مفهوم – التعلم الذاتي أصبح سمة في عصر الإنترنت، حيث أحدث الإنترنت والوسائط المتعددة ثورة معلومات شاملة في السنوات الأخيرة، فغيّرت طريقة تعاطينا مع المعرفة وأصبحت المعلومة متاحة أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي جعل التعلم الذاتي ملاذًا آمنًا لمن استطاع استغلال الفرصة للرفع من مهاراته الحياتية والعملية.
فأصبح الآن في إمكان كل من يريد أن يتعلم تخصص هو يحبه متاحًا له ولا يشترط ان يكون جامعيًا أو في دولة أخرى عن بلده، فإذا كنت تريد أن تعيش الحياة التي تريدها، أو إذا كنت ترغب في أن تطور ذاتك، فإنك بحاجة إلى أن تبدأ بتعليمك الخاص.
وبالطبع لا نقصد هنا النظام التعليمي التقليدي، بل نقصد التعلم الذاتي وهو أن تضع في ذهنك فكرة معينة وتبدأ بالبحث والدراسة عنها لوحدك لتتمكن من تكوين مهارة خاصة بك فيما يتعلق بالفكرة التي درست عنها.
لذا نستعرض معكم خلال هذه المقالة فوائد ومزايا وطرق التعلم الذاتي والمجالات التي يمكن تعلمها ذاتيًا.
مزايا وفوائد التعلم الذاتي
التعلم الذاتي له عدد من الفوائد، فهو يمكن أن يحررك من وظيفة تكرهها، أو من كلية جامعية لا ترغب بها ويعد التعلم الذاتي مفيداً لأي فرع من فروع المعرفة أو المهارات التي ترغب في اكتسابها، ومن أكثر مزايا التعليم لذاتي:
1. المرونة
يمكنك تدبير وقتك بنفسك وفقًا لعملك أو دراستك أو أسرتك أو غير ذلك حيث أنك أنت من تحدد سرعة التعلم ومقداره.
2. الثقة
بالنفس ستتعجب من أن قدرتك على اكتساب المعارف دون توجيه من أحد ستعزز ثقتك بنفسك وتقديرك الذاتي.
3. إنماء الفضول
التعلم الذاتي يوسع مداركك طوال الوقت ويزيد فضولك حول البيئة من حولك، وقد تجد نفسك تقرأ عن موضوع لا يمت لتخصصك بصلة سوى الفضول، وهذا يجعلك قادرًا على ربط أمور شتى ببعضها.
المجالات التي يمكن تعلمها ذاتياً
في الواقع جميع المجالات يمكن تعلمها ذاتيًا، ويختلف الأمر بالتأكيد من مجال لآخر ولكن من أكثر المجالات التي يمكن تعلمها ذاتيًا هي:
تعلم البرمجة والتصميم
ربما هو المجال الأكثر شهرة للتعلم الذاتي, حيث يتوفر في الانترنت وحده (بعيداً عن الكتب المطبوعة و الدورات المسجلة على CD) محتوى تعليمي هائل معظمه مجاني وذو جودة جيدة, وهذا القد أكثر من كاف لتحويلك الى مبرمج أو مصمم حقيقي قادر على مجابهة كبار المختصين, وهو ما تم اثباته في مواقف ومناسبات كثيرة.
كذلك من المجالات الشائعة في التعلم الذاتي:
اللغات والترجمة
المحاسبة
التسويق الإلكتروني
المونتاج
الكتابة بطريقة احترافية
وهنالك مجالات أكثر من ذلك بكثير, لا يمكن حصرها في مقال ولا حتى في كتاب, يكمن جوهر التعلم الذاتي في الابداع والامكانيات اللا محدودة, وتحديد المسار الذي تريد العمل عليه فعلاً في حياتك!.
اقرأ ايضًا:
- كيف تصبح مبرمج محترف
- نصائح التسوق عبر الإنترنت
- أسئلة جوجل الغريبة في مقابلات العمل interview
- عادات سيئة على المبرمج تجنبها
طريقة البدأ في التعلم الذاتي
في هذا العصر، من السهل جداً الحصول على المعلومات التي تحتاجها لتعلم أي مهارة معينة، لكن لسوء الحظ، يستفيد عدد قليل من الناس من الفرصة المتاحة لهم للتعلم الموجه ذاتيا.
إذا كنت أحد القلة التي ترغب في تعلم مهارة معينة بنفسك، إليكم نصائح هامة ستساعدك على التعلم الذاتي بفاعلية:
1. التحفيز
قبل الشروع في أي مهمة، يجب أن تكون محفزًا لأدائها، وهذا ينطبق على التعلم الذاتي أيضًا، فبلا حافز، ستجد نفسك غير قادر على المواصلة وستتراجع عن تقدمك سريعًا في البداية. على سبيل المثال إذا كنت تتعلم لغة ما، اجعل حافزك السفر أو التواصل مع شعوب أخرى أو زيادة فرص عملك أو رفع راتبك أو غير ذلك.
2. وضع خطة
لا يعني أنك تتعلم ذاتيًا بعيدًا عن الدراسة النظامية أن الأمر عشوائي، يجب أن تضع خطة للدراسة بالوقت والهدف، وإذا كان الهدف يستغرق شهورًا أو سنوات، يمكنك تقسيمه إلى أهداف صغيرة.
فمثلًا يمكنك تقسيم تعلم اللغة إلى التواصل السياحي السريع مثل التحدث إلى نادل المطعم أو مضيفة الطائرة أو البائع ثم فهم النصوص المكتوبة فهمًا عامًا ثم فهمًا جيدًا ثم الكتابة.
3. الالتزام بالخطة!
وضع الخطط سهل وإنما الصعب هو الالتزام بها؛ توقع أن تجد معوقات كثيرة بعضها لا إرادي كأن تنشغل في العمل أو الدراسة أو الأمور العائلية. التزم بخطة التعلم الذاتي قدر الإمكان مع مراعاة المسؤوليات والالتزامات الأخرى، ويمكنك دائمًا التعرّف على أساليب إدارة الوقت الناجحة التي تتيح لك تخصيص ما يكفي من الوقت لعملية التعلّم الذاتي.
4. قياس النجاح من حين لآخر
قس مدى ما حققته، فمثلًا إذا كنت تتعلم مهارة أو لغة، فاختبر درجة إتقانك لها. قياس النجاح مهم، وقد يغفل عنه كثيرون.
5. لا تخف من ارتكاب الأخطاء:
حاول توماس إديسون صنع المصباح الكهربائي، لقد فشل ألف مرة حتى تمكن من تشغيله، وعندما سئل عن ذلك كان جوابه: «لم أخفق ألف مرة، لقد اكتشفت ألف طريقة لعدم صنع مصباح كهربائي»، في سعيك لتعلم مهارة معينة، تكون الأخطاء محتملة جداً لكن الفشل هو خيار.
كيف تعرف أنك تحرز تقدماً أو ما زلت على الطريق الصحيح؟
سجل تقدمك، إذا لم يكن لديك ملاحظات أو أي نوع من أشكال التسجيل، فسيكون من الصعب تتبع المسار، تساعد كتابة الأشياء في توضيح أهدافك ورؤيتك، كما يجب عليك كتابة أهدافك وموعد تحقيقها.
التعليم الذاتي طريق مهم فعلا للتعلم في كل المجالات