مفهوم – الصلاة في الإسلام هي عماد من أعمدة الدين،وهي تمثل الركن الثاني من أركان الاسلام يدل على ذلك نص الحديث النبوي: -«عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: “بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة و صوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”». وقوله أيضاً:«رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»، والصلاة واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر كان أو أنثى، ولذلك الاسلام اهتم بها إهتماما شديدا بانواعها واقسامها.
وصلاة الرجل في جماعة أفضل من صلاته في بيته وفي سوقه بسبع وعشرين درجة. وتختص بالصلوات الخمس المكتوبة، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين و صلاة الاستسقاء والكسوف، والخسوف،وصلاة التراويح في ليالي شهر رمضان.
حكم صلاة الجماعة
صلاة الجماعة واجبة على الرجال القادرين حال الإِقامة والسفر دون النساء؛ لأدلة كثيرة منها:
1- قوله جل وعلا في صلاة الخوف: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم[النساء: 102]، حيث أمر الله تبارك وتعالى بالجماعة في حال الخوف والسفر، فحال الأمن والإقامة أولى.
2- حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله قال:«إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا[ حبوا: أي زحفا] ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ معي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْم لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ»(متفق عليه) ولا يهُمّ النبي بتحريق المتخلفين عن الجماعة إِلا لأنها واجبة، وهكذا لا يوصف المتخلفون عنها بالنفاق إِلا لوجوبها.
3- حديث الأعمى لما استأذن النبيَّ أن يصلي في بيته –ولا قائد له– فَقَالَ له النبي : «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟». فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ «فَأَجِبْ». (رواه مسلم).
4- ما ثبت عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى الله غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ الله لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ -أي يمشي معتمدا عليهما- حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ». (رواه مسلم).
حكمة صلاة الجماعة وفضلها
1- تعارف الإخوة والأَحبَّة في الله على بعضهم، وتوثيق أواصر المحبَّة بينهم، والتي لا يتيسّر الإيمان إلا بها، فإنّه لا سبيل للإيمان ولا إلى الجنّة إلاّ بالمحبة في الله تعالى.
2- براءة العبد من النفاق والنَّار لمن أدرك تكبيرة الإحرام أربعين يومًا متصلة؛ لما رواه أنس رضى الله عنه عن رسول الله أنه قال:«مَنْ صَلَّى لِلهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ»(رواه الترمذي).
3- اجتماع شمل المسلمين، وتأليف قلوبهم على الخير والصلاح.
4- تكافل المسلمين وتعاونهم فيما بينهم.
5- إظهار شعائر الدين وقوته.
6- توحيد قلوب المسلمين، حيث يجتمع في الصف الواحد الأبيض والأسود، والعربي والعجمي، والكبير والصغير، والغني والفقير، جنبًا إلى جنب في مسجد واحد، وراء إمام واحد، وفي وقت واحد، متوجهين إلى قبلة واحدة، واتجاه واحد.
7- محو الخطايا ورفع الدرجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بهِ الدَّرَجَاتِ؟. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِه، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاة، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ»(رواه مسلم).
8- صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ:«صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»(رواه البخاري).
ما تدرك به صلاة الجماعة:
تدرك صلاة الجماعة بإِدراك ركعة من الصلاة مع الإِمام، فإِن أدرك أقل من ركعة فلا يعتبر مدركًا للجماعة، ولكن يدخل مع الإِمام فيما أدرك وله أجر على ذلك، إِلا إِن كان يغلب على ظنه حضور جماعة أخرى فالأولى أن ينتظر لكي يدرك الجماعة من أولها.
ما تدرك به الركعة
تدرك الركعة بإِدراك الركوع، فإِذا أدرك المسبوق إِمامه راكعًا: فيجب أن يكبر تكبيرة الإِحرام وهو واقف، ثم يركع، والأفضل أن يكبّر للركوع، وإِن اقتصر على تكبيرة الإِحرام حال قيامه أجزأته عن تكبيرة الركوع.
الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة
1- المرض الذي فيه مشقة غير محتملة.
2- مدافعة البول أو الغائط، لما يترتب على مدافعتهما من ذهاب الخشوع في الصلاة، ولما فيه من الضرر على البدن.
3- حضور طعام ونفسه تتوق إِليه، على ألا يتخذ عادة أو حيلة للتخلف.
4-الخوف المحقق على النفس أو غيرها، كمن يخاف عدوًا يترصده ويريد به شرًا.
من أحكام صلاة الجماعة
1- على المسلم إِذا جاء والإِمام على حالٍ أن يكبر ويتابعه في تلك الحال ولا ينتظره حتى يقوم.
2- من تخلف عن صلاة الجماعة في المسجد لعذر فإِنه يصليها جماعة إِذا تيسر له ذلك.