مفهوم – عندما تأتي النصائح من ضخص له الريادة في مجال التقنية بجانب كونه أحد أغنى الأشخاص على كوكب الكرة الأرضية فبالتأكيد ستكون نصائح من ذهب.
فقد عاد الملياردير الأمريكي بيل جيتس منذ شهور لإلقاء محاضرة في مدرسة ليكسايد بمدينة سياتل، بمناسبة ذكرى تخرجه فيها وتعرفه إلى زميله بول ألين الذي شاركه بعد ذلك في تأسيس مايكروسوفت.
وبعد أن تأهب جمهور من 1500 شخص لسماع الكثير من المصطلحات المعقدة والتجارب الأسطورية الشبيهة بالمعجزات، إذا بالسيد جيتس ينصحهم بإعطاء الأولوية للنوم، معتبرا أن هذا ما يحتاجه الجيل الحالي في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ووفقا لموقع “فورتشن” (Fortune)، قال جيتس إنه تأثر بكتاب “لماذا ننام؟” للعالم البريطاني “ماثيو ووكر”. ثم تحدث عن ثلاث مهارات أخرى اعتبرها ضرورية لإحراز النجاح، كالشغف بالقراءة لإشباع فضول التعلم، حيث ذكر أنه ربما يقرأ خمسة كتب إذا ما أراد تكوين فكرة عن شيء ما.
فإذا أردت أن تكون مثل بيل غيتس فاقرأ، واحصل على قسط من النوم. وتعلم الجرأة في التفويض، بالتخلي عن بعض المهام للخبرات الجديدة. وتحَلَّ بالتفاؤل عند الفشل، باستدعاء سجل النجاحات السابقة. وهكذا يضع غيتس بين أيدينا أربع نصائح ذهبية.
4 نصائح ذهبية من بيل جيتس:
نم جيدا
لم يهتم بيل غيتس بالحصول على إجازة حتى الثلاثينيات من عمره، ولم يدرك أهمية النوم إلا في سن الـ 64، عندما قرأ كتاب “لماذا ننام؟” لأستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، ماثيو ووكر.
لخص المؤلف سر النوم في جملة بقوله “لا توجد عملية واحدة في جسم الإنسان لم تتحسن بالنوم”، وإهمال النوم يتسبب في كثير من المشاكل الشائعة، كمرض القلب والسكري والسمنة، وانخفاض الخصوبة وضعف جهاز المناعة.
لذا يشدد ووكر في كتابه على الالتزام بالنوم والاستيقاظ في وقت معين، حتى في أيام الإجازات. إلى جانب ممارسة الرياضة والتعرض للشمس لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل في معظم الأيام. مع تجنب الكافيين والنيكوتين والوجبات الثقيلة وشرب السوائل بكثرة قبل النوم.
كما يوصي بأخذ حمام دافئ وإظلام الغرفة وتبريدها، وتجنب الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب اللوحية، لتحفيز الميلاتونين الذي يساعد في سرعة النوم. ويحذر من البقاء متيقظا في الفراش لأكثر من عشرين دقيقة، وينصح بمغادرته وفعل شيء آخر حتى يأتي النعاس.
اقرأ بفضول
كما أن غيتس قارئ نهم يحمل حقيبة من الكتب عندما يسافر، وعندما يريد أن يتعلم شيئا فإنه يقرأ كتبا كثيرة عنه “ليعرف دائما أكثر من الشخص الآخر الذي يتحدث إليه”. ولعل حساسيته الخاصة للتساؤل هي التي دفعته لشغف البحث والقراءة، ولا سيما أنه يفضل العزلة ولا يتواصل كثيرا مع الآخرين.
لذلك ينصح بالتمرين على إشباع الفضول “بتنشيط المعرفة المتاحة عبر الكتب، أو من خلال البودكاست والمحاضرات المتوافرة على الإنترنت”.
كما يؤكد أنه “في العقود المقبلة سينتقل الذكاء الاصطناعي إلى حدود غير متوقعة، تجعل الأولوية للشخص الذي يتمتع بالثقة بالنفس كقارئ ومتعلم، ولديه الرغبة في مواصلة القراءة والتعلم”، فالقراءة بحسب روبن شارما، مؤلف كتاب “الراهب الذي باع سيارته الفيراري”، تشحن طاقاتك وتمنحك الأمل، وتختصر لك الأزمنة لتتعلم وتنجز الكثير بأقل جهد وفي أقصر وقت.
كما تعطيك ميزة إجراء محادثة مباشرة مع الكاتب قد تغير شكل حياتك بأكملها، من خلال الاستفادة من تجارب أعظم العقول، وهو أمر لا يقدر بثمن. وهنا تكمن قوة الكتب الصوتية، فهي تساعدك في التعلم بأي وقت أو مكان.
فوّض بجرأة
لأن “الكثير من المؤسسين يحبون عملهم”، فإنهم يترددون في تفويض غيرهم للقيام به، وهكذا كان بيل غيتس، يعشق البرمجة ويجيدها ولا يفكر في إسنادها لغيره. وعندما بدأت شركته في التوسع، وجد غيتس صعوبة في التخلي عن مهامه، ظنا منه أن هذا ربما يضر بالعمل.
إلا أن الحقيقة أن كل شيء تطور إلى الأفضل دون إشرافه الدقيق، بعد أن بدأ يتعلم فن التفويض، فوظف الكثير من الأشخاص ذوي الخبرة، بينما أصبح هو “شخصا مختصا، يحول انتباهه إلى مناطق أخرى، ويتعلم أشياء جديدة”. ويعتقد غيتس أن “التفويض الفعال ينبع من الاعتراف بنقاط القوة والضعف لديك، ويجعلك تستفيد الكثير من خبرات الآخرين”.
فعندما تفوض جزءا من عملك، فإنك توفر وقتك وتعزز الإنتاجية من خلال الاعتماد على مجموعة من المهارات، والسماح بتطوير معارف وكفاءات جديدة، للقيام بجميع الأدوار المهمة عند الحاجة.
وبالفعل أعلنت مايكروسوفت في مارس الماضي، أن بيل غيتس سيغادر منصبه في مجلس الإدارة، للتفرغ للأعمال الخيرية في مجالات الصحة والتنمية والتعليم.
تفاءل عند الفشل
يصف بيل غيتس مسار عمله بأنه مدفوع بعقلية “التفاؤل للغاية”، فقد انتظر كثيرا ليتغلب على بعض الصعاب “لإحساسه بالتفاؤل والثقة بأن الأمور ستنجح”. وكان هذا عنصرا رئيسيا آخر للنجاح.
فهو يعتقد أن “من الجيد أن يكون لديك غمامات، ولكن تذكرك لما حققته من إنجازات في مرات عدة، يمكن أن يخفف من الفشل المؤقت لتواصل التقدم”.
ويعترف بأن “داخل مايكروسوفت كانت جميع أنواع الإخفاقات موجودة، ولكن في الوقت نفسه كانت هناك نجاحات كافية لدرجة تمكننا من تحمل تكلفة التوجه نحو المخاطرة، فتذوق النجاحات السابقة وتذكرها في أوقات الفشل طريقة للانتصارات المستقبلية”.
يقول أستاذ علم النفس في جامعة بنسلفانيا مؤسس علم النفس الإيجابي، مارتن سليغمان، إن “المشاعر الإيجابية هي ما يجعل الحياة جديرة بالعيش، فالمتفائلون محبوبون أكثر، ويبلون بلاء حسنا في جميع المجالات، ولديهم مناعة أفضل، وهم أقل عرضة للموت بأمراض القلب والأوعية الدموية”.