مفهوم – هناك العديد من الجمل التي نسمعها خلال حياتنا اليومية، ونسعى إلى تطبيقها ولكنها تحتاج منا إلى مجهود وآلية لتنفيذها، ومنها التفكير الإبداعي والتفكير خارج الصندوق، جمل شهيرة ومتداولة على نطاق واسع، تشير إلى القدرة على العمل بعيدًا عن الروتين والتقليدية، والخروج على الحدود والدوائر المغلقة فى التفكير والعمل والإنجاز، بما يقود إلى الإبداع.
يرتبط الإبداع بطاقة الخيال وقدرته على العمل والإدهاش والاندهاش، وهو ما يتصل بالموهبة والقدرات الفطرية والمنح الإلهية، إلا أن هناك مستويات من العمل والتدريب والخطط اليومية والحياتية التى يمكنك من خلالها تنمية قدراتك وشحذ طاقاتك والوصول إلى الإبداع بشكل عملى وبسيط، صحيح أن لدى البعض ذكاء وموهبة وقدرة على الإبداع والابتكار بشكل فطرى ووراثى، ولكنك لست بعيدًا بشكل كامل عن هذا الأمر، إذ تستطيع الوصول إلى هذا، ويمكنك تطوير وتنمية أفكارك ومواهبك بأسلوب إبداعى، وذلك عبر 7 نصائح وإرشادات وخطوات عملية بسيطة، يقدمها لك مدرب التنمية البشرية، كريم حامد، ونعرضها عبر السطور الموجزة التالية.
1- البحث عن البدائل
لا تستسلم للوضع الجارى، والحلول التقليدية والمعتادة، وابحث دومًا عن حلول وبدائل عديدة، وعن طرق مبتكرة للنظر إلى الأشياء وتوظيفها والاستفادة منها، واسأل نفسك هذا السؤال: كيف يمكن أن أعدد…؟، فمثلا يمكنك سؤال نفسك عن الطريقة التى يمكنك من خلالها الوصول باستخدامات الورق إلى 30 استخدامًا، وستندهش من كم الأفكار الإبداعية التى ستخطر على بالك.
2 – رسم الأفكارك
عندما تجد نفسك تلجأ إلى الرسم والتخطيط بالإشارات والرسومات والكلمات بخصوص فكرة معينة أنت مشغول بها، وبشكل تلقائى ودون تخطيط، فهذا يعنى أن عقلك يبحث عن إبداع أكبر وتخطيط وتنظيم أفضل لهذه الفكرة، فلا تتردّد فى استخدام الخريطة العقلية، لأنها تحفز وتنشّط نصفى الدماغ، على أن الأشخاص المبدعين يعملون باستمرار على تنمية قدراتهم على العمل والتفكير، ومن ثمّ يصلون إلى أفضل النتائج والحلول.
3- تعدد زوايا الرؤية
لا تحدد خيالك، اترك له العنان وانظر إلى الأمر من زوايا عديدة، وغيّر زاويتك التى اعتدت التفكير والتحليل من خلالها، إذ سفتح لك هذا الأمر آفاقًا جديدة ورحابًا واسعة للتفكير الإبداعى، وهنا مثال يوضح المقصود، يُحكى أن عصفورًا جميلاً انحشر داخل حفرة طويلة ضيقة فى الأرض، وتجمهر الناس حوله، منهم من أدخل يده محاولا دون جدوى، ومنهم من استخدم عصا كاد يقتل بها العصفور، ومنهم من حاول إزعاجه بالأصوات علّه يخرج، حتى خرج صبى فى الخامسة عشرة من عمره مقترحًا فكرة مختلفة تمامًا، وهى سكب الرمال بالتدريج لرفع العصفور، وبالفعل نجحوا فى إخراجه بهذه الطريقة.
4- التفكير فى العكس
اكسر الروتين والنمطية، وغيّر طريقتك المنطقية فى التفكير، وجرّب التفكير فى الشىء بطريقة عكسية، وستفاجأ بنتائج مذهلة، لأنه بمجرد التفكير بالمقلوب ستتولد لديك أفكار إبداعية لم تكن تتوقعها، وكى نسهل عليك تخيّل الأمر، فلو أنك صاحب مشروع خدمى، فعليك التفكير فى الأشياء السلبية التى تثير ضيق العميل، وستصل من خلال هذا الأسلوب إلى أفكار إبداعية تجنب بها العميل كل ما يضايقه.
5- الخلط ودمج الأفكار
الخروج من الدوائر المغلقة والقفز خارج الصندوق يحتاج على قدرة على التفكير بطريقة مغايرة وإعادة تشبيك الأشياء وتحليلها واكتشاف علاقات ومعانٍ مغايرة وجديدة منها، لهذا عليك العمل على دمج وخلط أشياء وأفكار ومواقف مختلفة ومتنوعة، وهو ما سيقودك إلى أفكار إبداعية بالتأكيد، ومثال ذلك: سيارة + طائرة = سيارة طائرة، وهى فكرة تم تنفيذها بالفعل.
6- الحلم والإبداع
الأحلام عصافير محلّقة فى السماوات، والخيال طاقة من السحر والانطلاق والانعتاق من الحدود والأطر الجامدة، لهذا فإنهما لا حدود لهما ولا سقف، وعليك أن تحلم وتسرح بخيالك كما تريد، فمن يملك قهر حلمك إلا ذاتك؟! فلا تكون عدو أحلامك وسجان خيالك، فكّر وتخيل واحلم بكل ما تتمناه مهما كان صعبًا ومصادمًا للواقع، تخيل مثلا أنك أصبحت مديرًا فى عملك، وفكر فى ماذا ستفعل وقتها، الخيال سيقودك إلى الإنجاز والابتكار.
7- التوقع والاستنتاج
سابع الخطوات العملية لإجادة مهارات التفكير الإبداعى ألا تترك نفسك للدوران فى ثنايا وطيّات الواقع فقط، وطوال الوقت، دون موقف أو تحرك إيجابى وفاعل من جانبك، لهذا عليك التفكير الجاد والتوقع والاستنتاج، وإثارة الأسئلة المهمة: ماذا لو طرح منافسك فى السوق منتجًا أعلى فى الجودة وأقل فى السعر؟ ماذا لو تفوق عليك منافسك فى المسابقة؟ وما الذى يمكنك فعله إذا هدّدك خطر قوى؟ هنا ستفكر بطريقة مختلفة وستخرج بأفكار إبداعية، تسبق بها منافسيك وتتغلب بها على الظروف والعقبات.