كل شئ عن شريحة نيورالينك Neuralink المزروعة في الدماغ

مفهوم – كل شئ عن شريحة نيورالينك Neuralink المزروعة في الدماغ، فبعدما أعلن إيلون ماسك نجاح شركته الناشئة نيورالينك Neuralink في زراعة أول شريحة في دماغ بشري، وهي خطوة مهمة للشركة التي تسعى إلى تمكين الناس يومًا ما من التحكم في حواسيبهم وهواتفهم باستخدام أفكارهم فقط.

وقال ماسك في منشور عبر منصة إكس: “إن المريض الذي خضع لعملية زراعة الشريحة في الدماغ يتعافى بنحو جيد، وإن النتائج الأولية للعملية تُظهر رصد زيادة الخلايا العصبية على نحو واعد”.

وفي منشور منفصل قال إيلون ماسك: “إن أول شريحة من نيورالينك يُطلق عليها اسم (Telepathy)”. وهو ما يعني التخاطر، وأشار إلى أن الشريحة ستُمكن الأشخاص من التحكم في الهاتف أو الحاسوب، ومن خلالهما يمكنهم التحكم بأيّ جهاز تقريبًا، فقط عبر التفكير.

كيف تعمل شريحة نيورالينك؟

شريحة نيورالينك التي تطورها الشركة هي في حجم العملة المعدنية تقريبًا، وتزرع في الدماغ البشري من خلال ثقب في الجمجمة. ويمتد منها ما يزيد قليلًا عن 100 قطب من الأقطاب الكهربائية المرنة – كل منها أرق من شعرة الإنسان بنحو 20 مرة – إلى المادة الرمادية في الدماغ، حيث تراقب النشاط الكهربائي لخلاياه، ثم تنقل الشريحة بيانات إشارات المخ التي تجمعها لاسلكيًا إلى تطبيق (نيورالينك)، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الإشارات، وترجمتها إلى نوايا وأفعال ونوايا.

يمكن لهذه التقنية أن تحقق نتائج غير عادية في حالات الشلل الرباعي نتيجة إصابة الحبل الشوكي العنقي أو التصلب الجانبي الضموري، وقد أكدت (نيورالينك) أنها تسعى إلى تطوير تقنيات تُمكّن المرضى المصابين بالشلل من المشي مجددًا، وتتيح للمكفوفين استعادة البصر، وتستطيع حتى معالجة الأمراض النفسية مثل: الاكتئاب.

ويطمح إيلون ماسك أيضًا إلى إتاحة الشريحة للجميع، مما يحسّن التواصل مع الأجهزة، ويساهم على حد قوله في احتواء الخطر الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على الحضارة البشرية.

متى بدأت نيورالينك؟

تأسست شركة نيورالينك في عام 2016 على يد إيلون ماسك ومجموعة من علماء الأعصاب، بهدف تطوير شرائح يمكن زراعتها داخل الدماغ البشري يمكن التحكم فيها عبر الأفكار فقط لمساعدة المرضى الذين يعانون من الشلل الرباعي في الحركة والتواصل مرة أخرى.

وفي عام 2019؛ قدم ماسك وأعضاء آخرون في الفريق التنفيذي لشركة (نيورالينك) التقنية التي يعملون عليها في عرض تقديمي، وأوضح العرض وقتها أن الشركة تعمل على تطوير جهازين، الأول: عبارة عن شريحة بحجم العملة المعدنية تُزرع داخل ثقب في جمجمة الشخص، مع توصيل أقطاب كهربائية إلى الدماغ لتسجيل الإشارات، والثاني هو روبوت يمكنه زرع الشريحة في غضون ساعة تقريبًا.

وقال ماسك وقتها إن الروبوت الجراحي يمكنه جعل عملية زرع الشريحة في الدماغ سهلة مثل جراحة العيون باستخدام الليزك. كما صرح أنه يأمل في إجراء عملية زرع لمريض بشري بحلول نهاية عام 2020، ولكن وفقًا للنتائج التي نشهدها الآن فقد تأخر توقع ماسك لمدة ثلاث سنوات حتى تحقق.

كيف حصلت الشركة على الموافقة لبدء التجارب السريرية البشرية؟

حصلت شركة نيورالينك في شهر مايو الماضي على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإجراء أولى تجاربها البشرية، بعد أن اجتازت الشركة الكثير من العقبات.

وأعلنت الشركة في شهر سبتمبر الماضي اختيار مرضى يعانون من الشلل الرباعي بسبب إصابة الحبل الشوكي العنقي أو التصلب الجانبي الضموري لتجربة الشريحة.

وقالت الشركة في منشور عبر مدونتها: “إن الغرض من التجربة البشرية الأولى هو تقييم سلامة الشريحة والروبوت الجراحي الذي يزرعها، فضلا عن اختبار قدرتها على قراءة شفرة النشاط العصبي وفكها”.

وقد أجرت شركة نيورالينك بالفعل اختبارات مكثفة على الحيوانات، وفي تلك الاختبارات، تمكنت القرود من ممارسة ألعاب الحاسوب باستخدام أدمغتها وحدها. ولكن هذه التجارب عرضت الشركة لانتقادات شديدة بسبب إجراء عمليات جراحية على الحيوانات، لا سيما الرئيسيات، إذ أعلنت منظمات مثل: لجنة الأطباء للطب المسؤول (Physicians Committee for Responsible Medicine)، أساءت الشركة لإجراء الكثير من تلك العمليات الجراحية.

متى ستتوّفر هذه الشرائح؟

تسعى الشركة من خلال هذه التجربة إلى تحديد التصميم الصحيح لجهازها تحديدًا دقيقًا، وفي العام الماضي، أعلنت نيورالينك نيتها إجراء ما يصل إلى 11 عملية جراحية هذا العام.

ويجرى هذا النوع من الدراسات عادةً على 5 أو 10 مرضى، ويستمر لمدة تصل إلى عام واحد. ثم تلحق به دراسة الجدوى، ثم دراسة محورية تشبه تقريبًا دراسة المرحلة الثالثة على دواء جديد. وإذا سارت الأمور على ما يرام مع الشركة، سيستغرق ذلك على الأرجح ما بين 5 سنوات إلى 10 سنوات قبل الاستخدام التجاري للشريحة.

وقد قال جيمي هندرسون، وهو مستشار لشركة نيورالينك، وأستاذ جراحة الأعصاب في جامعة ستانفورد، في مقابلة أجريت الأسبوع الماضي: “أعتقد أن هناك خطرًا في المبالغة بشأن النتائج المتوقعة من التجربة البشرية للشريحة”. وذكر أنه متحمس لهذه التكنولوجيا، ولكن الجهاز المعتمَد لا يزال أمامه سنوات من التطوير.

هل يوجد شركات أخرى تطور شرائح مماثلة؟

نعم، هناك الكثير من العلماء والشركات التي حاولت لعقود تطوير تقنيات زراعة أقطاب كهربية في الدماغ البشري لتسجيل إشاراته ومعالجة حالات مرضية، مثل: الشلل والصرع ومرض باركنسون.

ويُعرف أحد الأجهزة الأولى التي ظهرت في هذا المجال باسم (مصفوفة يوتا) Utah array، وقد جرى استعراضه أول مرة على إنسان في عام 2004، والآن دخلت الكثير من الشركات المنافسة إلى هذا المجال، ومنها: Synchron، وParadromics، وBlackrock Neurotech، وكذلك شركة (Precision Neuroscience)، التي أسسها أحد مؤسسي شركة (نيورالينك) في عام 2021.

شاركها

اترك تعليقاً