب مراعاتها سواء في رمضان او في الايام العادية؟
هناك قواعد غذائية تستلزم من مريض الكبد اتباعها، وتبعا لحالته الصحية، سواء في الايام العادية او في ايام الصيام لمن يستطيعه. فاتباع النظام الغذائي المناسب سيساعد في تعزيز وظائف الكبد ويخفف من عبء العمل الشاق الذي تقوم به. كما ومن ناحية اخرى فان بعض امراض الكبد قد تؤثر على عمليات الايض في الجسم لبعض المواد الغذائية مثل البروتينات والفيتامينات، او قد تؤثر سلبا على امتصاصها، كما وقد يكون لها تاثير على شهيتك وزنك، ومخزون بعض المواد الغذائية في جسمك وهنا يجب تناول النظام الغذائي الذي يعالج هذا النقص ويسده جنبا الى جنب مع اتباع العلاج الطبي.
ونبدا هنا بالحديث عن البروتينات كاحد اهم العناصر الغذائية الاساسية التي يجدر بمريض الكبد التنبه الى كمياتها ونوعياتها الداخلة الى الجسم. فمرضى الكبد في الحالات المتطورة قد تشكل كميات البروتين الفائضة في اجسامهم سما يتراكم في الجسم ويؤثر سلبا على الدماغ. وفي نفس الوقت من المهم تناول الكميات الصحيحة من البروتينات بكونها مهمة لدخولها في عمليات تجديد الخلايا واصلاحها، وخاصة خلايا الكبد، وكونها تمنع تراكم الدهون على الكبد.
واهم النصائح والارشادات التي يستوجب بمريض الكبد التنبه لها:
تقليل كمية البروتينات المتناولة وباشراف من اخصائي التغذية والطبيب، لتصل الى حد ليس فيه زيادة او نقصان، فلا تكون سما للجسم، ولا تسبب نقصا في معدل الاحماض الامينية المطلوبة للجسم.
ينصح بتناول 1غم بروتين لكل 1 كجم من وزن الجسم، يعني مريض بوزن 70 كجم بحاجة الى تناول 70 جم بروتين وهذا لا يشمل البروتين الموجود في الخضراوات او النشويات. وفي حالة امراض الكبد المتقدمة يجب تقليل هذه الكمية وبالمتابعة مع المختص.
تعويض النقص في نسبة البروتين المتناولة يوميا بزيادة كمية الكربوهيدرات، لتتناسب معها. وفي حالة مرضى الكبد الحاد ينصح بان تكون الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة المستمدة يوميا من الغذاء.
تناول المكملات الغذائية اللازمة باشراف من الطبيب وكما تم وصفها وتبعا للفحوصات.
التركيز على تناول الفيتامينات من مصادرها المتنوعة من خضار وفواكه او مكملات غذائية وخاصة فيتامينات مجموعة ب.
تقليل تناول الملح (اقل من 1500 ملجم يوميا) ومصادر الصوديوم، وذلك للحفاظ على توازن السوائل في خلايا الجسم، وللوقاية من احتباس السوائل وتورم الكبد.
تجنب الاغذية المعلبة، واللحوم المصنعة، والمخللات، وكل ما هو محفوظ بالملح وصلصة الصويا.
عدم اهمال تناول الادوية وكما وصفها الطبيب المعالج، حتى لو تم صيام شهر رمضان، اذ قد يكون من السهل على طبيبك تغير المواعيد بحسب اوقات الافطار.
تناول كمية معتدلة من الدهون الغير مشبعة والمفيدة مثل زيت الزيتون، فتناول الكربوهيدرات والدهون بكميات سليمة يساعد على منع انهيار البروتين في الكبد.
تقليل كمية السوائل المتناولة من مختلف مصادرها اليومية في حالة المعاناة من احتباس السوائل في الجسم.
وبخصوص بعض العادات الصحية في رمضان فنشدد على اتباع ما يلي:
تعجيل الافطار فور الاذان، وتاخير السحور الى ما قبل الامساك.
تقسيم الوجبات المتناولة ما بين الافطار والسحور الى وجبات عديدة صغيرة الحجم (اربع وجبات).
هضم الطعام جيدا وببطء، وتجنب التخمة.
الحرص على تناول كمية كافية من المياه والسوائل وبما يتناسب مع حالة المريض وبحيث تكون مقسمة على مراحل ما بين الافطار والسحور، وبحيث تكون معتدلة الحرارة.
محاولة تجنب مصادر الكافيين مثل القهوة.
تجنب المقالي والاغذية الدسمة.
محاولة استبدال الحلويات الدسمة بالفواكه.
صيام المصابين بحصوات الكلى
هناك بعض الحالات يمكن ان تكمل الصوم بدون متاعب ولكن بعض الحالات يمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية خاصة في الأيام الشديدة الحرارة حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة وعموما ينصح مرضى حصوات الكلى بتناول كميات كافية من السوائل مابين الافطار والسحور مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار مع الإقلال من تناول اللحوم وبعض الاطعمة مثل السبانخ والسلق والمكسرات.
صيام مرضى عسر الهضم
كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المرئ أو أي سبب عضوي آخر وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات والبهارات وتجنب التعرض للضغوط النفسية.
الصيام والفشل الكلوي
هناك حالات مختلفة في الفشل الكلوي وبعض الحالات يمكنها الصوم والبعض الاخر لايسمح له بالصوم فمريض الفشل الكلوي المستقر والذي يقوم بالغسيل بانتظام يفيده الصوم وذلك من خلال الإقلال من تناول البروتينات والأملاح بينما قد يؤدى الصوم نتيجة لنقص السوائل والأملاح إلى تدهور حالة القصور المزمن خصوصا فى حالات اعتلالات الكلى الخلالية مثل التهاب الكلى المزمنة والتكيس الكلوي.
وينصح بزيادة تناول السوائل مع تجنب الأغذية التي تسبب تكوين الاملاح التي تترسب في البول كالألبان والجبنة والسبانخ وتجنب التعرض لحرارة الشمس والتي قد تكون سببا في فقد الكثير من السوائل والأملاح عن طريق العرق مما قد يؤدى إلى ارتفاع نسبة البولينا في الدم.
صيام الحامل
أثبتت معظم الدراسات عدم وجود آثار سلبية لصيام الأم على صحتها ووزن الجنين ونموه إذا كانت الحامل تمتع بصحة جيدة ولا تعاني من بعض الأمراض مثل السكري أو الكلى أو غير ذلك.
وثبت طبياً أن الصيام يؤدي إلى بعض التغيرات الفسيولوجية والكيميائية للمرأة الحامل، لكنه لا يسبب خطراً على صحتها أو صحة جنينها، إذا كانت بصحة جيدة ولا تعاني أية أمراض عضوية، وإذا ما اتبعت بعض الإرشادات المهمة، ومتابعة طبيبها إذا ما جدّت أي مشكلة.
في أي شهور الحمل يصبح الصيام أفضل من الشهور اﻷخرى؟
يُسمح للحامل بالصيام في الثلاثة أشهر الأولي إذا كانت بصحة جيدة، ولا تعاني من مشاكل الوحام من قيء وغثيان ودوخة.
يُسمح لها بالصيام في الثلاثة أشهر الوسطي “الرابع والخامس والسادس”، حيث إن بعض الأطباء يطلق على هذه الأشهر الثلاثة “أشهر عسل الحمل”؛ لأن هذه الأشهر أكثر الشهور استقراراً في فترة الحمل كلها، وعادة ما تكون أفضل فترة مناسبة للصيام.
إذا كانت الحامل تعاني من أي مشكلة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.. ننصحها بالإفطار.
حالات ممنوع فيها صيام الحامل:
إذا أخبركِ الطبيب بانخفاض وزن الجنين أو قلّة السائل اﻷمنيوسي حوله خاصة في الثلاثة شهور اﻷخيرة من الحمل.
الحوامل المريضات بأمراض المسالك البولية التي تتطلب بجانب العلاج الطبي تناول الكثير من السوائل.
الحوامل المريضات بداء السكري المعتمدات على اﻷنسولين؛ لإمكانية تعرضهن لخطر الهبوط الحاد بالسكر أو ظهور الأسيتون بالدم خلال فترة الصيام.
المصابات بالتهاب مزمن بالرئة ناتج عن ربو شعبي يفضل إعطاؤهن بخاخات للاستنشاق، وننصحهن بالإفطار إذا تأثرت حالتهن الصحية العامة.
الحامل التي سبق لها الإصابة بجلطات بالأوعية الدموية.
في حالة الحمل بتوأم أو أكثر ينصح الأطباء الأم الحامل بالإفطار.
حالات تسمم الحمل بكل أنواعه، حيث تظهر على شكل ارتفاع في ضغط الدم وزيادة وزن الجسم؛ نتيجة لاحتجاز السوائل والأملاح مع ارتفاع نسبة الزلال في البول.