مفهوم – الشغف هو شعور بالحماس الشديد أو رغبة لا تُقاوم تجاه شيء ما، يمكن أن يكون الشغف اهتمامًا متلهفًا أو إعجابًا بفكرة أو مُقترح أو دعوى ما، أو تمتعًا حماسيًا باهتمام أو نشاط ما.
يأتي الشغف حينما تكون صادقًا مع نفسك، وتفعل ما يلهمك عقلك به دون جهد. عندما يكون ما تفعله متوافقًا مع طبيعتك، ستكتسب طاقة إضافية من القيام به بدلاً من أن تخسرها. ومن الجدير بالذكر أنّ كسب العيش من القيام بعمل أنت شغوف به هو من أعظم وأروع ما يمكن أن يحصل لك.
ولكن في مراحل مختلفة في حياتنا قد نفقد الشغف ونبحث في رحلة طويلة عن كيفية إستعادة الشغف مرة أخرى، سنتعرف خلال هذه المقالة على أسباب فقدان الشغف وطرق إستعادته.
أسباب فقدان الشغف
ويُعرَف المختص في الطب النفسي الدكتور مازن مقابلة الشغف بأنه الدافع النفسي الداخلي للإنسان لتحقيق غاية معينة سواء كانت مادية أو معنوية، لذلك هو وقود السعي والتغير والتطور، وفي حال فقدانه يُصبح الإنسان عاجزا من الداخل حتى لو كانت جميع الظروف الخارجية مناسبة.
ومن الجانب العضوي، يشرح مقابلة بأن هناك عديدا من النواقل العصبية في الدماغ مسؤولة عن وجود الشغف، أهمها الدوبامين، والسيروتونين، والأدرينالين وغيرها، وفي حال تدني مستويات هذه المواد في الدماغ، يتناقص شغف الإنسان تدريجيا وربما يفقده.
ولذلك تُقسم الأسباب المؤدية لفقدان الشغف إلى الأنواع الآتية:
أسباب مَرضية: كالأمراض الجسدية أو الاضطرابات النفسية مثل الفصام العقلي (الشيزوفرينيا)، واضطرابات المزاج (الاكتئاب، والاضطراب العاطفي ثنائي القطب)، واضطرابات القلق والتوتر، والوسواس القهري.
الإدمان: سواء كان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية أو كان على سلوك معين، مثل: المقامرة، الألعاب الإلكترونية، هوس الشراء أو التسوق، الأكل العاطفي وغيرها، وجميع أنواع الإدمان هذه تعطي الإنسان شعورا بالنشوة المؤقتة التي تزول بسرعة وتعمل على استهلاك عديد من النواقل العصبية بشكل كبير، أهمها الدوبامين، وتؤدي إلى نضوبها في الدماغ.
أسباب غير مَرضية: منها تقييد حرية الإنسان أو إجباره على قول أو فعل ما لا يرغب فيه، وتجريد الإنسان وحرمانه من كرامته أو احترامه أو حقوقه الأساسية، مما يدفعه إلى التفكير في البقاء والنجاة فقط من دون أي رغبة في التطور أو التغير.
وينصح مقابلة بأن تكون الطرق العلاجية مبنية على استهداف مسببات فقدان الشغف، بحيث إذا كانت أمراضا جسدية، فيجب التوجه للأطباء من مختلف الاختصاصات لعلاجها، أما إذا كانت اضطرابات نفسية أو إدمانا، فيجب التوجه للأطباء والأخصائيين النفسيين.
طرق استعادة الشغف
يرشح الخبراء بعض الطرق للوصول إلى ذروة الإنجاز واستعادة الشغف، ومنها:
أخذ استراحة: خذ استراحة من شغفك، لا تفكر فيه أو تقلق بشأنه، وأبعده عن ذهنك لفترة من الوقت، وبمجرد أن تعود إليه مرة أخرى ستلاحظ نتائج جيدة.
وضع أهداف مختلفة لشغفك: قد تعاني نقص العاطفة بسبب الرتابة؛ من الصعب أن تظل مشرقا ومتحمسا لفعل الشيء نفسه مرارا وتكرارا. قد يساعد التنوع في تحفيز إبداعك وإعادتك إلى التدفق الصحيح للأشياء.
التفكير في سبب بدايتك: أحيانا يتم تأجيج الشغف لأننا ببساطة نشعر بقوة تجاه شيء ما، ربما لا يكون مربحا، وربما لا يوفر كثيرا من المكافآت أو حتى الشعور بالرضا.
البحث عن تغيير البيئة: ربما لم تفقد شغفك بشكل كامل، ويمكن للبيئة السامة أو الناس أن يفعلوا الكثير لقتل استمتاعك بنشاط ما، لذلك فكر في تغيير تلك البيئة وقد يتجدد شغفك.