كل ما تحتاج أن تعرفه عن قوة الملاحظة

مفهوم – تعتبر قوة الملاحظة والتركيز الذهني من القدرات المرتبطة بكثير من السمات الإضافية الأخرى مثل زيادة معدل الذكاء وزيادة القدرة على الاستيعاب والفهم بسهوله.

قوة الملاحظة هي عبارة عن قدرة الشخص على فهم وإدراك ما يدور حوله من معلومات وتفاصيل بسيطة أو قد يعتقد البعض بسيطة، ويوجد بعض الأشخاص الذين لا يتمتعون بقوة الملاحظة والتركيز الذهني.

في حين تتضمّن قوّة الملاحظة، عملية قراءة أشخاص أو مواقف أو عمليات معيّنة لاستخلاص معلومة محدّدة منها. حيث يتمكّن أصحاب الملاحظة القويّة في الغالب من رؤية تفاصيل يغفل عنها الآخرون.

ويقول الخبراء ان قوة الملاحظة تزداد تلقائيا كلما تقدم بنا العمر، لكن قوة الملاحظة سوف تضعف اذا تركت بدون ممارسة وتدريب، او انها تبقى كما كانت عليه في مرحلة الطفولة.

ولو قمت باختبار عشوائي،سواء في عملك او في الجامعة او المدرسة، فستدرك ان قوة الملاحظة تتباين بين الافراد، كما تتباين بين مجتمع وآخر. وقوة الملاحظة هي القدرة على إدراك التفاصيل والتغيرات الطفيفة التي توجد داخل محيطك. كما انها تعني القدرة على جمع الكثير من المعلومات عن البيئة المحيطة بك.

أهم 7 مهارات مطلوبة للعمل يمكن تعلمها على الانترنت

وتكمن قوة الملاحظة في التعرف وبسرعة على التغيرات في اماكن الاشياء من حولك، التغيرات في الترتيب والألوان حول الغرفة او البيئة المحيطة،كما تشمل التغيرات التي تطرأ على المزاج العام، مما يساعد على اكتشاف بعض الصفات السلبية مثل الكذب والتزوير والنفاق عند بعض الاشخاص. وترتبط قوة الملاحظة بعدة مهارات ذهنية مثل القدرة على الفهم ، وقوة الذاكرة وغيرها.

بعد التعرّف على مهارات الملاحظة القوية والانتباه للتفاصيل، والاطلاع على مميزاتها وأثرها في تحقيق النجاح، لابدّ أن تبدأ إذن بالعمل على تطويرها وتعزيزها، وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي تساعدك على ذلك.

طرق زيادة قوة الملاحظة:

1- تمارين التأمل

احرص على ممارسة تمارين التأمل بشكل منتظم. اجلس كلّ صباح بوضعية مريحة، أغلق عينيك وركّز على عملية تنفّسك. ابقَ على هذه الحال لخمس دقائق فقط.

حينما تقوم بهذا التمرين لأول مرّة، ستلاحظ كمًّا هائلا من الأفكار تتدافع في رأسك، لا تقلق بشأنها، ودعها تتهادى أمامك، لكن، ومع تكرار هذا التمرين بشكل يومي، ستلاحظ أنّ عدد الأفكار في تراجع، وبعد بعض الوقت ستصل إلى مرحلة الفراغ الذهني دون أيّ أفكار مزعجة.

الوصول إلى هذا المرحلة سيمنحك قدرة أكبر على التركيز ويجعل العمليات الذهنية التي تجري في عقلك أسرع الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تطوير قدرتك في الملاحظة والانتباه إلى التفاصيل.

2- اجلس في مكان عام ودوّن ملاحظاتك

خصّص بضعة دقائق خلال اليوم للجلوس في حديقة عامّة، مكتبة أو مركز تجاري وتأمل الناس من حولك. انتبه لما يرتدون من ثياب، كيف يسيرون وكيف يتفاعلون مع غيرهم؟ دوّن هذه التفاصيل وغيرها ممّا يحيط بك من مشاهد: عمليات البناء في الشارع المقابل، السيارات المتزاحمة، المحلات التجارية، وغيرها.

اكتب جميع هذه الأمور بالإضافة إلى وصف ما ينتابك من مشاعر اتجاهها، ستجد قدرتك على الملاحظة قد تطوّرت مع مرور الوقت.

3- تناول طعامك بوعي

بدلاً من تناول غدائك على مكتبك أثناء العمل، احرص على أن تحصل على وجبة واحدة يوميًا على الأقل بعيدًا عن أي ملهيات حتى الحديث. تناول طعامك بمفردك، ببطء وتأنٍ، ولاحظ رائحته، طعمه وما تشعر به حينما تمضغه.

يساعدك هذا التمرين في زيادة تركيزك على الأمور المسلّمة التي لا يوليها الآخرون أهمية في العادة، ويرفع من قدراتك في ملاحظة التفاصيل الخفية.

اقرأ ايضًا:

4- استغلّ وقت الترفيه بذكاء

من الجميل أن تسرح بوعيك بعيدًا أثناء الاستماع إلى أغنيتك المفضّلة أو خلال مشاهدة فيلم معيّن. لكن من الممتع أحيانًا أن تستغلّ فترة الترفيه هذه في اختبار مهاراتك في الملاحظة.

فكّر في السبب وراء كلمات الأغنية، أو الدافع وراء تصوير مشهد ما بهذه الطريقة بالذات. لاحظ أثر هذا التمرين على قدراتك في الانتباه إلى التفاصيل وتمييز مشاعر الآخرين وردود فعلهم التي قد لاينتبه إليها الأغلبية.

5- ركّز على الأنماط المختلفة من حولك

الملاحظة أمر رائع، وكلّما مارستها أكثر ازدادت قوّة. لكنها تغدو أفضل كلّما ركّزت أكثر على الأنماط من حولك. فالملاحظات العشوائية جيدة لكنها لن تفيدك كثيرًا على الصعيد الفكري والإبداعي، بعكس ملاحظة الأنماط التي تتيح لك معرفة آلية عمل الأشياء من حولك وبالتالي التنبؤ بما سيأتي، أو بالأمور الخفية التي قد لا يعلمها الآخرون.

على سبيل المثال، يمكنك مثلاً ملاحظة تصرّفات شخص معيّن على المدى الطويل، ومن ثمّ اكتشاف نمط معيّن في لغة جسده، كأن يحكّ أحدهم أنفه كدليل على التوتر، أو يقوم بحركة ما بيده عندما يغضب. وهكذا ستجد نفسك قادرًا على التنبؤ بما سيفعله أو يقوله هذا الشخص في المواقف المختلفة.

حاول دومًا العثور على هذه الأنماط من حولك وتعريفها، وراقب مدى تقدّمك في هذا المجال وأثره في التعرّف على حاجات الآخرين وفهمها.

شاركها

اترك تعليقاً