مفهوم – الذكاء الاصطناعي كمصطلح، كي يمكن تفسيره وربطه بكرة القدم بشكل يسهل استيعابه، هو مجموعة من الخصائص التي تتسم بها برامج الحاسب الآلي، وأسلوب عمل يجعل تلك الخصائص تحاكي القدرات الذهنية البشرية، ومن ثم يمكنها القدرة على الاستنتاج وأخذ ردة فعل على أوضاع لم تتم برمجتها آليا.
أما عن علاقة ذلك بكرة القدم، فقد نشر موقع “ذا كونفرزيشن” البريطاني، العام الماضي، تقريراً تفصيلياً عن الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن لمدربي كرة القدم الاستفادة منه، وقد بني التقرير على تحليلات لبوب برادلي وهو عالم مختص في الشؤون الرياضية في جامعة جون موريس بمدينة ليفربول الإنجليزية، وآندي لوز مدير البرامج في قسم علوم الحاسب بالجامعة ذاتها، بالإضافة لجاك آيد الذي يقوم بدراسات عليا في نفس الجامعة عن الذكاء الاصطناعي.
وكان الهدف الأساسي من التقرير شرح الكيفية التي يمكن من خلالها لمدربي كرة القدم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة حركة اللاعبين داخل الملعب، بشكل أكثر فاعلية.
ويقول التقرير إن الهدف من الذكاء الاصطناعي في جزئية كرة القدم، ليس فقط الاكتفاء بالكشف عن المسافة التي قطعها لاعب خلال مباراة، إنما تفسير أسباب بذل هذا المجهود، ومن ثم ستكون لدى المديرين الفنيين القدرة على معرفة هل يلتزم اللاعبون بالخطة الموضوعة أم لا.
وفي تأكيد على أهمية الذكاء الاصطناعي، أشار التقرير إلى أن: “هذه التقنية بات مأمولا أن تفسر مجموعات المعلومات والإحصائيات البدنية والتكتيكية الخاصة باللاعبين، ومن ثم يتم الوصول إلى رؤية أفضل للمدربين واللاعبين والمديرين وعلماء الرياضة”.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، فإن هناك مشروعا يتم العمل عليه بالتعاون بين قسمي علوم الرياضة والحوسبة في جامعة جون موريس.
والهدف المعلن بحسب التقرير المنشور في الصحيفة البريطانية هو: “خلق منتج يمكن لفرق الصفوة أن تستخدمه لمراقبة اللاعبين، حيث سيتم ربط تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، بغية الوصول إلى مفهوم يمكنه تفسير الأنشطة التكتيكية الخاصة بالمباراة، ومن ثم يمكن للفرق أو بمعنى أصح أجهزتها الفنية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد مواطن الضعف والقوة في الفرق التي يتولون تدريبها وكذا في الخصوم.
كيفية تطبيق التقنية
اعتمدت الدراسة على تحليل أداء لاعبي فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، وتم التركيز من خلال تحليل بالفيديو على تحليل المسافات التي يركضها اللاعبون، وعلاقتها بالدور التكتيكي للاعب أو للخط بأكمله.
ولقد تبين أن المدافعين هم أقل من يبذلون جهداً على أرض الملعب، بينما الظهراء لم يحتوِ عملهم على الكثير من الجهد المتمثل في التغطية الدفاعية ثم أداء الأدوار الهجومية، سواء بالركض أو خلق الهجوم المرتد هم أكثر اللاعبين بذلاً للمجهود مع لاعبي وسط الملعب الارتكاز، بينما المهاجمون يأتون في المنتصف بين المدافعين ولاعبي الوسط.
وهناك توصيف آخر يتعلق بتوزيع المجهود عند امتلاك الكرة وعند فقدانها، فعلى سبيل المثال المهاجم يقوم ببذل مجهود أكبر في الحالة الهجومية، وأثناء تواجده في منطقة الجزاء، حيث يكون مطالبا وقتها بأقصى درجة من السرعة والحسم.
لماذا البحث عن تقنيات جديدة؟
يؤكد البحث البريطاني أنه على الرغم من توفير التقنيات التي باتت قديمة والمتعلقة بتفاصيل الجهد البدني، فإن هذه الإحصائيات لا تجيب عن سؤال خاص هو: ما الأسباب التكتيكية التي تتسبب في تحرك اللاعبين بهذا الشكل؟
وتقوم الدراسة أيضاً بتحليل العمل الجماعي الخاص بالفريق ككل مثل غلق المساحات أمام لاعبي المنافس بشكل جماعي.