تعليم قراءة الفاتحة قراءة صحيحة

مفهوم – سورة الفاتحة لها أهمية كبيرة في حياتنا لأسباب كثيرة، فهي أعظم سورة في القرآن الكريم، ودليل ذلك ما رواه البخاري وأحمد وأبو داود وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلي رضي الله عنه: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد.. فقال.. الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.

وكذلك فإن قراءة سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة بخلاف غيرها من السورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.

وهي أول سورة افتتح بها المصحف الشريف، ولذا سميت بفاتحة الكتاب، ولم ينزل في التوراة ولا الإنجيل سورة مثلها ولا أعظم منها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن.. رواه النسائي والترمذي وأحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.

وتعتبر سورة الفاتحة متضمنه جميع علوم القرآن، وذلك لأنها تشتمل على الثناء لله عز وجل، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته سبحانه، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم وكفاية أحوال الناكثين.

لذا سنتعلم اليوم كيفية قراءة الفاتحة قراءة صحيحة للكبار والصغار.

تفسير سورة الفاتحة

تفسير مختصر من تفسير العلامة عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – المسمى: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، مع شيء من الإضافة من موقع إسلام ويب، لأعظم سورة في كتاب الله عز وجل، ألا وهي سورة الفاتحة، فنقول وبالله التوفيق:

قوله: بسم الله، أي أبتدئ قولي كالقراءة أو علمي كالكتابة بسم الله ليبعد الشيطان وتنزل بركة الرحمن، وإعانته لي في قولي وعملي.

(الله) علم على ذات الله جل جلاله، ومعناه: المألوه المعبود المستحق للعبادة وحده لا شريك له، لما اتصف به من صفات الجلال والكمال سبحانه.

(الرحمن الرحيم): اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي شملت كل مخلوق، واختص الله برحمته الكاملة أولياءه المتقين، كما في قوله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ…) [لأعراف:156].

(الحمد لله): الحمد هو وصف المحمود بالكمال المطلق على كل حال، وقد روى ابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال النووي إسناده جيد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابته السراء قال: “الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وإن إصابته الضراء قال: الحمد له على كل حال”.

تصحيح الاخطاء الشائعة في قراءة سورة ( الفاتحة ) للكبار والصغار:

(رب العالمين): أي المربي للعالمين، وكل ما سوى الله فهو عالم. وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة، وخاصة.

فالعامة: هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.

والخاصة: تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه.

وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر، ولعل هذا هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.

(مالك يوم الدين): يوم الدين هو يوم القيامة، كما قال الله تعالى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ

وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الانفطار:15-19].

والمالك هو: المتصرف في كل شيء، فله الأمر والنهي، والعفو والمعاقبة وغير ذلك، وخص ملكه بيوم القيامة لظهوره للخلق تمام الظهور، واستسلام جميع ملوك الدنيا الذين ادعو لأنفسهم الربوبية والملك بغير حق في الدنيا، كفرعون وغيره، فينادي الله قائلاً: (لمن الملك اليوم) فلا يجيبه أحد فيقول: (لله الواحد القهار).

(إياك نعبد وإياك نستعين): أي نخصك وحدك بالعبادة والاستقامة، فلا نعبد إلا أنت ولا نستعين إلا بك، وذكره للاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى، فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي.

ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال صحيح على شرط الشيخين.

والعبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

والاستعانة هي: الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك، والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية.

(اهدنا الصراط المستقيم): أي دلنا ووفقنا إلى الصراط المستقيم وهو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وثبتنا عليه حتى الممات، فطلب المسلم للهداية معناه الزيادة منها والموت عليها.

والصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين (غير) صراط (المغضوب عليهم) وهم الذين عرفوا الحق وتركوه، أو غيروه وبدلوه كاليهود (ولا) صراط (الضالين) الذين تركوا الحق عن جهل وضلال كالنصارى.

قال ابن كثير: ولا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافاً يعني: أن اليهود هم المغضوب عليهم، والنصارى هم الضالون.

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا ما ذكره العلامة محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله في شرحه لسورة الفاتحة: أن بعض الناس إذا سمع مثل هذا يظن أنه مقصور على اليهود والنصارى فقط، والصواب أنه يتناول كل من عمل عملهم وسار سيرتهم.

ويستحب لمن يقرأ سورة الفاتحة أن يقول بعدها: آمين. وليست من الفاتحة قطعاً كما يتوهمه بعض العوام. ومعناها: اللهم استجب، والله أعلم.

شاركها

اترك تعليقاً