مفهوم – أظهرت دراسة جديدة لأول مرة على الإطلاق أن العلماء تمكنوا من إعادة البصر إلى الفئران العمياء، عن طريق تحويل الخلايا المتضررة في الشبكية إلى خلايا مستقبلة للضوء.
وقام باحثو المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة بعلاج العمى لدى الفئران، باستخدام حقن جينية لإعادة “برمجة” الخلايا العصبية إلى خلايا العصي والمخاريط، وهي الهياكل العينية المستقبلة للضوء.
وفي حال أثبت العلاج المطور حديثا نجاحه لدى البشر، فقد يبعث الأمل للعديد من الأشخاص الذين فقدوا قدرتهم على الرؤية.
وتجدر الإشارة إلى أن خلايانا تموت باستمرار وتحل مكانها خلايا جديدة، ومع تقدمنا في العمر، يتسارع معدل موت الخلايا. ولكن الخلايا العصبية ليست جيدة بشكل خاص في إعادة التجدد، وهذا يشمل خلايا مستقبلة وحساسة للضوء.
<dalt=”لأول مرة .. العلماء يبتكرون تقنية قد تنقذ الملايين من العمى!” لأول مرة.. العلماء يبتكرون تقنية قد تنقذ الملايين من العمى!
وتتكون هذه المجموعة من الخلايا العصبية شديدة التخصص في شبكية العين، وتلتف حول الجزء الخلفي من العين، وهي من العصي والمخاريط في المقام الأول. وتلتقط العصي الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة، في حين أن المخاريط حساسة للتفاصيل الدقيقة والألوان.
وأوضح الدكتور توماس غرينويل، المعد المشارك في الدراسة، أن “العصي تسمح لنا بالرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، ولكنها قد تساعد أيضا في الحفاظ على المستقبلات الضوئية المخروطية التي تعتبر مهمة لرؤية الألوان. وتميل المخاريط للموت في المراحل المتقدمة من أمراض العين. وفي حال كانت هناك إمكانية لتجديد العصي داخل العين، فقد تكون هذه الاستراتيجية هامة لعلاج أمراض العين التي تؤثر على المستقبلات الضوئية”.
وتساءل العلماء عما إذا كان بإمكانهم استخدام العلاج الجيني لإعادة برمجة الوظيفة “الخامدة” في الخلايا الدبقية لعيون الفئران العمياء، دون الإضرار بها. ويعمل الحقن الجيني على “تجديد وتقسيم” الخلايا الدبقية، وهي بداية عملية التجدد.
مادة غذائية تنقذ بصر مرضى المياه الزرقاء
وبعد عدة أسابيع، قدموا للفئران حقنا عينية أخرى، شجعت الخلايا الجديدة الناشئة على أن تصبح خلايا عصي بدلا من الخلايا الدبقية. وبدت الخلايا المطورة الجديدة تماما مثل العصي، كما تواصلت مع خلايا أخرى في الشبكية.
وبينت النتائج أنه على الرغم من ولادة الفئران بعيون خالية من العصي، إلا أنها تمكنت من الرؤية مثل أي فئران أخرى، بعد تطبيق العلاج الجيني. وعندما قام العلماء بتقييم نشاط الدماغ لديها، وجدوا أن المناطق البصرية “تضيء”.
وفي الوقت الحالي، يقوم فريق البحث بتعريض الفئران لمتاهات، لمعرفة ما إذا كانت جميع الاتصالات الإدراكية الصحيحة التي رُصدت حديثا، تعمل بشكل جيد.
وفي حال نجاح التجربة الأخيرة، يخطط العلماء للبدء بمحاولة تحويل الخلايا الدبقية البشرية إلى عصي في المختبر.