مدى خطورة الهاتف القديم بعد توقف التحديث الأمني

مفهوم – سنتعرف خلال هذه المقالة على مدى خطورة الهاتف القديم بعد توقف التحديث الأمني، ولكن في البداية سنتعرف على ما هو التحديث أو التصحيح الأمني وأهميته.

فعند شرائك لجوالٍ جديد تلاحظ بين الحين والآخر قدوم إشعارات من الشركة المصنّعة للجوال بوجود تحديث جديد للتطبيقات أو لنظام التشغيل.

وتبقى التحديثات تتوالى على الجهاز، ثم بعد ذلك تتباعد الفترة الزمنية بين تحديث وآخر، ثم تختفي التحديثات نهائياً، فما الذي يحدث؟

عند انقطاع قدوم التحديثات عن جوالك فإنك قد وصلت لمرحلة “انتهاء فترة التصحيح الأمني”.

ما هو التصحيح الأمني؟

السباق بين الشركات المختصة للحفاظ على “أمن المعلومات” ومصممي “البرامج الخبيثة” (الهاكرز) كفرسي رهان يسبب قلقاً دائماً للمستخدم.

فإذا ما وجدت الشركة المصنّعة للهواتف ثغرة “برمجية” أمنية جديدة يمكن أن تُعرّض معلوماتك للخطر بادرت إلى إصلاحها وأرسلت إليك تحديثاً يتضمن معالجة ذلك الخلل، بالمقابل يعمل “الهاكرز” على إيجاد خلل أو “ثغرة” جديدة ينفذون من خلالها إلى معلوماتك وينتهكون خصوصيتك.

ذلك البحث المستمر عن “الثغرات البرمجية” ومعالجتها، وتحديث الأجهزة على نسق المعالجة الجديدة هو ما يطلق عليه “التصحيح الأمني”.

لماذا يتوقف المصنعون عن إرسال التصحيحات الأمنية؟

تقدم الشركات المصنعة للهواتف مثل “سامسونج” و”سوني” و”جوجل” و”إتش تي سي” الدعم للهواتف المنتجة من قبلها لفترة طويلة.

ويتطلب كل هاتف جديد يتم إصداره وكل إصدار جديد من نظام التشغيل “آندرويد” تقييماً جديداً؛ سواء للتهديدات المحتملة أو للتصحيحات الأمنية.

وهذا يعني أن العثور على هذه الثغرات وترميمها لكل هاتف واحد يمتد لسنوات، وهو إجراء يستغرق الكثير من الجهد والوقت من الشركات.

ونتيجة لذلك يتعين على الشركات المصنّعة للهواتف في نهاية المطاف قطع الدعم عن الهواتف القديمة وإصدار هواتف أحدث بدلاً عن ذلك، وعادةً ما يبلغ عمر الجهاز سنتين أو ثلاث سنوات كحد أقصى قبل أن تتخلى الشركات عن تقديم الدعم للهواتف القديمة.

بعد تلك الفترة لن تتلقى هذه الهواتف تحديثات أمنية، ما يعني أنه عندما يكتشف تهديد على هذا الهاتف فلن يتم إصلاحه.

هل استخدام الهواتف القديمة هو غير آمن؟

يوضح كريستوف هيبيسين، مدير شركة الأبحاث الأمنية “لوكاوت”: “نحن لا نعتبر تشغيل جهاز لا يتلقى تصحيحات أمنية أمراً آمناً، بمجرد انتهاء الشركات من دعم النظام، يصبح المستخدمون الذين يستمرون في تشغيل تلك الأجهزة عرضة لاستغلال نقاط الضعف المعروفة على أجهزتهم”.

ويضيف هيبيسين: “يمكن للهواتف الضعيفة أن تسمح للمخترقين بالوصول الكامل إلى كل ما هو موجود على الهاتف، ومن ضمن ذلك رسائل البريد الإلكتروني والمعلومات الشخصية والموقع ومعلومات الاتصال، أو الاستماع إلى المكالمات الهاتفية، أو الوصول إلى التفاصيل المصرفية، قد يستمر أحد المتسللين في رؤية هذه المعلومات طالما أنك تستمر في استخدام الهاتف المخترق”.

ويقول بول داكلين، عالم الأبحاث الرئيسي في شركة الأمن “Sophos”: “إذا كان هاتفك به ثغرة برمجية يعرف المحتالون بالفعل كيفية استغلالها؛ على سبيل المثال لسرقة البيانات أو زرع البرامج الضارة، فستكون هذه الثغرة معك إلى الأبد”.

كيف نعرف أن هواتفنا أصبحت قديمة؟

تتعمد الشركات المصنّعة للهواتف عدم إخبار المستخدمين بإيقاف دعمها للهواتف، فعلى المستخدم اكتشاف ذلك بنفسه.

الخطوة الأولى الانتقال إلى قائمة الإعدادات والبحث عن آخر تحديث للجهاز، إن أظهر الهاتف إشعار أنك تستخدم آخر إصدار متوفر وقد بلغت فترة تنزيله على جهازك أشهراً فذلك خبر سيئ؛ فمن المحتمل أن هاتفك لم يعد مدعوماً.

الخطوة التالية للتأكد من قدم الجهاز وعدم تلقيه الدعم إذا كان عمره من سنتين إلى ثلاث سنوات، وهذا يختلف من شركة إلى أخرى.

على سبيل المثال تشير “جوجل” إلى أنها تتيح تحديثات الأمان لإصدارات “آندرويد 8.0 فما فوق”.

تتلقى هواتف “بيكسل” من جوجل تحديثات الأمان لمدة “ثلاث سنوات على الأقل” من وقت طرحها للبيع، كما تفرض “جوجل” أيضاً على الشركات المصنعة توفير عامين على الأقل من التحديثات للأجهزة.

وبالمقارنة لا تزال “آبل” توفر تحديثات برامج للهواتف التي تعود إلى خمس سنوات.

العلامة الأخيرة التي تشير إلى انتهاء الدعم عن هاتفك إن أردت تنزيل “تطبيق” معين ويخبرك المتجر أنك تملك نسخة قديمة، أو جهازك غير متوافق مع هذه التطبيقات.

هنالك أساليب كثيرة لاختراق هاتفك وربما لن تشعر بها نهائياً، لكن يوجد بعض العلامات الدالة على ذلك، منها:

كثرة ظهور النوافذ المنبثقة، أو اكتشاف وجود تطبيقات في هاتفك لم تقم بتثبيتها مسبقاً.
ابحث عن الاستخدام المرتفع غير المبرر للبيانات، حيث قد تكون التطبيقات الضارة تستخدم الكثير من البيانات في الخلفية.
بعض المؤشرات الأخرى من فقدان الشحن بصورة كبيرة، أو بطء تنفيذ المهام.

كيف يمكنني الحفاظ على بياناتي إذا كان لدي هاتف قديم؟

يشير خبراء شركة “Sophos” إلى أنّ أفضل طريقة للحفاظ على سلامتك هي ببساطة عدم استخدام هاتف لم يعد مدعوماً.

لكن إن تعذّر شراء هاتف جديد فهناك ثلاثة أشياء يمكنك القيام بها يمكن أن تساعدك.

أولاً: يجب التأكد من أن الهاتف يحتوي على أحدث البرامج المثبتة، وإذا قمت بشرائه فتأكد من إعادة ضبط الهاتف بالكامل من خلال إعادة ضبط المصنع.

ثانياً: تأكد من تنزيل التطبيقات فقط من متجر “Google Play” بدلاً من متاجر تطبيقات تابعة لجهات خارجية أو غير رسمية، وتجنب بالتأكيد تثبيت التطبيقات عن طريق تنزيل ملف “APK” من موقع ويب، يمكن أن يكون هذا غالباً طريقة لبرمجيات خبيثة تتسلل إلى الهاتف.

ثالثاً: لا تقم بأي عمل مصرفي على الهاتف، ولا تقم بمزامنة حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بشركتك، ولا ترسل صوراً خاصة ولا تجر محادثات فيديو بتاتاً.

شاركها

اترك تعليقاً