مفهوم – تعتبر القيلولة أحد الحلول السحرية لإستعادة النشاط والحيوية خلال اليوم، بالرغم من قصر مدتها ولكنها لها العديد من الفوائد الصحية المتنوعة.
القيلولة هي سُنة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأكَّدت على فوائدها الصحية العديد من الدراسات، ومنها دراسة أجريت في اليونان، ونُشِرت في الولايات المتحدة أكدت أن أخْذ القيلولة ثلاث مرات في الأسبوع مفيد للقلب، ويحد بشكل كبير من الوفَيات الناجمة عن الأمراض القلبية، لا سيما لدى الرجال.
وتظهر نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يأخذون القيلولة بانتظام؛ أي: بمعدل 30 دقيقة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، هم أقل تعرضًا لوفاة مرتبطة بأمراض قلبية من أولئك الذين لا يتبعون هذه العادة، حسب ما أشار باحثون في مدرسة الطب في هارفارد ببوسطن (ماساشوستس، شرق) وجامعة الطب في أثينا.
لا تتردوا في أخذ قيلولة:
وبحسب الدراسة، فإن قيلولة بعد الظهر يمكن أن تحد من احتمال الوفاة جرَّاء مرض في القلب؛ لأنها تخفف من التوتر المعروف بمرض العصر.
وقال البروفسور ديميتريوس تريخوبولوس، أحد واضعي الدراسة التي نشرتها المجلة الأمريكية “أركايفز أوف إنترنل ميديسين”، أن “الرسالة الواضحة هي لا تترددوا في أخذ القيلولة إذا سنحت لكم الفرصة”.
وتظهر الدراسة – التي نشرت خبرها وكالات الأنباء العالمية – الآثار الإيجابية للقيلولة الشائعة، خصوصًا في دول المتوسط، لدى الرجال العاملين بشكل خاص، ويقول أبرز واضعي الدراسة الدكتور أندرونيكي ناسكا أن هذه الآثار هي أقل تجلِّيًا لدى غير العاملين، ومعظمهم من المتقاعدين.
أما بالنسبة للنساء العاملات، فلم يتم التمكن من إثبات هذه الآثار الإيجابية، وتعذُّر الوصول إلى نتيجة في هذا الشأن.
وكانت الحكومة الفرنسية كشَفت في الآونة الأخيرة عن برنامج لحث الفرنسيين على النوم أكثر وبشكل أفضل، آخذة بعين الاعتبار احتمال الترويج للقيلولة، باعتبار أن ربع الفرنسيين يعانون من الأرق.
وشملت الدراسة 23681 رجلاً وامرأة، يقيمون في اليونان وجميعهم بصحة جيدة على فترة بلغ معدلها 6.3 سنة.
سنة نبوية:
والقيلولة من السنن النبوية التي هجرها الناس مع كثرة مشاغل الحياة وازدحام الأعمال، فإذا كانت هناك دعوة عالمية لأخذ القيلولة لفوائدها الصحية، فإننا كمسلمين نأخذ القيلولة اقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وابتغاءً للأجر من عند الله بتطبيق السنة النبوية.
أخرج ابن ماجه بسنده عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة))، وفي صحيح البخار ي عن أنس بن مالك قال: “كنا نبكر بالجمعة، ونقيل بعد الجمعة”.
فوائد القيلولة
للقيلولة النهارية العديد من الفوائد الصحية، مثل:
التخفيف من التعب والإرهاق اليومي.
الشعور بالاسترخاء.
زيادة مستويات التنبه والتركيز.
تحسين الحالة المزاجية.
تحسين القدرة على القيام بالمهام المختلفة.
تحسين المهارات اللازمة لحل المشاكل المعقدة والقدرات الإبداعية (خاصة إذا كانت القيلولة من 20-90 دقيقة، ولكن لا ينصح العلماء بإطالة القيلولة لهذا القدر).
تحسين صحة القلب، وذلك نظراً لما للقيلولة من قدرة على تخفيف مستويات التوتر.
ينصح العلماء عموماً بالابتعاد عن تناول القهوة في فترة الظهيرة والاستعاضة عنها بقيلولة قصيرة لاستعادة النشاط والتركيز.
زيادة التركيز: بعد 20 دقيقة من الإغفاء، يمكنك العمل بشكل أكثر تركيزاً، ويزداد معدل انتباهك ويتغلب على أدنى مستويات طاقة الجسم عند الظهيرة. وفقاً لخبراء النوم يزداد الأداء الذهني بعد نوبة النوم خلال النهار بنسبة 35 بالمائة تقريباً، لتصبح أكثر إنتاجية في العمل.
قوة بدنية أكبر: كما يزداد الأداء البدني بشكل كبير عن طريق قيلولة الظهيرة القصيرة.
سهولة إنقاص الوزن: توصلت دراسة للرابطة الأمريكية لدراسات السمنة في لاس فيغاس أن قلة النوم تؤدي إلى ارتفاع مخاطر خطر زيادة الوزن والسمنة. ووجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة أكسفورد أن التعب يحفز الشهية. مع مقدار النوم المناسب يمكنك أيضاً التأثير على عاداتك الغذائية ووزن جسمك.
تعزيز الصحة: درست كلية الطب بجامعة أثينا ومدرسة هارفارد للصحة العامة العلاقة بين قيلولة منتصف النهار والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. وشارك فيها 23681 شخصاً وكانت عادات نومهم مختلفة في بدء الدراسة التي استمرت لعدة سنوات. وكانت النتيجة: الأشخاص الذين يداومون على قيلولة الظهيرة، تقل لديهم مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 37 بالمائة.
دفق من هرمونات السعادة: ليس هناك أفضل من الإغفاءة القصيرة وقت الظهيرة لتشعر بمزاج رائق. فخلالها يزداد إفراز هرمون السعادة “السيروتونين” في دمك.
ما أفضل طريقة لأخذ قيلولة؟
للحصول على أقصى استفادة من القيلولة، اتبع هذه النصائح:
احرص على قصر فترة الغفوات: اعمل على أن تكون القيلولة لمدة 10 إِلى 20 دقيقة. كلما زادت مدة القيلولة، زادت احتمالية الشعور بأنك مترنح. ومع ذلك، قد يكون الشباب قادرين على تحمل غفوات أطول.
لتكن غفوتك في فترة ما بعد الظهر: فإن الغفوات التي تكون بعد الثالثة مساءً يمكن أن تتداخل مع فترة النوم بالليل. وقد تلعب العوامل الفردية، مثل حاجتك للنوم، وجدول نومك، وعمرك، وتناولك للأدوية، دورًا في تحديد أفضل وقت من يوم لتغفو فيه.
هيئ لنفسك بيئة مريحة: خذ قيلولة في مكان هادئ ومظلم بدرجة حرارة غرفة مريحة وأقل قدر من الإزعاج.