فضل الحمد لله

مفهوم – الحمد لله من أعظم الكلمات والمعاني التي لها العديد من الفوائد والخيرات التي لا تحصى، حيث تبدأ سورة الفاتحة بالحمد.

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، وهو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه.

وفي تعريف الحمد قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: “اشتهر عند كثير من العلماء من المتأخرين أن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية، والشكر لا يكون إلا على المتعدية، ويكون بالجنان واللسان والأركان.

والله تعالى افتتح الخلق بالحمد، وختم أمر هذا العالم بالحمد، فقال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، وقال: ﴿ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75].

فضل الحمد لله

1- إحدى آيات السبع المثاني

إن “الحمد لله رب العالمين” لها فضل عظيم في القرآن الكريم، فهي إحدى آيات السبع المثاني في سورة الفاتحة، فعن أبي سعيد اليعلي رضي الله تعالى عنه قال: مرَّ بي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أُصلِّي، فدَعاني فلم آتِهِ حتى صلَّيتُ، ثم أتَيتُ فقال: «ما منَعك أن تأتيَ». فقلتُ : كنتُ أُصلِّي ، فقال : «ألم يقُلِ اللهُ» : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} . ثم قال: «ألا أُعَلِّمُك أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن أخرُجَ منَ المسجدِ » . فذهَب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليخرُجَ منَ المسجدِ فذَكَّرتُه، فقال: « {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه»

2- سبب في مغفرة الذنوب وجلب الرزق والرحمة

لا ريب أن مغفرة الذنوب وطلب الرحمة من الله تعالى من أهم مقاصد المسلم، والمسلم يتذلل لله الرزاق دوما في طلب الرزق والبركة، وكل هذه النعم كان من أسباب تحقيقها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: “جاء رجلٌ بدويٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ علِّمْني خيرًا قال : قل: «سبحان اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، والله أكبرُ» .

قال: وعقد بيده أربعًا ؛ ثم رتَّب فقال : (سبحان اللهِ ، والحمدُ لله ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ) ، ثم رجع ، فلما أراه رسولُ اللهِ تبسَّم ، وقال : «تفكَّر البائسُ» . فقال : يا رسولَ اللهِ ! ( سبحان الله ، والحمدُ لله ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ) ، هذا كلُّه لله ، فما لي ؟ فقال رسولُ اللهِ : «إذا قلتَ : (سبحان اللهِ) ؛ قال اللهُ : صدقتَ. وإذا قلتَ : (الحمدُ لله) ؛ قال اللهُ : صدقتَ . وإذا قلتَ : (لا إله إلا اللهُ ) ؛ قال اللهُ : صدقتَ . وإذا قلتَ: ( اللهُ أكبرُ)؛ قال اللهُ : صدقتَ . فتقول: ( اللهمَّ اغفِرْ لي ) ، فيقول اللهُ : قد فعلتُ . فتقول : ( اللهمَّ ارْحمْني) ؛ فيقول اللهُ : قد فعلتُ . وتقول : (اللهمَّ ارْزُقْني) ؛ فيقول اللهُ: قد فعلتُ.» قال: فعقد الأعرابيُّ سبعًا في يدَيه” صححه الألباني في (صحيح الترغيب:1564).

3- أفضل الدعاء

بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن أفضل دعاء يقوله المسلم هو “الحمد لله”، ولذا فهو أكثر السبل تقربا لله سبحانه لنيل المطالب من الله الكريم، فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضلُ الذكرِ لا إله إلا اللهُ وأفضلُ الدعاءِ الحمدُ للهِ».

4- سبب في محبة الله الودود

إن الحمد من أحب الكلام إلى الله تعالى، فعن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ» (مسلم:2137)، وهذا الحديث الشريف يدفع المسلم إلى اكتساب هذه المحبة العظيمة بكثرة قول “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”، فمن أحبه الله الودود فاز في الدنيا والآخرة.

5- أحب إلى الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مما طلعت عليه الشمس

أجمل ما يتزين به المسلم هو محبة الله تعالى ومحبة الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتستوجب تلك المحبة الاقتداء ومتابعة ما يحبه الله تعالى والنبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومن منابع هذه المحبة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لأَنْ أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر – أحَبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس».

شاركها

اترك تعليقاً