سر محاولة مارك زوكربيرج تقليص وقت تصفح فيس بوك

مفهوم – عبّر رئيس شبكة فيس بوك الاجتماعية مارك زوكربيرج عن ارتياحه لتقلص الوقت الذي يقضيه المستخدمون على صفحاتهم في هذه الشبكة، وذلك بنسبة 5% خلال الفصل الأخير من عام 2017، وفق ما جاء في صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

وربطت لوفيغارو بين ارتياح زوكربيرج وبين ما مرت به شبكته الاجتماعية خلال 2017، مشيرة إلى أن هذا العام لم يكن سهلا لفيسبوك، إذ تعرض لسيل من الانتقادات بسبب نشره “أخبارا مزيفة” واتهامه بأنه استخدم منصة للتلاعب بـ الانتخابات الأميركية.. إلخ، وما نجم عن ذلك من آثار ضارة.

ونسبت لزوكربيرغ قوله “لقد أجرينا تغييرات أدت لتقليل الوقت الذي يقضيه المستخدمون على شبكتنا الاجتماعية بمقدار خمسين مليون ساعة يوميا، للتأكد من أن هذا الوقت بأعلى مستويات الجودة “.

لكن الصحيفة قللت من أهمية هذا العدد إذا ما وضع في إطاره العام، إذ إن فيسبوك ما فتئ يؤكد أن عدد مستخدميه وصل 1.4 مليار مستخدم يفتحون صفحاتهم بشكل يومي، وهو ما يعني أن متوسط نسبة تخفيض كل واحد منهم لوقته على هذه الشبكة الاجتماعية هي 0.03 ساعة أي دقيقتين، وهي مدة ضئيلة نسبيا.

وأرجعت لوفيغارو سبب “الخلل” الموجود بشبكة فيس بوك إلى أنها تشجع على إنشاء محتوى من مقاطع فيديو قصيرة، ومنشورات يراد منها فقط “المشاركة” والتعبير عن “الإعجاب”.

وأضافت أن الأفراد أو المنظمات ينشرون معلومات كاذبة لغرض وحيد هو تحفيز المستخدمين على القيام بردة فعل ما، ودفعهم إلى النقر على الصفحات وبالتالي تمكين منشئ المحتوى من جني عائدات الإعلانات.

وما يريده زوكربيرغ فعلا من إعلانه عن تقلص الوقت الذي يقضيه مستخدموه على صفحاتهم هو أن يقول للعالم إنه يدرك جيدا حجم مسؤوليته عن شبكته، وإنه يريد معالجة المشاكل المطروحة من خلال التركيز على الجودة بدلا من الكم، وهو بذلك يطمئن المعلنين القلقين من أن إعلاناتهم مدعومة بمحتوى مشكوك فيه، على حد تعبير الصحيفة.

وأكدت لوفيغارو أن هذا أمر جيد لمستقبل فيس بوك، إذ إنه كلما كثر المحتوى الفارغ الذي لا يراد منه سوى إشعال الشبكة تسبب ذلك في ملل المستخدم وربما جعله يولي ظهره للشبكة ككل، وما يريده فيسبوك إذن هو التخلص من هذا الاستهلاك السلبي للمحتوى، أو على الأقل التقليل منه.

وهذا هو ما رأت الصحيفة أنه (زوكربيرغ) أراد لفت الانتباه إليه عندما قال “من خلال التركيز على التفاعلات التي تبدو منطقية، أعتقد أن الوقت الذي يقضيه المستخدم في فيسبوك سيكون بجودة أعلى، إذ إننا إذا أعطينا قيمة أكبر لخدمتنا، سنعزز بذلك مجتمعنا وأعمالنا على المدى الطويل”.

شاركها

اترك تعليقاً