طرق تقليل وقت إستخدام الهاتف من خبراء

مفهوم – بعد التغييرات الكبيرة التي عاشتها البشرية مع جائحة كورونا أصبحت التكنولوجيا أكثر ملاذ يقضي الكثيرون أوقاتهم من خلالها.

حيث يقول الكاتب براين إكس تشين في مقاله الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز New York Times، أنه من المحتمل أن روتينك اليومي سيكون شبيها إلى حد ما بالفترة التي قضيتها في المنزل أثناء عملية الإغلاق، حيث ستقضي يومك بين مشاهدة الأفلام على نتفليكس Netflix ومقاطع فيديو على يوتيوب وألعاب الفيديو؛ ولكن تتطلب كل هذه الأنشطة قضاء المزيد من الوقت أمام الشاشة.

ويؤكد الكاتب أن علينا الاستمتاع بالحياة واستكشاف المزيد من الأنشطة، ومع حلول موسم الأعياد حان الوقت لأخذ قسط من الراحة والتفكير في التخلص من السموم الرقمية.

هذا لا يعني التخلي عن بعض العادات بين عشية وضحاها، فهذا ليس هينا. في الحقيقة، عليك التفكير في المسألة على أنك سوف تخضع لحمية غذائية تقتضي منك استبدال بعض العادات الضارة بأخرى صحية، لمنح أعيننا المنهكة بعض الراحة من التكنولوجيا.

وفقا لبعض الخبراء، قد يؤثر قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات سلبا على صحتنا النفسية، ويحرمنا من الحصول على قسط كاف من النوم، ويقلل من إنتاجيتنا في العمل.

اقرأ ايضًا:

يذكر الكاتب أنه قبل الجائحة، كان متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه أمام الشاشة يعادل 3 ساعات ونصف؛ إلا أنه على مدى الأشهر الثمانية الماضية، تضاعف هذا المعدل تقريبا. لهذا السبب، لجأ إلى استشارة بعض الخبراء للحصول على المساعدة، ووضع حدود لاستخدام الهاتف وبحث عن بدائل لذلك.

مقاومة تأثير الهواتف الذكية

يشير الكاتب إلى أنه عليك في البداية تقييم وتحديد وقت الشاشة السام، الذي يؤثر على مزاجك. يمكن أن يكون ذلك الوقت الذي تقضيه في قراءة الأخبار أو تصفح تويتر وفيسبوك،  وتتمثل الخطوة الثانية في إنشاء خطة واقعية لتقليل هذا الوقت السيئ.

على سبيل المثال، يمكنك وضع أهداف متواضعة، مثل تحديد 20 دقيقة يوميا لقراءة الأخبار في عطلات نهاية الأسبوع. إذا كان ذلك ممكنا، حاول جعل ذلك الوقت هدفا يوميا. سيساعدك هذا الأمر على اتباع عادات جديدة.

في السياق ذاته، يوصي آدم غزالي، عالم الأعصاب والمؤلف المشارك لكتاب “العقل المشتت: العقول القديمة في عالم عالي التقنية”، بإنشاء جدول زمني لكل المهام التي نؤديها تقريبا، بما في ذلك وقت تصفح الويب وفترات راحة.

على سبيل المثال، يمكنك إغلاق هاتفك على الساعة 8 صباحا لمدة 10 دقائق لتجنب قراءة الأخبار، و20 دقيقة من الساعة الواحدة بعد الزوال لركوب الدراجة.

في حال شعرت بالرغبة في إمساك هاتفك أثناء فترة الاستراحة من التمرين، فستدرك أن أي وقت ستقضيه أمام الشاشة من شأنه أن يقلص الوقت المخصص لممارسة هذه الرياضة.

ويضيف الدكتور غزالي “ليست كل فترات الراحة متساوية، ففي حال أخذت فترة استراحة وزرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي أو شاهدت برنامجا إخباريا، فسيصبح من الصعب عليك الخروج من هذه المتاهة التكنولوجية”.

إنشاء مناطق خالية من الهواتف

يذكر الكاتب أننا نحتاج بالتأكيد إلى إعادة شحن هواتفنا ليلا؛ لكن هذا لا يعني أن تكون الأجهزة بجوارنا أثناء النوم.

أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يتركون هواتفهم في غرف نومهم يحظون بجودة نوم سيئة، حسب الدكتورة توينغ.

تضر الهواتف الذكية بنومنا من نواح عديدة، حيث يمكن للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات أن يخدع عقولنا ويجعلها تعتقد أن النهار ما زال متواصلا. كما يمكن أن يشكل بعض المحتوى الذي نستهلكه -وخاصة الأخبار- محفزا نفسيا يبقينا مستيقظين؛ لذلك من الأفضل الابتعاد عن الهواتف قبل ساعة من النوم. علاوة على ذلك، من المحتمل أن يدفعك وجود الهاتف بقربك إلى الاستيقاظ، والتحقق من الإشعارات ليلا.

وتتابع الدكتور توينغ أن “نصيحتي الأولى تتمثل في إخراج الهواتف من غرفة النوم في الليل. ويعد الأمر سيان بالنسبة للكبار والمراهقين، ناهيك عن أنه من الضروري شحنه خارج غرفة النوم”.

ويوضح الكاتب أنه يمكننا إنشاء مناطق أخرى دون هواتف على سبيل المثال، طاولة العشاء، وهي فرصة للعائلات لوضع هواتفهم بعيدا لمدة 30 دقيقة على الأقل والتواصل معا.

مقاومة تأثير منصات التواصل

ابتكرت الكثير من الشركات التكنولوجية العديد من الآليات لإبقائنا متشبثين بشاشاتنا. على سبيل المثال، وضع كل من فيسبوك وتويتر جداول زمنية بحيث يمكنك التمرير إلى ما لا نهاية له من خلال التحديثات؛ مما يزيد من مقدار الوقت الذي تقضيه على مواقعهم.

قال آدم ألتر، أستاذ التسويق في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك ومؤلف كتاب “لا تقاوم”، إن شركات التكنولوجيا استخدمت تقنيات في علم النفس السلوكي تجعلنا مدمنين على منتجاتها.

وخلص الكاتب إلى القول إنه بإمكاننا مقاومة إغراءات الشاشات من خلال إيقاف تشغيل الإشعارات لجميع التطبيقات؛ باستثناء تلك الضرورية للعمل والبقاء على اتصال مع بعض الأشخاص.

شاركها

اترك تعليقاً