مفهوم – تُعرف لعبة الشطرنج بأنَّها لُعبة الموهوبين والأذكياء، فهي أفضل رياضة تقوم بتمرين أهم عضو في أجسادنا وهو “الدماغ”، وبالرغم من كونها بدأت في الخمسينات إلَّا أنَّها لم تفقد ألقها وجاذبيتها، بل ازدادت توسعًا وانتشارًا في جميع أنحاء العالم، وبين جميع الأعمار من عمر الأطفال إلى كبار السن.
قد لا تساعدك لعبة الشطرنج في بناء عضلات الكتفين أو عضلات البطن، ولكنّها ستعود بالنفع على صحتك العقلية مدى الحياة، وكما رددوا لنا سابقًا: “أنَّ الجسمَ السليم في العقل السليم”.
إليكم فوائد غير متوقعة في لعبة الشطرنج:
تعزز من نمو الدماغ
بعض الألعاب مثل لعبة الشطرنج تقوم على تحفيز الدماغ من خلال زيادة نمو التشعبات والتفرعات العصبية الخاصة بالدماغ البشري، وهي عبارة عن تمديدات قصيرة متفرعة للخلية العصبية، والتي تنقل النبضات إلى الخلايا الأُخرى في نقاط الاشتباك العصبي.
وفي حالة زيادة هذه التفرعات فإنّه سوف يتحسن التواصل العصبي داخل الدماغ ويصبح أكثر سرعةً، ومن جانب آخر نرى أنَّه من الواضح أنَّ التفاعلَ مع الناس خاصةً في ممارسة الأنشطة الصعبة يدفع بهذه التشعبات أن تنمو أكثر، والشطرنج هو خير مثال للأنشطة الذهنية الصعبة.
تدرب كلا الجانبين للدماغ
أشارت دراسةٌ ألمانية أنَّه عندما طُلب من لاعبي الشطرنج تحديد مواقع أحجار الشطرنج ومواقع الأشكال الهندسية العادية، كانت النتيجةُ أنَّ أوقات رد الفعل للأشكال البسيطة هي نفسها مع الجميع، لكنَّهم بالمقابل كانوا يستخدمون جانبي أدمغتهم للتجاوب بسرعة مع أسئلة موقع أحجار الشطرنج، حيثُ كانَ كلّ من نصفي الدماغ الأيمن والأيسر للاعبين في حالة نشاط.
ترفع معدل الذكاء الخاص بك IQ
هل يلعب الأشخاص الأذكياء الشطرنج أم أنَّ الشطرنج هي من تجعل الناس أذكياء؟ تجيب على هذا السؤال الدائر حول نفسه إحدى الدراسات العلمية التي أظهرت أنَّ لعب هذه اللعبة يمكن أن يرفع من معدل ذكاء الشخص، حيثُ أجريت على 4000 طالب فنزويلي، ورصدت ارتفاعات كبيرة في درجة ذكاء الفتيان والفتيات بعد أربعة أشهر فقط من تعلمها.
تساعد في الحماية من مرض الزهايمر
مع تقدّم العمر يصبح من المهم بشكلٍ متزايد إعطاء الدماغ بعض التمارين تمامًا كما نفعل مع العضلات الرئيسية الأُخرى، من أجل الحفاظ على صحة هذه العضلات، وإبقائها في حالة ملائمة.
وجدت دراسة حديثة أقيمت في The New England Journal of Medicine أنَّ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا ممن يشاركون في ألعاب الدماغ والذكاء، هم أقلُ عرضةً للإصابة بمرض الخرف من أقرانهم الذين لم يلعبوا هذه الألعاب على الإطلاق. تنطبق هنا المقولة المهمة: “استخدامه أو أفقده” “use it or lose it”، حيثُ يمكن أن يخفض الدماغ الجامد من قوته في حالة عدم استخدامه.
هذا سبب إضافي يدفعك للعب الشطرنج قبل أن تصل إلى عمر الـ 75.
تُشعل جذوة الإبداع
لعبة الشطرنج تساعد على إطلاق العنان لعقلك المتألّق؛ لأنَّها تنشط الجانب الأيمن من الدماغ (بجانب الأيسر كما ذكرنا)، وهذا هو الجانب المسؤول عن الإبداع، في دراسة استمرت لمدة 4 سنوات تضمنت طلاب الصف السابع والتاسع، بعضهم كانوا يلعبون الشطرنج وبعضهم يستخدمون الكمبيوتر، وبعضهم قامَ بأنشطة أُخرى لمرة واحدة في الأسبوع لمدة 32 أسبوعًا لمعرفة النشاط الذي عزز النمو الأكبر في التفكير الإبداعي، أحرزت مجموعة الشطرنج درجات أعلى في جميع مقاييس الإبداع، حيثُ كانَ الابتكار هو أكبر مجال حقّقوا فيه مكاسبهم.
تزيد من مهارة حل المشكلات
من أهم متطلبات هذه اللعبة هو التفكير السريع، وحل جميع الاحتمالات الواردة التي قد يقدم عليها الخصم؛ لأنَّه يغيّر جميع المعايير والخطط الخاصة بك باستمرار، أشارت دراسة أجريت في عام 1992، حيثُ نُفذت على 450 طالب في الصف الخامس في New Brunswick، واستخلصت إلى أنَّ أولئك الذين تعلموا لعب الشطرنج حصلوا على درجات أعلى بكثير في الاختبارات القياسية بالمقارنة مع أولئك الذين لم يلعبوا الشطرنج.
تُعلم التخطيط والتوقع
واحدة من الأجزاء المتأخرة في الدماغ، والتي تتطوّر خلال مرحلة المراهقة هي قشرة الفص الجبهي the prefrontal cortex، تُعتبر المنطقة المسؤولة عن الحكم والتخطيط وعن التحكم في النفس، ولأنَّ لعبة الشطرنج تتطلّب تفكيرًا استراتيجيًا ونقديًا، فهي تساعد على تعزيز تطوّر القشرة الجبهية الأمامية، وتساعد المراهقين على اتخاذ قرارات أفضل في جميع مجالات الحياة، وربما منعهم من اتخاذ خيار غير مسؤول ومحفوف بالمخاطر.
تحسن مهارات القراءة
في دراسة أُجريت في العام 1991م، درس الدكتور Stuart Margulies أداء القراءة لـ 53 تلميذًا في مدرسة ابتدائية، الذين شاركوا في برنامج للشطرنج وقاموا بتقييمهم مقارنةً بالطلاب غير المشاركين في لعبة الشطرنج في المنطقة الخاصة بهم وببقية الطلاب حول البلاد، وجد نتائج نهائية تفيد أنَّ هذه اللعبة تسببت في زيادة أداء القراءة لطلاب المشاركين، ثم قارن طلاب نفس المنطقة الذين لم يلعبوا، فوجد أداءَهم أقل من أداء الطلاب الموزعين على بقية أنحاء البلاد، بينما تفوّق من لعبوا الشطرنج على الجميع.
تُحسين الذاكرة
يعرف لاعبو الشطرنج أنَّ لعب الشطرنج له مفعوله الخاص على الذاكرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى القواعد المعقدة التي يجب عليك تذكرها، بالإضافة إلى تذكُّر الأخطاء السابقة ومحاولة تجنبها، أو تذكر أسلوب لعب منافس معين. لذلك، يتمتع لاعبو الشطرنج بأداء الذاكرة الاستثنائي، وقدرة استذكار جيدة.
وجدت دراسة أجريت على طلاب الصف السادس في Pennsylvania أنَّ الطلاب الذين لم يسبق لهم لعب الشطرنج قد حسّنوا ذكرياتهم ومهاراتهم اللفظية بعد أن لعبوا هذه اللعبة المذهلة.
تساعد على التعافي من السكتة الدماغية والإعاقة
يطوّر الشطرنج المهارات الحركية الدقيقة في الأشخاص الذين لديهم إعاقة أو تعرضوا لسكتة دماغية، أو أيّ حادثة مدمرة جسديًا، يتطلّب في هذه الحالة إعادة التأهيل بتحريك قطع الشطرنج في اتجاهات مختلفة (إلى الأمام، إلى الوراء، حركة أمامية مائلة، حركة متجهة بشكلٍ مائل… إلخ)، والتي يمكن أن تساعد في تطوير وضبط المهارات الحركية للمريض، في حين أنَّ الجهد الذهني المطلوب أيضًا للعب اللعبة يمكن أن يحسن المهارات المعرفية والاتصالات. يمكن أن يؤدي اللعب أيضًا إلى تحفيز التركيز العميق والهدوء، مما قد يساعد المرضى في التركيز والاسترخاء، خاصةً لأولئك الذين يعانون من درجات مختلفة من القلق.