مفهوم – يحفل التّاريخ الإسلامي منذ بداية الدعوة الإسلامية وحتى وفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بعدد كبير من الغزوات، التي أشرف فيها الرسول على الجيوش، رغم أنّ بعضها تمت بلا قتال مع الطرف الآخر.
جرت جميع هذه الغزوات في القرن السابع الميلادي لأسبابٍ مختلفة، وتم فيها النزاع مع أطراف تحمل العداء والكره للمسلمين. وقد بلغ عدد غزوات الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، سبعاً وعشرين غزوة.
تعريف الغزوة في اللغة
هو ” السير إلى قتال العدو “، ومن ضمن هذه الغزوات، تسع غزوات فقط جرى القتال فيها، أما الغزوات الباقية فقد تم فيها تحقيق الأهداف دون أيّ قتال، وقد كانت المدة الزمنية للغزوات، ممتدة عبر ثمانية أعوام، ما بين العام الثاني من الهجرة، إلى العام التاسع من الهجرة، وقد تجمّع أكبر عدد من الغزوات في العام الثاني من الهجرة، حيث خاض المسلمون ثماني غزوات في عامٍ واحد.
من الثّابت في الصّحيحين أنّه قيل لزيد بن أرقم:” كم غزا النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – من غزوة؟ قال: تسع عشرة، قيل: كم غزوة أنت معه؟ قال سبع عشرة قلت، ـ القائل هو ابو اسحاق السبيعي الرّاوي عنه – فأيّهم كانت أوّل؟ قال: العسيرة أو العشيرة “، وأمّا أهل السّير فقد نقلوا أنّ غزوات النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – كانت خمس وعشرون، وقيل سبع وعشرون، وقيل تسع وعشرون.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر بعدما أورد هذه الأقوال طريقةً للجمع بينها، ومنها أنّ من أشار إلى العدد الكثير احتسب كلّ وقعة على حدى، حتى وإن كانت قريبةً مع غيرها في الزّمن، وأنّ من أشار إلى العدد القليل أو المتوسّط ربّما قام بجمع غزوتين متقاربتين زماناً، وبالتالي قام باحتسابهما كغزوة واحدة، مثل الخندق، وبني قريظة، وحُنين، والطائف.
وأمّا السّرايا فقد كانت أكثر عدداً من الغزوات، وأمّا الخلاف في عدد أنّها من نحو الأربعين إلى السّبعين سريةً، وقد أشار الحافظ في الفتح في آخر كتاب المغازي:” وقرأت بخطّ مغلطاي أنّ مجموع الغزوات والسّرايا مائة “.
وقد ذُكر أنّ عدد مغازي الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – التي غزاها بنفسه هي سبع وعشرون غزوةً، وأنّ السّرايا التي بعثها كانت سبعاً وأربعين سريّةً، وقد قاتل في تسع غزوات هي: بدر، وأحد، والمريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، وفتح مكّة، وحُنين، والطائف. وأمّا بعض الرّوايات فقد ذكرت أنّه قد قاتل في بني النّضير أيضاً، ولكنّ الله سبحانه وتعالى قد جعلها له نفلاً خاصّاً، وقد قاتل في غزوة وادي القرى بعد انصرافه من خيبر، وقاتل في الغابة.
أسماء غزوات الرسول ونتائجها
غزوة الأبواء
تمت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في منطقة ودان، وكانت نتيجتها، عمل معاهدة تحالف بين المسلمين وعمرو بن مخشي الضمري، وهو السيد في قبيلته، وكان نص المعاهدة كالتالي : “هذا كتاب من محمد رسول الله لنبي ضمرة، فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وإن لهم النصر على من رامهم إلا أن يحاربوا دين الله، ما بل بحر صوفة، وإن النبي إذا دعاهم لنصره أجابوه”.
غزوة بواط
قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في منطقة بواط، وكانت نتيجتها أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام وصل إلى بواط من جهة جبل رضوى، ثم عاد للمدينة المنورة، وفي الطريق التقى مع قريش وبني أمية.
غزوة العشيرة
حدثت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة في منطقة العشيرة، وكانت النتيجة أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام أودع بني مدلج وجميع حلفائهم، وهم من بني ضمرة، في منطقة ذي العشية، وهي مكان بين مكة والمدينة المنورة.
غزوة بدر الأولى
قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة في منطقة هوادي سفوان، وقد كانت النتيجة أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام خرج للقاء كرز بن جابر الفهري، بعد أن هجم على مواشٍ تعود لأهل المدينة المنورة، لكن الرسول لم يدركه، ولاذ كرز بالفرار.
غزوة بدر الكبرى
حدثت في العام الثاني من الهجرة في منطقة بئر بدر، وقد انتصر فيها المسلمون بعد أن استشهد اثنان وعشرون صحابياً، وقُتل من المشركين سبعون مشركاً، وجُرح سبعون، وتعتبر غزوة بدر الكبرى، تاريخاً فاصلاً في تاريخ المسلمين، حيث علت هيبتهم، وقويت شوكتهم.
غزوة بني السليم
تمت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، وانتهت بلا قتال، حيث همّ بنو غطفان وبنو سليم بغزو المدينة، لكنهم بمجرد أن رأوا جموع المسلمين، عادوا من حيث أتوا.
غزوة بني قينقاع
وكانت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، وقد تم فيها إبعاد بني قينقاع عن المدينة المنورة، لكثرة شرورهم.
غزوة السويق
قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، ولم تتم فيها مواجهة، وذلك لهروب رجال قريش المبعوثين من أبي سفيان لحرق النخيل في المدينة.
غزوة ذي أمر
حدثت هذه الغزوة في العام الثالث من الهجرة، وانتهت بلا مواجهة، وتراجع بنو ثعلبة وبنو محارب عن غزو المدينة، وإسلام الشخص الذي أراد أن يقتل رسول الله عليه الصلاة والسلام.
غزوة أحد
تمت هذه الغزوة في العام الثالث من الهجرة، وانتهت بخسائر فادحة للمسلمين، بعد أن خالف الرماة على الجبل، أوامر النبي عليه الصلاة والسلام، واستطاعت قريش بقيادة خالد بن الوليد، الانتصار.
غزوة حمراء الأسد
هذه الغزوة قامت في العام الثالث من الهجرة في منطقة حمراء الأسد بعد يوم أحد بيوم، وخرج المسلمون للإغارة على معسكرات العدو، حتى لا يظنون أن المسلمين ضعفاء.
غزوة بني النضير
في العام الرابع من الهجرة قامت هذه الغزوة، وتم فيها إبعاد يهود بني النضير عن المدينة المنورة، بعد أن أرادوا قتل الرسول عليه الصلاة والسلام، والغدر بالمسلمين والكيد لهم، فتم إجلاؤهم عن أرض خيبر.
غزوة ذات الرقاع
في العام الرابع من الهجرة تمت هذه الغزوة وانتهت بلا قتال، فبعد أن قرر بنو غطفان وبنو ثعلبة الإغارة على المسلمين، تجهزت جموع المسلمين لقتالهم، فدبت في قلوب المشركين الرعب، وهربوا من المواجهة.
غزوة بدر الآخرة
قامت هذه الغزوة في العام الرابع من الهجرة، وانتهت بلا مواجهة، فعندما نزل أبوسفيان بناحية الظهران، خرج الرسول عليه الصلاة والسلام إليه، فلما علم أبو سفيان بقدوم الرسول، رجع، فرجع الرسول كذلك.
غزوة دومة الجندل
حدثت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري، بعد أن وصل لأسماع النبي عليه الصلاة والسلام أنّ المشركين حين كانوا مجتمعين في دومة الجندل، قرروا الإغارة على المسلمين، لكن تبين أنّها مجرد كذبة، ولم يحدث قتال بين المسلمين وغيرهم.
غزوة بني المصطلق
قامت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري، وذلك بعد أن علم الرسول عليه الصلاة والسلام، أنّ بني المصطلق يعدون العدة لمواجهة المسلمين، فذهب لملاقاتهم، وقد انتصر المسلمون على بني المصطلق، ووقع بعضهم في الأسر، وأطلق سراحهم جميعاً.
غزوة الخندق
في العام الخامس الهجري تمت هذه الغزوة بعد أن علم المسلمون أن اليهود يحرضون قريش، والقبائل العربية ضدهم، فحفروا خندقاً حول المدينة المنورة، وفشل الأعداء في حصارهم، وعادوا خائبين إلى ديارهم، دون مواجهة المسلمين بالقتال.
غزوة بني قريظة
قامت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري فبعد أن همّ بنو قريظة بغدر معاهدة الصلح بينهم وبين المسلمين، فكلف الرسول عليه الصلاة والسلام رجلاً منهم ليحكم حسب التوراة التي يؤمنون بها، وكان حكمه قتل أربعمئة رجل.
غزوة بني لحيان
في العام السادس الهجري قامت هذه الغزوة وانتهت بتفرق بني الرجيع، وهروبهم من المواجهة، خوفاً من المسلمين.
غزوة ذي قرد
في العام السادس الهجري حدثت هذه الغزوة وانتهت بلحاق الرسول عليه الصلاة والسلام خيل غطفان، وقائدها عيينة الفزاري، الذين أغاروا على متاع لرسول الله، وقتلوا رجلاً من المسلمين، فوقعت امرأته في الأسر، ولحقهم الرسول عليه الصلاة والسلام.
صلح الحديبية
بدأ هذا الصلح في العام السادس الهجري في منطقة الحديبة، وتم فيه عقد معاهدة صلح بين المسلمين وقريش، وقد كان المسلمون تحت قيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقريش بقيادة عمرو بن سهيل القرشي، وكانت مدة الصلح عشر سنوات.
غزوة خيبر
وقعت في العام السابع من الهجرة، وقد أفشل المسلمون بقيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، مخططات يهود خيبر، في الإغارة على المدينة المنورة، فانتصر المسلمون.
غزوة عمرة القضاء
حدثت في العام السابع من الهجرة، وقتل فيها واحد وعشرون شخصاً من اليهود الذين يسكنون القرى.
فتح مكة
قام المسلمون بفتح مكة المكرمة، وعفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جميع أهلها، دون أيّة شروط.
غزوة حنين
وقعت أحداثها في العام الثامن من الهجرة، في وادي حنين، وانتهت بإطلاق سراح جميع الأسرى، دون أي فداء، ومنحهم الكسوة.
غزوة الطائف
حدثت في الطائف، وانتهت بفك الحصار عن أهلها، بعد أن حاصرهم المسلمون شهراً كاملاً، وأشهروا إسلامهم.
غزوة تبوك
وقعت هذه الغزوة في عام العسرة في شهر رمضان المبارك، وكان الجو شديد الحرارة، ولم تتم فيها المواجهة بين المسلمين والروم، وذلك بسبب الرعب الذي أصاب قلوبهم، فتراجعوا عن محاربة المسلمين.