فضل العلم والتعليم في القرآن والسنة

مفهوم – العلم ركيزة من ركائز الإيمان بالله تعالى، وكلَّما ازداد المسلم علمًا ازداد إيمانه، ولقد بيَّن الله سبحانه فضلَ العلم في القرآن الكريم في آياتٍ كثيرة، قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة))، رواه مسلم.

وقال الله عز وجل في كتابه الكريم: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لا يَعْلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا۴ ٱلالْبَـٰبِ}، والاستفهام هنا مستعمل في الإِنكار. والمقصود: إثبات عدم المساواة بين الفريقين، وعدم المساواة يكنّى به عن التفضيل، والمراد: تفضيل الذين يعلمون على الذين لا يعلمون.

قال الزجاج: أي كما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كذلك لا يستوي المطيع والعاصي، وقال غيره: الذين يعلمون هم الذين ينتفعون بعلمهم ويعملون به، فأما من لم ينتفع بعلمه ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يعلم.

ويقال: معناه قل هل يستوي العالم والجاهل، فكما لا يستوي العالم والجاهل، كذلك لا يستوي المطيع والعاصي، والذين اتصفوا بصفة العلم، وليس المقصود الذين علموا شيئاً معيّناً حتى يكون من حذف المفعولين اختصاراً إذ ليس المعنى عليه، وقد دل على أن المراد الذين اتصفوا بصفة العلم قوله عقبه: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا۴ ٱلالْبَـٰبِ} أي أهل العقول، والعقل والعلم مترادفان.

أي لا يستوي الذين لهم علم فهم يدركون حقائق الأشياء على ما هي عليه وتجري أعمالهم على حسب علمهم، مع الذين لا يعلمون فلا يدركون الأشياء على ما هي عليه بل تختلط عليهم الحقائق وتجري أعمالهم على غير انتظام.

اقرأ ايضًا: أهمية التعليم في القرآن الكريم

وقوله تعالى : { يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۴ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا۴ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍۚ }

عن قتادة، في قوله: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْم دَرَجاتٍ إن بالعلم لأهله فضلاً، وإن له على أهله حقا، ولعمري للحقّ عليك أيها العالم فضل، والله معطى كل ذي فضل فضله.

العلم والتعليم في القرآن والسنة

الحقيقة الأولى التي ظهرت في الأرض عند نزول جبريل عليه السلام لأوَّل مرَّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دين (الإسلام) دينٌ يقوم على العلم ويرفض الضلالات والأوهام جملةً وتفصيلاً؛ حيث نزل الوحي أوَّل ما نزل بخمس آيات تتحدَّث حول قضية واحدة تقريبًا، وهي قضية العلم، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].

قال تعالى : {وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [ طـه : 114 ] و قال تعالى : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب} [ الزمر : 9] و قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [ المجادلة : 11].

وقال تعالى : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ أُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ } [آل عمران : 18] وقال تعالى : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [ آل عمران : 7] و قال تعالى : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر : 28].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم انفَعني بما علمتَني، وعلِّمني ما ينفعني، وزِدني علماً، الحمد لله على كل حالٍ، وأعوذ باللهِ مِن حال أهل النار)).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له))، أخرجه مسلم.

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((فضلُ العالم على العابد كفضلي على أدناكم، ثم قال صلى الله عليه وسلم: إنّ الله وملائكتهِ وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير))، رواه الترمذي.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إن الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرُ الله، وما والاه، وعالمٌ أو متعلمٌ))، رواه الترمذي.

عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سلُوا الله علمًا نافعًا، وتعوَّذوا بالله من علمٍ لا ينفع))، أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني.

شاركها

اترك تعليقاً