أخطاء شائعة يقع فيه رواد الأعمال في بداية المشاريع

مفهوم – بالتأكيد يعتبر النجاح في عالم ريادة الأعمال لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها، بل يتطلب الكثير من العمل والمهارات حتى تحققه.

بالإضافة إلى أن قرار الدخول لعالم ريادة الأعمال وتأسيس شركتك الناشئة ليس قرارًا سهلًا، حيث أن نجاح بعض المشروعات وفشل البعض الآخر مرهون بالكثير من العوامل التي يجب مراعاتها، كما يواجه رواد الأعمال الكثير من التحديدات المُقلقة التي تهدد في كثير من الأوقات وجود المشروع نفسه على أرض الواقع.

وهناك عدد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من رواد الأعمال في بداية مشاريعهم نستعرضها خلال هذه المقالة.

أخطاء شائعة يقع فيه رواد الأعمال في بداية المشاريع

1. عدم وضع خطة للعمل

يبدأ عدد كبير جداً من الأنشطة التجارية بدون خطة، وهذا للأسف يؤدي إلى فشل هذه الأنشطة في الغالب، وذلك لأن الخطة تمثل عنصر حيوي وأساسي لنجاح أي بيزنس أو عمل تجاري.

إذا لم تخطط فأنت تخطط بشكل أساسي للفشل، يجب أن تضع لنفسك خطة حتى لو كانت مجرد ورقة فيها المهام الأساسية، وتكلفة التشغيل، وتوقعات البيع، ومن سيشتري منتجاتك ولماذا.

التخطيط ببساطة؛ هو عبارة عن استعداد عملي مدروس وممنهج لبدء نشاط تجاري واستمراره وتطوره، وتوقع مشكلاته ووضع حلول لها، ويمكننا اختصار كل ذلك في ثلاث كلمات وهي “العمل بطريقة ممنهجة”.

لذا عليك كرائد أعمال يسعى للنجاح أن تعمل بطريقة ممنهجة وليس بطريقة عشوائية، لأن المنهج والنظام هي ما سيصل بك للنجاح أما العشوائية فتولد المزيد من العشوائية.

أنت أيضاً بحاجة إلى استراتيجية تسويقية مفصلة تشمل اكتساب المستخدمين الأوائل، وتحويل هؤلاء المستخدمين إلى عملاء يدفعون، وجعل هؤلاء العملاء سعداء بمنتجك بحيث يساعدونك في انتشارك والحصول على المزيد من المستخدمين.

2. الخوف المبالغ فيه من الفشل

من أكثر الأخطاء التي يقع فيها رواد الأعمال هو الخوف من الفشل؛ الفشل ياعزيزي هو مفتاح النجاح، فكيف تنجح من دون تجربة، عليك أن تنحي خوفك جانباً والخوض في اتجاه مستقبلك.

في الحقيقة أعظم معلم في الحياة هو الفشل، فالفشل هو الشيء الوحيد القادر على تعليمنا دروس لن ننساها أبداً، وكهذا أيضاً في عالم البيزنس فدائماً النجاحات الكبيرة تُبنى في الأساس على مجموعة من المحاولات الفاشلة.

لذا عليك كرائد أعمال يسعى للنجاح أن تكون شجاعاً، ولا تجعل الخوف من الفشل يجعلك تتردد كثيراً وتضيع الوقت، أو تفوت فرص ربما لم تتكرر ثانية.

اقرأ ايضًا:

3. عدم فهم السوق والجمهور المستهدف

واحد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيه رواد الأعمال المبتدئين هي عدم قضاء الوقت الكافي لفهم السوق أو العملاء المستهدفين.

بالنسبة إلى المؤسسين قد تكون التكهنات والتوقعات أسهل من التحدث إلى العملاء، ولكن لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كنت على المسار الصحيح ما لم تكن تتلقى باستمرار تعليقات من العملاء الحاليين أو المحتملين.

أيضاً عليك استغلال ما هو متاح من أدوات وطرق ممنهجة لفهم السوق، وقياس حجم الطلب، وفهم العملاء المحتملين.

من المهم أن تدرك أن بناء منتج رائع لا يُترجم في كثير من الأحيان إلى عمل تجاري ناجح لذا عليك فهم السوق أولاً.

وإليك بعض النقاط التي ستساعدك في فهم السوق والعملاء المحتملين قبل البدء:

الاعتماد على أدوات البحث عن الكلمات المفتاحية مثل مثل أداة Google planner.
دراسة المنافسين، ومعرفة عددهم، ونقاط قوتهم، وضعفهم، وحجم السوق الذي يسيطرون عليه، وعلاقتهم بالعملاء.
التوصل لما هو متاح من دراسات واستبيانات واستطلاعات رأي تخص السوق والعملاء المستهدفين.

وإليك نقاط تساعدك في فهم العملاء بعد بدء البيزنس:

اسألهم من خلال صفحاتك على السوشيال ميديا.
قم بعمل استطلاعات رأي لهم لابداء آرائهم.
تواصل معهم لمعرفة إن كانوا راضيين عن المنتج أو الخدمة التي حصلوا عليها من خلالك.

4. عدم النظام

من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها رواد الأعمال أيضاً هي العمل بدون نظام محدد وواضح.

بمجرد أن تبدأ في الظهور وتحصل على عملاء، تأكد من أن أنظمتك وعملياتك في مكانها الصحيح، مثل شروط الدفع والعقود والاتصالات، مع الاستمرار في الحفاظ على استراتيجية التسويق الخاصة بك.

يجب أن تكون العمليات الداخلية محكمة قبل أن تبدأ التعامل مع العملاء؛ إذا لم يكونوا كذلك، فهذه هي الثغرات التي ستظهر بالتأكيد وتبدو غير مهنية.

التنظيم من مفاتيح النجاح في أي بيزنس، وأنت كرائد أعمال عليك أيضاً أن تكون منظماً وقادراً على تنظيم الوقت وإدارة الأولويات.

عليك أن تتذكر دائماً أن إدارة الأعمال التجارية يشبه وجودك في حلبة سرك، بحيث تحدث الكثير من الأشياء في نفس اللحظة، لذا وجود قائمة مهام يومية شئ مهم، وعليك إدراجها حسب الأولوية.

تبدو بسيطة، لكنها تعمل، وتجعلك أكثر إنتاجية.

5. عدم القيام بالاجراءات القانونية للنشاط التجاري

من أكبر الأخطاء التي يرتكبها رواد الأعمال هي عدم تسجيل أعمالهم، أو اختيار الكيان التجاري المناسب لحماية ملكيتهم الفكرية.

الأمور القانونية ضرورية لبدء العمل بشكل صحيح، إذا نسيت أو تغاضيت عن تلك الأمور سيكلفك ذلك الكثير من الوقت والمال.

أيضاً عليك كرائد أعمال أن تتذكر أنه بغض النظر عن مدى قوة العلاقات، يمكن أن تتوقف بشكل مفاجئ عندما لا يتم وضع الأنظمة والاتفاقيات من البداية.

لذا عند وجود شركاء أو مساهمين عليك بكتابة عقد لتوضيح نظام الشراكة، وذلك لكي يكون بمثابة سند قانوني عند حدوث أي خلاف.

6. محاولة فعل كل شيء

العمل بذهن الديكتاتوري والتفكير بشكل منفرد من دون الإحاطة بمستشارين حكماء سيعرضك أيضًا لكثير من المشكلات.

لا تحاول إدارة مشروع جديد بمفردك يا صديقي وابحث عن شركاء متمرسين وجديرين بالثقة وأعدهم لمناقشة أفكار عملك والاستراتيجية والتحديات والتقدم؛ فالحكمة والقوة تتواجد في تعدد الاستشارات.

شجع أربعة إلى ستة أشخاص للانضمام إلى شركتك كمستشارين من أجل تلقي ردود الفعل المستمرة بحيث تقلل من أخطاءك.

حاول أيضاً أن تعطي بعض الصلاحيات للموظفين في شركتك، وتذكر أنه عليك التخلص من أي مهمة يمكن لآخرين داخل شركتك بعملها بشكل جيد، وأنت عليك التفرغ للتفكير والتخطيط والتطوير.

اقرأ ايضًا:

7. الوقوع في أخطاء التوظيف

هناك حاجة إلى مجموع مهارات وخلفيات مختلفة للوظائف المختلفة التي تريد شغلها، لذا عندما تبدأ، تأكد من أن لديك موظفون مجتهدون وشاملون يمكنهم القيام بكل ما الأدوار التي تريدها في شركتك.

في بعض الأوقات يرتكب رواد الأعمال المبتدئين خطًا شائع آخر وهو تعيين الموظفين من البداية، مثل تعيين موظفين بدوام كامل عندما يكون العمل بدوام جزئي أكثر منطقية، أو تعيين موظف عندما يكون المتعاقد من الباطن قد قام بنفس الوظيفة.

من السهل جدًا إدارة شركة صغيرة مع موظفين بدوام جزئي، أو موظفين يعملوا عمل حر حتى تقلل التكلفة.

8. الاستهانة بمتطلبات رأس المال

يعتقد معظم الناس وخاصةً رواد الأعمال أنه يمكنهم تحقيق المزيد بموارد أقل في محاولة منهم لتقليل رأس المال، حيث يميل قادة الشركات الناشئة إلى التخطيط لأفضل سيناريو ولكن هذا لا يحدث أبداً، لذا أنصحك أن تتعامل مع الأموال بشكل صحيح.

فعليك أن تعرف أن وضع الأموال الجيدة في الاستخدام السيئ، ومحاولة تقديم كل شيء للجميع بدلاً من التركيز على التخصص هو طريقة مؤكدة لإضاعة الوقت والمال اللذان هما شريان الحياة لأي شركة ناشئة“.

9. عدم وضع راتب نظير إدارة العمل التجاري

الكثير من رواد الأعمال المبتدئين لا يقومون بتحديد رواتب لأنفسهم نظير ما يقومون به من وظائف إدارية للمشروع، ونتيجة لذلك هم يظنون أن مشروعاتهم تحقق أرباح أكبر بكثير من الأرباح الحقيقية التي تحققهاً فعلياً بعد خصم رواتبهم المستحقة.

عليك كرائد أعمال محترف أن تضع لنفسك راتب ثابت نظير إدارتك للمشروع، وأن تخصم هذا الراتب من أرباح المشروع، وكأنك توظف شخص آخر لإدارة المشروع.

10. التسعير الخاطيء للمنتج أو الخدمة

تسعير المنتجات واحد من النقاط المهمة جداً لنجاح أي مشروع أو شركة ناشئة، فالتسعير الصحيح يجب أن يقوم على أسس صحيحة.

عليك ألا تُسعر منتجك بمبلغ مرتفعاً جداً طمعاً في تحقيق أعلى مستوى من الأرباح، أو مبلغ منخفض جداً لمجرد الحصول على حصة في السوق.

11. عدم وجود نظام دفتري ومحاسبي محكم

تساعدك فكرة مسك الدفاتر على اتخاذ قرارات أعمال أكثر ذكاءاً، وتحديد الفرص في وقت مبكر وتجنب المشكلات قبل أن تصبح غير قابلة للإدارة.

سيساعدك مسك الدفاتر أيضاً في فهم مالياتك، وفي الحفاظ على أعمالك المالية بشكل جيد. تضمن ممارسات مسك الدفاتر أيضاً أنك على دراية بقضايا مثل مدفوعات الضرائب والتأمينات التي يمكن أن تتسبب في مشاكل للشركة فيما بعد.

12. لا تتوسع بسرعة كبيرة

عندما تبدأ في رؤية النجاح، قد يكون من السهل افتراض أن النمو سيستمر، وأفضل طريقة لتحقيق أقصى استفادة منه هي ببساطة نسخ ولصق صيغة العمل الخاصة بك.

ومع ذلك إذا قمت بتوسيع نطاق عملك بسرعة كبيرة، يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، فقد تجد أن فترة ازدهارك كانت مؤقتة فقط، وينتهي بك الأمر مع مجموعة من الموظفين الجدد، ولكن لا يوجد عمل ولا أموال لتغطيتهم.

لهذا السبب من المهم اتباع نهج بطيء وثابت للتوسع، وعدم التصرف أبداً بدافع من النتائج الجيدة الأولية.

أيضًا لا ترهق نفسك في السعي وراء الإيرادات، وتقبل بعدد عملاء كبير مع فريق صغير؛ فمن الأفضل بكثير في هذه الحالة أن تخبر العميل المحتمل أنه يمكنك تولي مشروعه في الشهر المقبل.

13. لا تستهين بمطالب العمل

أكبر خطأ يرتكبه رواد الأعمال هو التقليل من أهمية مطالب الأعمال، فالأفلام الوثائقية والمدونات حول الشركات الناشئة تجعل الناس يفكرون بشكل متفائل؛ وذلك لأن المعلومات المتاحة لا تسلط الضوء على صعوبات بدء عمل تجاري، ولكنها تمجد النهاية فقط.

لهذا السبب يعتقد الناس أن الشركة الناشئة سهلة وممتعة وتذهب يوميًا لشرب القهوة في مكانك المفضل ثم تعود لبيتك، بينما في الواقع هي عكس ذلك تمامًا.

تأخذ الشركات الناشئة معظم وقتك وأموالك، بل إنها قد تدمر علاقاتك في بعض الأحيان، فالأمر ليس سهل ياعزيزي.

في النهاية عليك أن تفهم أنه لا يتم إنشاء الشركة الناشئة الناجحة من قبل شخص واحد بمفرده، لذا عليك كرائد أعمال أن تحيط نفسك بخبراء متخصصين وموجهين يمكنك الاعتماد عليهم والتعلم منهم.

شاركها

اترك تعليقاً