السر وراء إختيار رؤساء تنفيذيين من أصول هندية لكبرى الشركات التقنية

مفهوم – بالتأكيد نلاحظ بشكل ملفت أن كبرى الشركات التقنية تقوم بإختيار رؤساء تنفيذيين من أصول هندية، وسنستعرض خلال هذه المقالة الأسرار وراء هذا الأمر.

حيث اختارت شركة آي.بي.أم في الأسبوع الماضي آفيد كريشنا رئيسا تنفيذيا لها، في حين أكدت شركة وي وورك تعيين سانديب ماثراني رئيسا تنفيذيا جديدا لها، لينضما إلى عدد متزايد من الرؤساء التنفيذيين العالميين من أصول هندية.

تقول الكاتبة ميترا كاليتا في مقال نشره موقع سي.أن.أن بيزنس الأمريكي إنه من خلال التقارير الإخبارية وبحث بسيط على الإنترنت، أمكنها التوصل إلى قائمة بأسماء الرؤساء التنفيذيين ذوي الأصول الهندية والشركات التي يرأسونها:

– شانتاناو نارين (أدوبي).
– ساندرا بيتشاي (ألفابت، الشركة الأم لغوغل).
– ساتيا ناديلا (مايكروسوفت).
– راجيف سوري (نوكيا).
– سانجاي ميهروترا (مايكرون).
– نيكيش أرورا (بالو ألتو نتووركس).
– دينيش سي. باليوال (هارمن إنترناشيونال إندستريز).
– أجايبال “أجاي” سينغ بانغا (ماستركارد).
– نيراج أس. شاه (واي فير).
– جورج كوريان (نت آب).

فما هي الأسباب التي تجعل شركات التقنية تختار رؤساءها التنفيذيين من الهنود؟ تقول الكاتبة إنها حللت بعض تلك العوامل بهدف استقاء الدروس التي قد تنطبق علينا جميعا، وهي:

1- قبول التغيير وعدم اليقين

ظروف الحياة في الهند التي يقطنها أكثر من مليار نسمة وتضم عشرات اللغات وتعاني من بنية تحتية غير متساوية، تولّد حالة من عدم اليقين، فمثلا: “هل ستخرج المياه من الصنبور في الصباح لتنظيف أسنانك؟”، وهذا “يولد قوى خارجة عن إرادتنا والحاجة إلى المثابرة، مما يسمح للابتكار والصبر أن يتعايشا في بيروقراطية الشركات”.

2- القدرة على التنبؤ

التنبؤ بالذي يشكل السوق يعد سمة ضرورية في القائد، والهنود خصوصا يتسمون بذلك بفضل تبنيهم للبيانات، وعليه يصيغون الخطة “ب” باستمرار وربما بغير وعي (في حالة عدم خروج الماء من الصنبور).

3- ذكاء البيانات

رغم أن الكاتبة -كما تقول- لا تريد تعزيز الصورة النمطية للهنود بأنهم جيدون في الرياضيات، فإن القادة منهم يتمتعون حقيقة بما تسميه “ذكاء البيانات”، وفي القائمة أعلاه يوجد ثلاثة -هم بيتشاي وأرورا وكريشنا- تخرجوا من معاهد تقنية هندية مرموقة.

4- التعليم العالي

تورد الكاتبة أن المهاجرين الهنود من بين أكثر المتعلمين تعليما عاليا في الولايات المتحدة. ووفقا لمركز “بيو” للبحوث فإن 77.5% منهم حاصلون على درجة البكالريوس أو أعلى في 2016، مقارنة بنسبة 31.6% من الأميركيين الأصليين.

وعلى مستوى الدراسات العليا خلال العقود القليلة الماضية، ملأ الطلاب المولودون خارج الولايات المتحدة الفجوة المتمثلة في وجود عدد أقل من الأميركيين الذي يدرسون علوم الحاسوب، وهي المهارات المطلوبة ليس من قبل شركات التقنية الكبرى فحسب، وإنما من قبل العديد من الشركات الأخرى.

5- العمل كعائلة واحترام الوالدين

تذكر الكاتبة أن المديرين الهنود أكثر تواصلا مع أسرهم وآبائهم، حيث يتشارك آباء جيل الألفية في مهن أطفالهم أكثر من أي وقت مضى. والشركات الهندية “التي تقدم الشاي منذ فترة طويلة في غرفة الاستراحة، أو ترحب بالزملاء في حفل زفاف أخت رئيسهم، تتقدم بقوة في الاتجاه المتصاعد في الغرب والمتمثل في الخطوط الضبابية بين المنزل والعمل”.

6- التنوع

تنوع القوى العاملة والقيادة ربما لم تكن أبدا ذات أهمية بالنسبة للشركات. لكن استطلاعا أجرته شركة “ديلويتي” (يديرها أيضا رئيس تنفيذي هندي)، كشف أن 69% من الموظفين الذين يعتقدون أن الإدارة العليا متنوعة، يعتبرون بيئات عملهم محفزة ومشجعة، مقابل 43% لدى من لا يرون أن القيادة متنوعة.

والقائمة أعلاه هي استثناء وليست القاعدة، حيث تقول الكاتبة إن تمثيل الآسيويين في شركات التقنية يظل تمثيلا ناقصا للغاية في المستويات التنفيذية. وأظهرت أبحاث حديثة أن نجاح الأميركيين الآسيويين له علاقة أكثر بالأميركيين البيض الذين يمنحونهم الفرصة وينهون الممارسات التمييزية بشكل يجعل أجورهم متكافئة ويعامَلون باحترام.

حيل وأسرار واتساب ربما لم تستخدمها من قبل

طريقة حماية حساب تويتر من الاختراق

طريقة تغيير باسورد الواي فاي لجميع أنواع الراوتر

طرق نسخ ونقل البيانات الهامة بسهولة من خبراء

7- الأصالة والتكيف

تضرب الكاتبة مثالا على ذلك بشركة “بيبسيكو” التي تولت رئاستها التنفيذية حتى عام 2018 الهندية إندرا نوي التي وازنت بين كونها قائدة حقيقية وإدراك كيفية ظهورها، وتحدثت في مقابلة سابقة عن كيفية وصولها إلى الولايات المتحدة عام 1978 وفقدها مضرب الكريكت الذي أحبته، وكيف أنها ملأت الفراغ بفريق البيسبول “يانكيز”، وكيف أنها “اكتشفت أيضا أن لغة العمل في الشركات هي الرياضة”.

8- الوقت ثمين

تقول الكاتبة إنها عندما انتقلت إلى الهند عام 2006 اكتشفت فكرة الوقت المتزامن، وكيف ينطبق ذلك على مكان العمل، مشيرة إلى أن الأميركيين يميلون إلى أن يكونوا متسلسلين ويركزوا على ثنائية الحياة والعمل. وبتعبير أعمق، “تصور الزمن يعني الطريقة التي ننظر بها إلى مرور الوقت، هل هو بالنسبة لنا عبارة عن سلسلة من الأحداث المارة (المتتابعة) أو أنه متزامن، حيث يرتبط الماضي والحاضر والمستقبل معا؟”.

وتقول إن هذه النظرية في إعادة تحديد التوازن تنطلق من نهج الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا، حيث قال لصحيفة “فايننشال ريفيو” إن ما يحاول القيام به هو التوفيق بين عمله وبين ما يهمه بشدة ومصالحه العميقة.

9- الاعتقاد بالجدارة

تقول الكاتبة: أن يصبح المهاجر رئيسا تنفيذيا لشركة تقنية كبرى أمر نادر ورائع، ولكن يُفترض أيضا أن يمثل ذلك الطريقة التي تعمل بها أميركا. فهذا هو المبدأ الذي تلتزم به الأسواق والمستثمرون والموظفون، وهو مبدأ من الرأسمالية الأميركية يجسده ويتبناه الرئيس التنفيذي نفسه.

وتنقل عن سانديب ماثراني قوله لمجموعة حقوق إنسان غير ربحية أثناء تكريمه العام الماضي “أنا مبارك للغاية.. الكثير من الفرص والكثير من الحظ..

لذا فالقصة الأميركية حية وبصحة جيدة”. وتضيف الكاتبة “بالفعل، قد يكون الرئيس التنفيذي الهندي هو الذي يحافظ على صحة هذه القصة”.

شاركها

اترك تعليقاً