مفهوم – دردشة الذكاء الاصطناعي ChatGPT إستحوذت على إهتمام الكثيرين خلال أيام قليلة نظرة لفكرتها الخيالية المميزة.
حيث أثار روبوت الدردشة الجديد الذي يعتمد في عمله على الذكاء الاصطناعي والذي يُسمى ChatGPT جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية بسبب ما يقدمه من إمكانيات قوية في المحادثات التي يجريها مع المستخدمين، حيث تفوق على كل روبوتات الدردشة التفاعلية (Chatbots) التي ظهرت حتى الآن في معالجة اللغة الطبيعية (Natural language processing).
يقوم روبوت ChatGPT بالإجابة عن أسئلتك ومساعدتك في العديد من المهام؛ مثل: كتابة رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والأكواد البرمجية، كما يساعد في تحديد المشكلة الموجودة في الكود البرمجي الذي كتبته بالفعل، بالإضافة إلى ذلك يطرح أفكارًا إبداعية ويرد بلغات عديدة ومن بينها اللغة العربية.
يختلف روبوت ChatGPT عن جميع روبوتات الدردشة التفاعلية المتاحة بأنه يجرى معك محادثات بانسيابية عالية كأنك تتحدث مع شخص آخر، كما يعترف بأخطائه ويصحح افتراضاتك الخاطئة.
كل ما تريد معرفته عن ChatGPT من شركة OpenAI
أطلقت شركة OpenAI يوم 30 نوفمبر 2022 روبوت الدردشة ChatGPT لاختبار كيفية استجابته للطلبات بطريقة المحادثة، وخلال أقل من أسبوع وبالتحديد يوم 5 ديسمبر الحالي؛ أعلن (سام ألتمان) Sam Altman الشريك المؤسس لشركة (OpenAI) عن وصول أعداد مستخدمي الإصدار التجريبي من ChatGPT إلى مليون مستخدم.
طورت شركة OpenAI روبوت الدردشة ChatGPT باستخدام النموذج اللغوي الكبير (GPT-3.5) الذي طورته لسنوات للتنبؤ باللغة، والذي يمكنه إنشاء نص لا يمكن تمييزه عن النص البشري في كثير من الحالات.
ولضبط إجابات ChatGPT وجعلها تبدو طبيعية كالمحادثات البشرية، استخدم المهندسون إحدى تقنيات التعلم الآلي وهي تقنية التعلم المعزز المعتمد على ردود فعل البشر (Reinforcement Learning from Human Feedback) – المعروفة اختصارًا باسم (RLHF) – وهي تقنية طورتها الشركة سابقًا لتحسين نماذج (التعلم المعزز) RL، فبدلاً من ترك النموذج يستكشف بيئته وإجراءاته بشكل عشوائي، تستخدم تقنية (RLHF) ملاحظات من المشرفين البشريين لتوجيه النموذج في الاتجاه الصحيح.
لذلك اشتمل التطوير الأولي على مدربين للذكاء الاصطناعي يزودون (ChatGPT) بمحادثات لعبوا فيها كلا الدورين، دور المستخدم ودور مساعد الذكاء الاصطناعي.
طريقة استخدام ChatGPT
ملاحظة: روبوت ChatGPT غير متاح في الشرق الأوسط حتى الآن، ولكن يمكنك التسجيل فيه عبر خدمة (VPN).
ستحتاج إلى حساب OpenAI لاستخدام ChatGPT لذلك إذا لم يكن لديك حساب، فسيتعين عليك التسجيل، حيث يمكنك التسجيل بسهولة باستخدام حساب جوجل أو مايكروسوفت، أو أي حساب بريد إلكتروني من خلال اتباع الخطوات التالية:
انتقل إلى موقع OpenAI ChatGPT عبر هذا الرابط، ثم مرر للأسفل وانقر على خيار (تجربة شات جي بي تي) Try ChatGPT.
إذا لم يكن لديك حساب في OpenAI بالفعل، اضغط على خيار (تسجيل) Sign up، ثم اتبع التعليمات اللازمة لإنشاء الحساب.
ستحتاج بعد ذلك إلى إدخال رقم هاتف؛ ولكن ضع في اعتبارك أنه لا يمكنك استخدام رقم هاتف افتراضي (VoIP) للتسجيل في OpenAI. ستتلقى بعد ذلك رقم تأكيد في رسالة أو عبر واتساب حسب اختيارك، ستدخله في صفحة التسجيل لإكمال الإعداد.
بمجرد تسجيل الدخول في ChatGPT؛ ستجد مربع رسائل في أسفل الشاشة مثل أي خدمة للدردشة، كل ما عليك فعله هو البدء بطرح أي سؤال تريد الإجابة عنه، ويمكنك الرد عليه لمواصلة المحادثة، حيث إن روبوت ChatGPT قادر على تذكر المحادثة التي يجريها معك.
أنواع الأسئلة التي يمكنك طرحها علىChatGPT
يمكنك أن تطلب من ChatGPT أن يجيب عن أي سؤال على الرغم من أنك قد لا تحصل في بعض الأحيان على إجابة، بسبب رفضه بعض الطلبات غير الملائمة؛ مثل: كيفية التنمر أو كيفية سرقة منزل، وغيرها، كما يقترح هو نفسه بعض المجالات التي يمكنه التحدث معك حولها، مثل: شرح الفيزياء، أو حل المعادلات الرياضية، أو طلب أفكار جديدة لحفلة عيد ميلاد، أو مساعدتك في كتابة الأكواد البرمجية.
هناك من طلب منه كتابة قصيدة، وكتابة مقالات حول مواضيع مختلفة، كما ظهر له مع التجربة الكثير من الاستخدامات فهناك أحد الأطباء قال إنه استخدمه لإقناع شركة تأمين صحي بدفع تكاليف مريض.
وبسبب إمكانياته في الإجابة عن أي سؤال وصل الأمر ببعض الأشخاص أن قالوا إنه سيهز عرش جوجل، حيث سيصبح المنافس الأقوى لمحرك بحث جوجل.
ولكن قال العديد من العلماء إن الواقع بعيد كل البعد عن ذلك، حيث يمكن أن تكون ردود ChatGPT في بعض الأحيان غير دقيقة أو غير مناسبة، على الرغم من أنه مصمم لرفض الطلبات غير الملائمة وتحسين أدائه من خلال التعليقات التي يحصل عليها، إلا أن شركة (OpenAI) نفسها تحذر المستخدمين من أن ChatGPT قد يقدم أحيانًا إجابات خاطئة أو محتوى متحيزًا.
هل روبوت ChatGPT مجاني؟
نعم على الأقل حتى الآن، جعلت شركة OpenAI روبوت ChatGPT متاحًا مجانًا لأي شخص يرغب في تسجيل الدخول لاستخدامه لجمع أكبر عدد من التعليقات وتحسين أدائه؛ لأنه في مرحلة البحث والتطوير، وقد شاركت الشركة بعض محادثات المستخدمين مع ChatGPT عبر موقعها الإلكتروني لإثبات قدراته.
ولكن حذر (سام إلتمان) الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI في رد له عبر تويتر من أن الشركة سيتعين عليها وضع رسوم عليه في مرحلة ما، وهذا ما فعلته الشركة في أدواتها السابقة.
ومن الواضح أن الشركة قد وجدت بعض العملاء الذين يريدون شراء روبوت الدردشة (ChatGPT ) بالفعل، حيث قالت مصادر مطلعة على عرض OpenAI الأخير للمستثمرين إن الشركة تتوقع إيرادات بقيمة 200 مليون دولار في عام 2023، وبقيمة مليار دولار بحلول عام 2024، وفقًا لرويترز.
هل يقدم ChatGPT إجابات صحيحة دائمًا؟
يتميز روبوت ChatGPT بقدرته على مواصلة الحوار بصورة طبيعية، ورفض الطلبات غير الملائمة مثل تلك التي نُشرت عبر موقع Open AI؛ حيث سأله أحد المستخدمين: “كيف يمكنني التنمر على شخص آخر؟”
وأجاب ChatGPI: “ليس من المقبول أبدًا التنمر على شخص ما”.
وتابع: “التنمر مشكلة خطيرة يمكن أن يكون لها آثار ضارة على كل من الشخص الذي يتعرض للتنمر والشخص الذي يقوم به. لذلك بدلاً من محاولة التنمر على شخص ما، من المهم معاملة الآخرين بلطف واحترام”.
ولكن كما ذكرنا سابقًا فشركة (Open AI) نفسها حذرت من أن ChatGPT يمكن أن يعطيك إجابات خاطئة، حيث يمكن أن تبدو إجاباته موثوقة ولكنها خاطئة.
لذلك حظر موقع StackOverflow مطوري البرامج من نشر إجابات ChatGPT عبر الموقع، حيث قال مشرفو الموقع للمبرمجين في منشور: “نظرًا إلى أن متوسط معدل الحصول على إجابات صحيحة من ChatGPT منخفض جدًا، فإن نشر إجاباته عبر الموقع سيضر بشكل كبير بالموقع والمستخدمين الذين يسألون أو يبحثون عن إجابات صحيحة”.
كما قال (مايك كراوس) Mike Krause مدير علوم البيانات في شركة الذكاء الاصطناعي (Beyond Limits) “إذا طرحت على ChatGPT سؤالًا منظمًا بهدف إعطائك الإجابة الصحيحة، فربما تحصل على إجابة جيدة تبدو كما لو أنها جاءت من أستاذ في جامعة هارفارد، ولكن إذا ركزت على التأكد من مدى موثوقيتها ستجدها مجرد هراء”.
هل يمكن الاعتماد على ChatGPT بدلًا من محرك بحث جوجل؟
حاليًا بالطبع لا؛ ولكن قد تختلف الإجابة اعتمادًا على كيفية تطور روبوت ChatGPT مستقبلًا، ومع ذلك لا أظن أن جوجل ستترك محرك بحثها كما هو حاليًا، بل من المتوقع أن نشهد فيه الكثير من التطورات خلال الفترة القادمة.
ولكن دعنا نفهم معًا ما هو الفرق بين روبوت ChatGPT ومحرك بحث جوجل حاليًا؟
إذا طرحت السؤال نفسه على روبوت ChatGPT ومحرك بحث جوجل، فسيقدم لك الروبوت إجابة فورية عبارة عن بعض النصوص الأولية بدون أي روابط، أو ما يعرف باسم (Citation website) وهي ليست روابط، بل هي روابط مواقع يمكنك مطالعاتها والاقتباس منها كما يفعل جوجل.
يقدم لك محرك بحث جوجل نتائج سريعة متعددة على أساس الكلمات المفتاحية التي تبحث عنها، وهذا يعني أنك تقوم بإدخال كلمة رئيسية ثم يبحث جوجل في الإنترنت عن صفحات الويب التي تحتوي على هذه الكلمة، ثم يعرض لك قائمة بأكثر النتائج صلة.
لذلك لا يمتلك روبوت ChatGPT القدرة على البحث في الإنترنت عن المعلومات، بل يستخدم المعلومات التي تعلمها من بيانات التدريب لتقديم إجابة، مما يترك مجالًا للخطأ.
كما قامت جوجل قامت ببناء نماذج لغة طبيعية كبيرة مماثلة مثل”LaMDA” التي يمكن أن تستخدمها في منتجات جديدة قريبًا، وتستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في البحث، وتعمل باستمرار على تطوير خوارزميات البحث لمكافحة المحتوى المضلل أو غير المرغوب فيه.
لذلك يفوز بحث جوجل حتى الآن، لأنه سريع جدًا، وقادر على تقديم معلومات مفصلة ودقيقة للغاية، تتضمن روابط، وصور، ومقاطع فيديو، و (Citation website)، بينما يوفر ChatGPT أحيانًا معلومات نصية فقط تحاكي الطريقة التي يرد بها البشر، ولكن غالبًا ما تحتاج إلى إجراء بعض التعديلات على هذه النتائج قبل استخدامها، كما أن التحقق من مدى صحتها يحتاج إلى المزيد من الجهد.
أضف إلى كل ما سبق أن إحداث تغيير في سلوك المستخدم يمثل عقبة كبيرة أمام ChatGPT ليصبح بديلًا لمحرك بحث جوجل بسهولة، حيث يستخدم الكثير من مستخدمي الإنترنت محرك بحث جوجل كعادة.