مفهوم – زيادة الذكاء أمر ربما ليس من السهل قياسه بأرقام أو مؤشرات محددة، ولكن وفقًا لدراسات مختلفة فذلك ممكن، وحتى نستطيع زيادة معدل الذكاء لابد من معرفة مفهوم الذكاء.
حيث يوجد هناك نوعان من الذكاء، الذكاء المتبلور، والذكاء المرن، ويشير الذكاء المتبلور إلى تراكم المعارف والمعلومات في دماغك، أي أنَّ الشخص الذي يحصل على الكثير من المعلومات من التجربة يمتلك ذكاء عالي التبلور.
أمَّا الذكاء المرن، فيشير إلى القدرة على تطبيق ما تعلَّمته سابقاً على مهارة أو مشكلة جديدة؛ كما يمكن للشخص الذي يتمتع بذكاءٍ عالي المرونة التأقلم في المواقف الجديدة وحلّ المشكلات واستنباط الأنماط.
الذكاء المرن قابل للتطور والزيادة في الأساس، وأنَّك كلَّما تدرَّبت، زاد الإنجاز؛ وعندما تتدرب، يمكنك تطبيق ذلك الذكاء المتزايد على مجموعةٍ واسعةٍ من المجالات.
طرق زيادة الذكاء
1. تعلم لغة جديدة:
بغض النظر عن الوقت الذي تبدأ فيه، قد يحسِّن تعلم لغة جديدة دماغك بطرائق عديدة؛ حيث أظهرت الأبحاث أنَّ الدراسات اللغوية تؤدي إلى زيادة نشاط الحُصَيْن والقشرة الدماغية؛ إذ إنَّك عندما تتدرب على التحدث بلغةٍ أجنبية، تخضع أجزاء الدماغ المرتبطة باللغة إلى تغييرات هيكلية.
عندما تبدأ التحدث والاستماع إلى أكثر من لغة، فإنَّك تطور القدرة على التركيز، بينما تتجاهل المعلومات غير الهامة؛ وعندما يتعلم دماغك التبديل بين اللغات المختلفة، يصبح أكثر انسجاماً مع المعلومات السمعية.
قد يكون تعلم أي لغةٍ متاحاً كما تريد؛ إذ يمكنك التعلم باستخدام تطبيقٍ خاص بذلك، أو التسجيل في فصل دراسي، أو حتى قضاء الصيف في الخارج.
عندما يتعلق الأمر بالذكاء، يصبح لكلّ شيءٍ ثمن؛ فعندما تدفع نفسك جسدياً، قد تشعر بالألم، وتصبح أنفاسك قصيرة، فترغب في الاستلقاء والراحة، ثمَّ يأتي ألم العضلات بعد ذلك؛ وينطبق الأمر نفسه على دفع عقلك إلى مستويات جديدة.
إنَّ الأمر ليس بالهيِّن، ومن المفترض أن تشعر بعدم الارتياح؛ وفي الواقع، إذا كنت تشعر بالملل أو الراحة، فأنت لا تتقدم.
إنَّ بذل هذا الجهد الإضافي هو ما تحتاجه لتصبح أفضل، والمرحلة التي تبدأ فيها بالشعور بالراحة هي المرحلة التي تحتاج فيها إلى المضي قدماً؛ وعند نقطة التقاطع بين الانزعاج والتحدي، يحدث أكبر نمو لعقلك.
2. حرك جسمك:
سِر، واجرِ، وافعل ما بوسعك للتنقل ورفع معدل ضربات قلبك؛ فهذا ليس مفيداً لصحتك الجسدية فحسب، بل هو رائع لدماغك أيضاً.
لقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ صحة القلب والأوعية الدموية ترتبط بشكلٍ إيجابيٍّ بالذكاء، كما يمكنها زيادة الذكاء اللفظي بنسبة 50%، وقد حقق الأفراد الذين يمارسون تمرينات القلب بانتظام نتائج أفضل في الاختبارات الإدراكية؛ لكن كان للقوة العضلية ارتباط ضعيف بالذكاء.
يزيد المشي من تدفق الدم إلى الدماغ، ممَّا يوفر العناصر المغذية والأوكسجين اللازم للوظيفة المعرفية؛ لذا في المرة القادمة التي تستريح فيها، ارتدِ حذاءً رياضياً واذهب لاستنشاق بعض الهواء النقي في الخارج.
3. تحدث إلى شخص غريب:
من وجهة نظر معرفية، قد يؤدي التفاعل مع شخص ما لفترة وجيزة إلى تعزيز أدائك في المهام الصعبة ذهنياً، والفكرة أنَّ الفوائد تأتي فقط من التفاعلات الودية، وليست من تلك التنافسية؛ لذا، إذا كنت تشعر أنَّ المحادثة تزداد حدة، فحاول رؤية الأشياء من منظور الشخص الآخر، وافهم وجهة نظره.
عندما تتحدث إلى شخصٍ جديد، فأنت تتبادل الأفكار والمعلومات الجديدة مع هذا الشخص؛ إذ إنَّه يطرح منظوراً مختلفاً بدلاً من النقاط نفسها المعاد صياغتها التي تحصل عليها من الأصدقاء والمعارف القدامى.
قد يكون من الصعب في بعض الأحيان العثور على غرباء لبدء الحديث معهم؛ وإذا لم يكن هنالك من أحد تتحدث إليه، تعدُّ قراءة الكتب أو الاستماع إليها أيضاً سبلاً جيدة للحصول على أفكار جديدة.
4. نم جيداً:
هل تحصل على قسط كافٍ من النوم كل ليلة؟ تشير التقديرات إلى أنَّ واحداً من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة لا يحصل على قسطٍ كافٍ من النوم بانتظام.
قد ترجع قلة النوم إلى أسباب عدة، كالتوتر في العمل أو اضطرابات النوم أو العادات السيئة.
يعتقد بعض الناس أنَّهم استثناء، أي أنَّهم ليسوا بحاجة إلى النوم الكافي؛ لكن هذا ليس صحيحاً، إذ تؤثر قلة النوم سلباً على الجميع بشكلٍ كبير.
يؤثر عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً على دماغك من خلال هذه الطرائق:
يصبح من الصعب التركيز في العمل، ممَّا يؤدي إلى تفاقم الأداء وخفض الإنتاجية.
يتباطأ الوقت الذي تأخذه للاستجابة أو رد الفعل، ممَّا يزيد من مخاطر السلامة.
تقل احتمالية حل المشكلات والتفكير الإبداعي.
عندما تحصل على نوم كامل، فإنَّك تحصل على جميع الفوائد التي تأتي منه، ويمكنك استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها لوقت لاحق، ومن المحتمل أيضاً أن يبتكر عقلك أفكاراً إبداعية.