مفهوم قانون الجذب ونقاط تعارضه مع الاسلام

مفهوم – ينص قانون الجذب على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا.

بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذه الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه.

قانون الجذب الفكري ليس جديداً وليس من معطيات القرن الواحد والعشرين ولكنه قانون قديم، ولكن نسي العالم بشأن هذا القانون لفترة طويلة حتى أواسط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلى العالم ويصبح علما معترفا به بدأ علماء هذا العلم بإحياء هذا القانون من جديد وهم يصرون على أن جميع من أنجزوا شيئا مهما في حياتهم أو بلغوا مستويات عالية من النجاح في الحياة قد طبقوا هذا القانون في حياتهم بشكل أو بآخر.

نقاط تعارض قانون الجذب مع الاسلام

1- قانون الجذب يدعو للإعتماد على الأفكار بينما الاسلام يدعو إلى العمل لأن الله تعالى أمر بالعمل والسعي في الأرض، ورتب الرزق على بذل الأسباب، وليس على الأماني والخيالات، قال تعالى : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) الملك/15

وأما مصادمته للعقل فلأن الاعتماد على الأماني والأحلام يعني خراب العالم، وتعطل مصالح أهله ، وإهدار ما أنجزته البشرية خلال قرون من معارف وعلوم وحضارات، إذ مقتضى هذه النظرية ، أن المريض لا يطلب الدواء ولا يحتاج إليه ، والناس لا يحتاجون إلى مهندسين وبنائين وعمال ، فما على المحتاج إلا أن يفكر تفكير إيجابياً فيما يريد، ثم يطلب من الكون – عياذا بالله – تحقيق مراده ، دون عمل أو بذل.

2- غلو فكرة قانون الجذب في تعظيم ذات الإنسان، وإعطائه هالة من القداسة والعظمة، واعتقاد أنه ذو قدرات مطلقة، وطاقات هائلة، تبلغ به حد القدرة على الإيجاد والخلق، فكل ما يقع بالإنسان من خير وشر فهو من خلقِه وإيجاده.

3- الدعوة إلى التعلق بالكون رغبة وسؤالاً وطلباً، فإذا أردت شيئاً فما عليك إلا أن تتوجه بطلبك للكون، والكون سيلبي طلبك ولا بد، والإسلام إنما يدعو لتعليق القلب بالله جل وعلا فإليه الرغبة والتوجه، والسؤال والطلب، والتوجه إلى غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه من الشرك، أعاذنا الله منه.

4- معارضة فكرة قانون الجذب لعقيدة القضاء والقدر، حيث ينكر الكتاب أن الله قد كتب مقادير الخلائق، وأنه سبحانه قد قدّر المقادير، فهو يرى كما يرى غلاة القدرية ممن ينكر القضاء والقدر أن ما يقع في الكون لم يدخل في علم الله من قبل ، ولم يسبق به كتاب ولا شك أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان لا يصح إيمان العبد إلا به.

5- تعتمد فكرة قانون الجذب على الأنانية، والتمحور حول الذات، والانسلاخ من مختلف القيم الشرعية والضوابط الخلقية، واللهث خلف شهوات النفس وملذاتها، فمعيار الفعل أو الترك هو في مقدار ما يجلبه ذلك الشيء من البهجة واللذة، وبمقدار محبته، فما كان محبوباً فليفعل وما كان مبغوضاً فليجتنب، دون مراعاة للخلق والدين، ولا شك أن هذا معارض للقيم الشرعية والخلقية، فالمسلم مضبوط بإطار ديني وخلقي لا يصح له أن يخرج عنه ولا أن يتجاوزه، فما أمر الله به فهو الواجب، وما نهى عنه فهو المحرم، وما أباحه فهو المباح، والواجب الالتزام بأحكام الشريعة والدين.

طرق تفعيل قانون الجذب بشكل معتدل

هناك بعض الطرق البسيطة التي يمكننا من خلالها ممارسة هذا المفهوم القوي لقانون الجذب، لرؤية التغييرات في حياتنا من أهمها:

كن في حالة امتنان

يعد الامتنان مكبرا للطاقة يضعنا في حالة تجل قوية، ومفتاح ذلك ممارسة الامتنان للأحداث والأشياء التي تشعرنا بالرضا والامتنان لها، وذلك بتدوينها كل يوم أو تذكرها بضع دقائق قبل النوم.

التصور والخيال

قال أينشتاين، “الخيال هو كل شيء، إنه معاينة عوامل الجذب القادمة في الحياة”، يجب أن يكون التخيل واقعيًا لدرجة أننا يجب أن نشعر وكأن الحدث نعيشه في تلك اللحظة نفسها، ونشعر بالحدة العاطفية والعقلية لحدوثه.

نم في سلام واستيقظ سعيدا

يستهلك عقلنا كميات كبيرة من الطاقة في النهار، بينما ينظف دماغنا نفسه أثناء النوم، عن طريق تنظيف النفايات، التي تطفو حوله، وهي في الغالب بروتين متبقي، يمكن أن يشكل كتلًا سامة لدماغنا، إذا لم تتم معالجتها وغسلها من خلال نظامنا اللمفاوي، يؤدي تراكم النفايات إلى “ضباب الدماغ”.

إضاءة منطقة السلام في عقلك

الممارسات التي تساعدنا على إنتاج الأوكسيتوسين في جسمنا، مفيدة جدا للحصول على نوع من السلام الداخلي، مثل التأمل اليقظ، الحركة والرقص، والبهجة، وكلها تساعد على تسريع عملية الجذب لما نريده.

تحديد أهداف قابلة للتحقيق وقابلة للقياس

إن وجود أهداف واضحة يمكننا تصورها، تساعدنا على تحديد النوايا الصحيحة، ثم وضع نقاط انطلاق قابلة للتحقيق، أمر ضروري لتحويل أحلامنا إلى حقيقة، حيث يكون من السهل أن نحقق النجاح. عندما نرفع ذبذباتنا لتشابه ذبذبات أهدافنا.

شاركها

اترك تعليقاً