مفهوم – فضل قول لا حول ولا قوة إلا بالله وهي جملة كنز من كنوز الجنة.
فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا، ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة، أو قال: ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه البخاري ومسلم.
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الجملة المعروفة بالحوقلة وبرغم أننا نرددها كثيرا إلا أننا قد لا نعرف فضلها، ولا أهميتها، وبالتالي لا نأتي بها سوى في حال الاسترجاع والألم، أو إذا دهمنا، فقط، أمر عظيم، مع أنها تُقال، في جميع الأوقات والأحوال، للإقرار بنعم الله، ونسبة الخير إليه، والتبرؤ من حولنا وقوتنا، إلى حول الله وقدرته.
قال عنها ابن تيمية: “قول: “لا حول ولا قوة إلا بالله” يوجب الإعانة، ولهذا سنها النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقال المؤمن لصاحبه: “وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا”. (الكهف: 39)،ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء”.
المداومة علي ترديد لفظ الحوقلة خلال أذكار الصباح والمساء يجلب العديد من النعم، بل أنها تعد مؤشرا قويا علي دوام النعمة، حيث أخرج الطبراني بإسناده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: “من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله”.
من فضائل الحوقلة كذلك أنها تعد من غراس الجنة: وهو ما أكده حديث الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه حيث قال : أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم عليه السلام فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد فقال له إبراهيم عليه السلام: يا محمد, مُرْ أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة قال: “وما غراس الجنة” قال: لا حول ولا قوة إلا بالله, رواه أحمد وابن حبان.
من فضائل “لا حول ولا قوة إلا بالله ” هي بابا من أبواب الجنة وكنز امن كنوزها ودواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم مؤشر علي دوام النعم فضلا عن كونها غراسا من غراس الجنة وهي كلها فضائل تفرض علي مسلم الإكثار من هذا الذكر ليلا ونهارا لعلها تفتح الباب علي هذه السلسلة التي لا تتوقف من النعم.
عن حازم بن حرملة قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا حازم أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة.
وفي معنى أنها “كنز من كنوز الجنة”، أن ثوابها مدخر لقائلها، والعامل بها، في الجنة. وقد جاء في “فيض القدير” للإمام المناوي قوله: “أي أن ثوابها نفيس مدخر في الجنة كما يُدخر الكنز، ويُحفظ في الدنيا”.
وقال النووي: “قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا رادَّ لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر، ومعنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر في الجنة، وهو ثواب نفيس، كما أن الكنز أنفس أموالكم”.
وقال الأكمل إنما طريقه التشبيه شبه أنفس ثواب مدخر في الجنة بأنفس مال مدخر تحت الأرض في أن كل واحد منهما مُعد للانتفاع به بأبلغ انتفاع.
ومما يؤكد أن “لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ”، هي للاستعانة به، والتبرؤ من حولنا، إلى حول الله وقوته، ما ورد عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “ألا أعلّمك – أو قال – ألا أدُلُّك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنّة؟ تقول: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فيقول الله عزّ وجلّ: “أسلم عبدي، واسْتسلم”. (رواه الحاكم بسند صحيح، وصححه الألباني في “صحيح الجامع”).
عن قيس بن سعد بن عبادة: أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت فضربني برجله وقال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قلت: بلى قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. رواه الترمذي وصححه هو والألباني.
وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته. رواه البخاري.
عن سعد قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلاما أقوله، قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد الله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ، قال فهؤلاء لربي، فما لي، قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني. رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان. رواه الترمذي وصححه هو والألباني.
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. رواه الترمذي وحسنه هو والألباني.