جدل في أمريكا بسبب من يدفع فاتورة الإنترنت خلال أزمة كورونا

مفهوم – من يدفع فاتورة الإنترنت.. سؤال أثار جدل ونقاش في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تفشي فيروس كورونا.

فقد دفع تفشي فيروس كورونا العديد من الأنشطة التجارية والاجتماعية للتواصل مع عملائها عبر الإنترنت، وبالنسبة للبعض أصبح الإنترنت رابطا مهما لما يحبونه والأشياء التي يحتاجونها، ولهذا يجد نصف الأمريكيين أن الإنترنت مهم جدا، ولكنهم يختلفون بشأن من يجب أن يتحمل تكلفته.

فقد وجد استطلاع جديد أجراه مركز بيو للأبحاث أجري في أوائل أبريل الماضي، أن ما يتجاوز نصف البالغين في الولايات المتحدة (53%) يقولون إن وجود الإنترنت كانت ضرورية لهم شخصيا خلال الوباء، في حين رأى 34% أنها “مهمة ولكنها ليست ضرورية”.

وتحتدم نقاشات الأميركيين عندما يتعلق الأمر باستخدام الإنترنت، وتظهر الفجوة الرقمية -أي الفجوة بين أولئك الذين لديهم قدرة على استخدام التكنولوجيا وبين من لا يستطيعون الوصول إليها- اختلاف قدرات الأميركيين على إكمال المهام اليومية أو حتى العمل المدرسي.

وأعلن الرئيس دونالد ترامب في الآونة الأخيرة عن خطط لمعالجة اتصال النطاق العريض في جهود الإغاثة الاقتصادية المستقبلية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا.

ويرى غالبية الأميركيين (62%) ممن شملهم المسح الجديد الذي أجري في الفترة من 7 إلى 12 أبريل الماضي، أن توفير اتصال إنترنت عالي السرعة لجميع الأمريكيين ليس مسؤولية الحكومة الفدرالية، ولا يجب أن تكون مسؤولة عن ضمان خدمات الهاتف المحمول للجميع.

كورونا والفجوة الرقمية.. التعليم للأغنياء

ونظرا لإغلاق معظم المدارس في جميع أنحاء البلاد وتحويل الفصول والمهام الدراسية عبر الإنترنت، أثار بعض صانعي السياسات مخاوف بشأن مدى نجاح الطلاب الأقل اتصالا رقميا في بيئة التعلم الجديدة هذه.

وعند سؤالهم عن دور المدارس في توفير التكنولوجيا للطلاب، قال 37% من البالغين إن المدارس يجب أن تتحمل مسؤولية تزويد جميع الطلاب بأجهزة حاسوب محمولة أو لوحية لمساعدتهم على إكمال واجباتهم المدرسية في المنزل أثناء تفشي الفيروس.

ويعتقد 43% أن المدارس يجب أن تتحمل هذه المسؤولية، ولكن فقط للطلاب الذين لا تستطيع أسرهم تحملها. وبشكل عام، يعتقد 80% من الأميركيين أن المدارس عليها هذا الالتزام الأخلاقي تجاه بعض الطلاب على الأقل، في وقت يقول فيه واحد من كل خمسة (19%) إن المدارس يجب أن لا تتحمل هذه المسؤولية تجاه أي طالب.

من جهتهم يعتقد أغلبية الديمقراطيين والجمهوريين -بما في ذلك المستقلون الذين يميلون إلى هذه الأحزاب- أن المدارس تتحمل مسؤولية توفير التكنولوجيا لبعض الطلاب على الأقل لمساعدتهم على إكمال واجباتهم المدرسية، وهناك اختلافات حزبية عندما يتعلق الأمر بفكرة تقديم أجهزة الحاسوب المحمولة أو الأجهزة اللوحية لجميع الطلاب.

ويعتقد حوالي 45% من الديمقراطيين أنه يجب إلزام المدارس بتوفير أجهزة الحاسوب لجميع الطلاب أثناء تفشي المرض، مقارنة بـ28% من الجمهوريين. ويعتقد الجمهوريون أكثر من الديمقراطيين أن المدارس ليست مسؤولة عن توفير حاسوب لأي طالب (29% مقابل 11%).

ووسط مخاوف من أن تعلم الطلاب قد يتضرر بسبب الإغلاق الواسع النطاق للمدارس، وجد استطلاع أوائل أبريل الماضي أيضا أن 94% من الآباء الذين لديهم أطفال في المدرسة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، يقولون إن مدرسة أطفالهم مغلقة حاليا بسبب تفشي المرض. ويقول جزء من هؤلاء الآباء إنه من المحتمل إلى حد ما أن أطفالهم سيعانون من العمل المدرسي بسبب قيود التكنولوجيا.

الفجوة الرقمية.. عبء يتحمله الفقراء

شمل هذا الاستطلاع أيضا جانبا رئيسيا آخر من الفجوة الرقمية، فبينما تنظر الغالبية العظمى من الأميركيين إلى تأثير الإنترنت بشكل إيجابي، حيث يقول ما يقرب من تسعة من كل عشرة إنها كانت أداة أساسية ومهمة خلال تفشي الفيروس، يساور العديد منهم القلق بشأن قدراتهم على دفع فواتير الإنترنت أو الهواتف المحمولة الخاصة بهم خلال الأشهر القادمة.

فحوالي 28% من أولئك الذين لديهم اتصال إنترنت عالي السرعة قلقون كثيرا بشأن الدفع مقابل هذه الخدمة على مدار الأشهر القليلة المقبلة، ويقول 30% من مالكي الهواتف الذكية إنهم قلقون بشأن دفع فاتورة هواتفهم المحمولة.

ما يقرب من نصف الأميركيين ذوي الدخل المنخفض قلقون من دفع فواتير النطاق العريض والهواتف المحمولة خلال الأشهر القادمة خصوصا مع زيادة المهام اليومية عبر الإنترنت، وتجدد الاهتمام حديثا بتأثير الفجوة الرقمية، حيث أظهرت استطلاعات المركز أنه لا تزال هناك نسبة من السكان غير متصلين رقميا بطريقة ما.

من يجب أن يتحمل فاتورة الفجوة الرقمية؟

السؤال الرئيسي في الجدل بشأن الفجوة الرقمية هو: ما هو الدور، إن وجد، الذي يجب أن تلعبه الحكومة في مساعدة أولئك الذين لا يستطيعون الوصول للإنترنت؟

في الآونة الأخيرة، بدأت بعض الولايات في أميركا في دعم الوصول إلى النطاق العريض لأولئك الذين يفتقرون حاليا إلى الإنترنت، في حين أعلن الرئيس ترامب عن خطط لمعالجة قضايا الاتصال أثناء تفشي المرض.

ويميل الديمقراطيون أكثر من الجمهوريين إلى الاعتقاد بأن الحكومة تتحمل مسؤولية ضمان الاتصال بالإنترنت والهاتف المحمول خلال هذه الفترة.

ولا يوجد دعم واضح للأغلبية بين أي من الطرفين، ولهذا فإن الديمقراطيين والمستقلين الذين يميلون إلى الحزب الديمقراطي هم أكثر احتمالا من نظرائهم الجمهوريين للاعتقاد بأن الحكومة يجب أن يكون لها دور في تقديم هذه الخدمات.

ويقول ما يتجاوز نصف الديمقراطيين (52%) إن الحكومة الفدرالية تتحمل مسؤولية التأكد من أن جميع الأميركيين لديهم اتصال إنترنت عالي السرعة في المنزل خلال تفشي فيروس كورونا، في حين أن 22% فقط من الجمهوريين لديهم هذا الرأي.

شاركها

اترك تعليقاً